دعوة للمصالحة الوطنية بعيدا عن الخارج

عبدالعزيز الحزي
لا يختلف اثنان على أن هناك أخطار وتحديات خطيرة محدقة باليمن الذي يتمتع بموقع جغرافي هام يطل على أهم الممرات البحرية في العالم ، فهو يشرف على باب المندب ويمتلك مخزون نفطي هائل ،وسواحل بحرية واسعة، كما أن الجميع يتمنى على القوى السياسية على الساحة اليمنية مواجهة هذه الأخطار المتمثلة في التدخلات الخارجية والعدوان الغاشم على البلاد.
ومما لا شك فيه أن لدى جميع الأطراف والقوى الوطنية هنا وهناك الرغبة في نزع فتيل الأزمة، ووقف نزيف الدم بين الأخوة ، ولهذا فعلى كل القوى الوطنية مراجعة مواقفها السياسية غير المجدية لها وللبلاد ،والتصدي للتحديات الخارجية والأخطار المحدقة باليمن التي يفرضها واقع العدوان ومواجهة المؤامرات الخارجية، وتوحيد الصف في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ اليمن المعاصر ، والبحث عن أسباب القوة والتوحد ونبذ الفرقة والشتات وحشد الطاقات للحفاظ على سيادة واستقلال البلاد، والتنسيق مع كل القوى الخيرة بعيدا عن التحالفات الصاخبة الجوفاء التي لا تمثل واقعا عمليا.
ولموجهة الأخطار المحدقة باليمن يجب إعلان النفير العام على مستوى اليمن كافة والبدء في التدريب العسكري للشباب والرجال وعسكرة شعبنا اليمني ليتسنى له الدفاع عن الوحدة والحفاظ على السيادة الوطنية ومقدرات البلاد.
ومن هنا نوجه الدعوة للمصالحة بين مختلف القوى السياسية عبر إطلاق سراح المحتجزين لدى كافة الأطراف كخطوة أولى في وقت متزامن، وإفساح المجال للحوار الوطني وترتيب البيت اليمني أولا قبل كل شيء ، ووقف القتال في الجبهات الداخلية وتشكيل لجان مشتركة للإشراف على ذلك ومواجهة الأطراف التي تسعى للزج باليمنيين للقتال والاحتراب والتقارب بشأن النقاط الخلافية التي لا تؤثر على المبادئ الأساسية والثوابت الوطنية والتي تحظى بدعم غالبية الشعب اليمني.
ومن الضروري وقف الحملات الإعلامية المتبادلة بين أطراف القوى السياسية والتي تشكل عبئا لا يخدم المصالحة بين تلك الاطراف ، والانتقال إلى إعلام الحشد والتوعية للدفاع المقدس عن اليمن أرضا وإنسانا ،ووقف جميع الاتهامات المتبادلة وجميع مظاهر البذخ والترف وشحذ الهمم على جميع المستويات ، وفتح علاقات متميزة قائمة على الاحترام والمصالح المشتركة مع كل دول العالم بما يخدم تطلعاتنا الاقتصادية انعكاسا للسياسة الخارجية اليمنية في أحدث تجليتها لمواجهة الأزمة التي ساعدت أطراف خارجية في إطالة أمدها وتحويلها الى حالة احتراب بدعم من تلك القوى الطامعة في ثروات اليمن الطبيعية المخزونة.
هذا التوجه الجديد للقوى السياسية نحو المصالحة –الذي يجب أن يكون ونتمناه- نعتقد جازمين انه الرد الأبرز على رهانات الخارج في استمرار حالة عدم الاستقرار في اليمن وسيعد نقلة نوعية نحو التقارب والمصالحة ،وتهيئة الأرضية لتعزيز التحالفات بين الأطراف السياسية الوطنية، وبه ضمانات لإنهاء الأزمة، وسيمثل انتكاسة كبيرة تخيب آمال الرهانات الخارجية.
ومن هذا المنطلق نرى أن المصالحة الوطنية أصبحت حتمية رغم الخلافات التي تزيد من معاناة الشعب اليمني ولا تخدم اليمن في شيء ولتحقيق المصالحة الوطنية فيجب فتح قنوات اتصال بين جميع الأطراف بعيدا عن التدخلات الخارجية والوساطات الدولية سواء عبر الامم المتحدة أو غيرها، والتي لا تتمنى الخير لأحد، لا لهذا الطرف ولا لذاك، بل تريد المزيد من الصراع لإضعاف الجميع.
ولهذا كله فقد أصبحت مسألة المصالحة الوطنية ضرورة حتمية لتنقية الأجواء وتوحيد الصفوف لمواجهة المخاطر والتحديات المحدقة بالبلاد ،وبالتزامن مع ذلك فتح “صفحة جديدة” في التعاملات بين جميع الاطراف، تعاملات يسودها الثقة المتبادلة والاحترام وعدم الانجرار الى سوء النية والظن والتهكم على الآخر وكذا إغلاق ملفات الخلاف، ونبذ كل ما من شأنه فتح توترات وكل ما سبق هو أمر حتمي للخروج من الوضع الراهن.

قد يعجبك ايضا