“لمَّا نشتريهم”.. الحرُّ تكفيه الإشارة

صولان صالح الصولاني

بينما يختار الإنسان لنفسه طريق الخيانة والارتزاق سبيلاً في تحقيق أحلامه وتطلعاته ومصالحه الشخصية والأنانية أو في خدمة أهدافه الحزبية الضيقة، على حساب وطنه ومجتمعه الذي تربى وترعرع بين أحضانه، فإنه يصبح في واقع الأمر مواطناً شاذاً ومنبوذاً بل ومنحلاً أخلاقياً ودينياً وإنسانياً بنظر الآخرين، بما فيهم أولئك الذين يعمل لصالحهم ويخدم أهداف ومطابع بلدانهم، وبالتالي فإنه يعيش حياته – دائماً – ذليلاً مهاناً لا يعرف للعزة والحرية والكرامة طريقاً.
لنأخذ كأبسط مثال على ذلك، الحال والمآل الذي وصل اليه رئيس عملاء وخونة ومرتزقة العصر في وقتنا الراهن المدعو عبدربه منصور هادي، أو من يسميه الغزاة والمعتدون على اليمن أرضاً وإنساناً “الرئيس الشرعي لليمن”، والذي برغم ما قام به من أدوار مشبوهة وما قدمه – أيضا – من خدمات لا أخلاقية ولا إنسانية خدمة لأهداف ومرامي دول تحالف الشر والعدوان السعوصهيو أمريكي يعجز عن تقديمها مرتزقة وعملاء وخونة كل العصور، إلا أن أياً من تلكم الأدوار والخدمات التي قدمها على طبق من ذهب، لم تشفع له – البتة – عند امراء وقادة أصغر دولة من دول التحالف الشيطاني الأخرس كالإمارات العربية المتحدة، والتي قام بزيارتها مؤخراً، ليجد نفسه غير مرحّب به في أراضيها.. أما السبب الذي جعله والوفد المرافق له حبيسي الطائرة التي أقلتهم بعد وصولها الإمارات وهبوطها بمطار أبوظبي الدولي إلى أن تم إقلاعها و”انقلاعهم” على متنها إلى وجهة أخرى ليست ببعيدة ولا تقل فضيحتها – أيضا – عن فضيحة الوجهة الأولى، فأكدت وسائل إعلام العدوان، أنه لا يعدو عن مجرد كون أصحاب – المعالي والسمو – عيال زايد وأولاد مكتوم مشغولين، وبالتالي فإن جدول أعمال كل منهم اليومي لا يسمح له وقتها بلقاء رئيس مرتزق وخائن وعميل حتى ولو كان رئيساً شرعياً معترفاً به من قبلهم وأسيادهم في أمريكا وبريطانيا والأمم المتحدة.. ولينتقل المدعو “الرئيس الشرعي لليمن” بعدها بطائرته إلى وجهته المكوكية الثانية ألا وهي الرياض – عاصمة مملكة قرن الشيطان، علَّه يجد أميراً من أمرائها الكثر لديه متَّسع من الوقت – أي فراغ بسيط في جدول أعماله اليومي – ليستقبله بالمطار، فيتصوَّر معه ويستعرضان – معاً – حرس الشرف في صالة التشريفات، ومن ثم اصطحابه إلى صالة استقبال الضيوف، فيدردشان معاً أمام الأضواء الكاشفة – اقصد أمام كاميرات وسائل الإعلام المرئي – لتتسنى له في ما بعد فرصة متابعة ومشاهدة مراسيم الاستقبال – من جديد – عبر شاشة التلفاز بمقر إقامته في أحد فنادق الرياض، والتي ستبثها لاحقاً مختلف القنوات الاخبارية التابعة والمؤيدة لتحالف العدوان في نشراتها الاخبارية.. لكن أحلام المدعو “الرئيس الشرعي لليمن” تبخّرت وتلاشت بمجرد نزوله من على سلّم الطائرة، لأنه لم يجد حينها من يستقبله من أمراء النفط بمملكة قرن الشيطان، نظراً لكونه بات في نظرهم حقيراً مهاناً.
هذا بالنسبة لرئيس العملاء والخونة وأكبر مرتزق فيهم، فما بالك بالمرتزقة الصغار وقادتهم العسكريين والميدانيين ،والذين تقرباً من أسيادهم “الخلاوجة” يقودون أنفسهم إلى حتفهم ومهلكتهم بجبهات المخا وميدي البقع ومارب وغيرها من الجبهات التي تلتهم الغزاة والمرتزقة كما تأكل النار الحطب، إلا أنهم مهما قدموا من تضحيات في سبيل إرضاء أسيادهم الأعراب سيظلون بنظرهم حقراء مهانين أذلاّء، والأمر عينه ينطبق على ملوك وامراء العهر والعنجهية لدى أسيادهم الأمريكان والغرب والصهاينة.
إن أقل ما يوصف به الخونة العملاء والمرتزقة ببلادنا من قبل أسيادهم “الخلاوجة” بأنهم عبيد وخدَّام لديهم – لا أقل ولا أكثر – وليس أدلُّ على ذلك مما ورد على لسان المهرج الكويتي فهد الشليمي الذي عبّر عنهم بطريقة غير مباشرة أثناء لقائه بقياديين من الحراك الجنوبي حيث تحدّث في سياق ترحيبه بهم بالقول: “أرحب بكل الجنوبيين العزيزين على قلوبنا، وكل اليمنيين نرحب بهم جميعاً، ما عدا الانقلابيين والحوثة” الذين اشترط للترحيب بهم قائلاً: “لمّا نشتريهم”.. وبالتالي فإنه إذا كان لا يزال هناك حليم في أوساط هؤلاء المرتزقة والمغرر بهم، فتكفيه هذه الإشارة، والعاقبة للمتقين.

قد يعجبك ايضا