الهدف من هذه العمليات إفشال العملية السياسية القائمة الآن


لقاء/حسن شرف الدين –
أكد العميد محسن علي خصروف الباحث في علم الاجتماع العسكري أن الاعتداءات المتكررة على أبراج الكهرباء وأنابيب النفط واستهداف البنى التحتية للدولة يعبر عن حالة انفلات أمني غير موضوعي¡ مشددا◌ٍ على ضرورة أن تقوم الدولة بواجبها الوطني والتشريعي في ملاحقة وصد كل من يقوم بهذه الاعتداءات.
وأضاف العميد خصروف في لقاء مع “الثورة” إن الهدف من الاعتداءات
المتكررة على أبراج الكهرباء وأنابيب النفط هو إفشال العملية السياسية القائمة الآن وإفشال مؤتمر الحوار الوطني الشامل وإعادة البلد إلى مربع الأزمات.
ظاهرة التخريب وآثارها السياسية والاقتصادية ودور الحكومة للحد من هذه الظاهرة وغيرها أجاب عنها العميد خصروف في سطور هذا اللقاء القصير.

• انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة تعتبر الأخطر حتى الآن على مستقبل اليمن السياسي والاقتصادي والأمني¡ ألا وهي ظاهرة التخريب والاعتداءات على البنية التحتية للبلد¡ ماذا تقول¿
– الاعتداءات المتكررة على أبراج الكهرباء وأنابيب النفط واستهداف البنى التحتية للدولة تعكس حالة انفلات أمني غير موضوعي¡ لأن الدولة موجودة لديها جيش وطيران ومدفعية وقوات خاصة ومشاة¡ ولديها جيش يسد عين الشمس¡ فكيف لأشخاص يقومون بالاعتداء على الأمن الاقتصادي والسياسي والاستراتيجي في البلد¡ وكيف أن الجهات المختصة في وزارة الدفاع يقولون أن من قام بالاعتداء على الكهرباء فلان وفلان ولا تتخذ ضدهم أي إجراء¡ كيف يقولون أن الفرق الهندسية منعها مجموعة من المسلحين¿¡ أين قواتنا المسلحة الموجودة في مارب وفي نهم وفي صرواح¿ ماذا تعمل ولمن تعد هذه القوة¿¡ إذا لم تستخدم الآن وتوجه لحماية اقتصاد البلد وأمنه الاستراتيجي والاقتصادي وما يمس حاجة المواطن بشكل مباشر¡ هناك أسئلة ينبغي أن يجيب عليها وزير الدفاع ووزير الكهرباء ووزير الداخلية¡ يتكلمون عن اعتداءات من أفراد أو مجاميع أو قرية وكأننا في دولة لا تمتلك جيشا◌ٍ.
• ما هي الآثار السياسية التي قد تؤثر على أمن واستقرار البلد¿
– الهدف من هذه العمليات إفشال العملية السياسية القائمة الآن¡ كإفشال الحوار الوطني وإفشال خروج البلد من أزمة طاحنة¡ نحن تجنبنا الكثير من المشاكل وكان الخيار السلمي هو الأفضل من خيار الحرب والتصارع الذي سوف يؤدي إلى تدمير البلد ومقدراته¡ الآن هناك استهداف البلد بشكل آخر من قبل الذين خسروا مصالحهم جراء الثورة الشبابية الشعبية السلمية بالقيام بتدمير البلد بهذا الشكل¡ من المؤسف أن تصرفاتهم تقابل بردود فعل ليست منطقية¡ لا يمكن أن تكون مقبولة لدى الناس ونحن نمتلك أدوات القضاء على مثل هذه التمردات والأعمال التخريبية.
• أين دور الحكومة للحد من هذه الظاهرة¿
– دور الحكومة ووزارة الدفاع إلى الآن غائب أمام هذه الاعتداءات¡ لا يعملون شيئا◌ٍ ضد المعتدين والمخربين¡ أين دور الألوية القريبة من المناطق التي يتم فيها الاعتداء على البنى التحتية¡ القوات الموجودة في صرواح ومارب ماذا تصنع¿
• ماذا عن الخسائر المادية التي ستتحملها البلد¿
– الخسائر المادية جراء هذه الاعتداءات ستصل إلى لقمة عيش المواطن¡ هي بالمليارات وهناك احصائيات بالخسائر في وزارة الكهرباء جراء الاعتداءات على أبراج الكهرباء¡ وهذه الأعمال إذا استمرت لمدة أكبر ستؤدي إلى تدمير محطة مارب نهائيا وخروجها عن الخدمة.
• هل غياب المواطنة أثر سلبا في وعي بعض أفراد المجتمع حتى يقوموا بمثل هذه الأعمال التخريبية¿
– من حق أبناء المنطقة الشرقية كاملة أن تدمجهم الدولة في خطة التنمية وأن يرتبطوا بمصالح اقتصادية واجتماعية والتنمية¡ بمعنى أن يكون المشروع الاقتصادي الموجود في مارب جزءا◌ٍ مرتبطا◌ٍ بمصلحة المواطن في مارب ويدافع عنه¡ أي أنه لا يمر أنبوب النفط من عندهم ليسرقوه في مكان آخر¡ المفترض أن يعود جزء من عوائدها لهؤلاء المواطنين ويجب أن تصل خطوط الكهرباء إلى بيوتهم ومزارعهم وشوارعهم وأسواقهم حتى يحمي هؤلاء أبراج الكهرباء¡ لكن تحت أي ظرف من الظروف لا يحق لأي شخص المطالبة بأي حقوق بهذه الطريقة¡ هناك طرق أخرى مشروعة.
أدعو الدولة ووزارتي الدفاع والداخلية أداء واجبهم المنوط بهم من خلال استخدام الإمكانيات المتاحة من قوات الأمن والجيش لحماية مصالح الناس وحماية الأمن الاقتصادي والاجتماعي للبلد.

قد يعجبك ايضا