ماذا يعني إسقاط دفاعاتنا الجوية طائرة إف 16
أحمد يحيى الديلمي
إن إسقاط الدفاعات الجوية للجيش واللجان الشعبية لطائرة من نوع f16 تابعة لقوى العدوان السعودي الأمريكي في جبهة نجران لا يمكن أن يكون حدثاً عابراً، أو خللاً فنياً وفقاً لخزعبلات الآلة الإعلامية لقوى العدوان، وإنما هو حدث غير عادي وتطور نوعي في منظومة الردع الاستراتيجي للجيش واللجان الشعبية التي شهدت تحولاً جذرياً، سبق وأعلن عنها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله، وتأتي ضمن معركة النفس الطويل وفق خيارات استراتيجية مرتّبة ومدروسة بدءًا بصبر استراتيجي وما تلاه من تصعيد تدريجي للرد على العدوان الغاشم، وصولًا إلى مرحلة الردع الاستراتيجي، وإرساء معادلة توازن الرعب مع ذلك العدو المُتغطرس.
في الامس القريب أكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطابه في الذكرى السنوية للشهيد 1438هـ أن هناك مسارات مهمة في تفعيل وبناء وتطوير الدفاعات الجوية، وأشار إلى أن الفعل سيسبق القول، وفعلاً تحقق ذلك القول السديد وصدق الوعد الصادق، عندما أعلنت الدفاعات الجوية للجيش واللجان الشعبية يوم الجمعة الماضي هذا الانجاز النوعي ودخول الدفاعات الجوية ميدان المواجهة والردع وذلك بإسقاطها لطائرة أردنية من نوع f16 تابعة لقوى العدوان السعودي الأمريكي في جبهة نجران.
وبذلك فإن إسقاط الدفاعات الجوية للجيش واللجان الشعبية طائرة إف 16 تابعة للعدوان السعودي الأمريكي في جبهة نجران يؤكد صدق الكلمة، والوفاء بالوعد الذي قدمه قائد الثورة وتحقق اليوم على الواقع, الأمر الذي سيغير موازين المعركة على الأرض، إذ أن الطائرات الحربية سوف تتساقط من اليوم وصاعداً، كما هو حال الصواريخ الباليستية التي وصلت إلى العمق السعودي وتحققت أهدافها بدقة متناهية، وكذلك الحال بالنسبة للبوارج الحربية لقوى العدوان في البحر التي أوّجد لها أبطال الجيش واللجان الشعبية العلاج المناسب والرادع بأياد يمنية، ولعل هذا ما سيجعل الذهول والدهشة تُخيم على قوى تحالف العدوان، وينشر الرعب بين أوساطهم، ذلك الرعب من المصير القادم الذي ينتظرهم من اليمن العظيم وشعبه الذي لا يقُهر، وبعد تمكن قوته الصاروخية وفي فترة وجيزة وظروف بالغة التعقيد وبعقول وطنية، من تعديل ميزان الردع لصالحها بعد أن كان لصالح العدو.
ويأتي ذلك بعد أن أعلنت القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية، أن الضربات الباليستية التي تنفذها على أهداف عسكرية سعودية، شهدت تطورا نوعيا في دقة الإصابة، حيث ذكرت القوة الصاروخية أن التطور النوعي في القدرات الصاروخية قد حيد الجيل الثالث من منظومة باتريوت باك “أحدث منظومات الاعتراض الأمريكية” والتي زودت بها أمريكا السعودية العام الماضي، وهو ما يُعد إنجازًا نوعيًا كبيرًا على صعيد حرب الأدمغة المشتعلة بين اليمن وقوى العدوان.
ولعل ذلك قد تزامن في الوقت الذي أزيح فيه الستار عن التجربة الصاروخية الأخيرة لمنظومة الصواريخ الباليستية “بركان 2” التي تم تدشينها بنجاح إلى قاعدة عسكرية بمنطقة المزاحمية غرب عاصمة النظام السعودي الرياض ليكون ذلك بمثابة رسالة واضحة أن عمق الأراضي السعودية وكذلك الأراضي الإماراتية بات تحت مرمى الصواريخ الباليستية المُصنعة بأياد يمنية في الوقت الذي استطاعت فيه تلك الأيادي تحييد أحدث منظومات اعتراض الصواريخ. . والنتيجة بلا شك ستكون أن النظام السعودي وتحالفه الخليجي سيبحثون عن مخرج لهم من هذه الورطة من أسيادهم في البيت الأبيض وتل أبيب، بشتى الطرق والوسائل بعد أن أيقنوا أن نتائجها ستكون مردودة عليهم وفي زوالهم من خارطة المنطقة.
وثمة أمر أكيد ، وهو أن الأموال السعودية فقدت بريقها ولم يعد لها وقع السحر في ظل غموض يكتنف مستقبل المملكة المترافق مع تدني أسعار النفط وتفاقم الأزمة الاقتصادية، وإفلاس العشرات من الشركات والتوقف شبه الكامل للمشروعات الإنمائية ناهيك عن الإنفاق الهائل على حروب المملكة في اليمن وسوريا عديمة الجدوى الذي أجبر ملكها على طلب الاقتراض سراً من أمير الكويت.
وختاماً أقول إنها معركة النفس الطويل.. وإن النصر بات قريباً إن شاء الله ، والحمد لله على فضله ومنّه ونصره، وبشر المؤمنين اليمنيين الصابرين بالنصر المؤزر الذي سيغير خارطة المنطقة بأكملها.
نصر من الله وفتح قريب..