سوء تغذية ومجتمع دولي أسوأ

حسن الوريث

تتحدث كل تقارير المنظمات الدولية عن الحالة الإنسانية السيئة التي وصل إليها الشعب اليمني وكل تلك المنظمات وفي مقدمتها الأمم المتحدة وكافة هيئاتها الإنسانية وغير الإنسانية بما فيها مجلس الأمن الدولي تقول أن غالبية اليمنيين بحاجة للمساعدات الإنسانية لكنهم جميعاً لم يتحدثوا عن السبب الحقيقي لما وصلت إليه الأوضاع في اليمن ولم تجرؤ أي منظمة من تلك على القول أن العدوان السعودي الذي تتعرض له البلاد منذ عامين تقريباً هو السبب في كل ذلك وبالتالي يعملون جميعاً على وقفه وإنقاذ اليمنيين .
المنظمات الدولية تارة تقول الصراع في اليمن وتارة تقول الحرب في اليمن ولم تكن هناك اي منظمة تمتلك الشجاعة الكافية لتقول أن ما يجري هو عدوان سعودي على الشعب اليمني ومقدراته والسبب في ذلك كما يتم التبرير هو الخوف من قطع الدعم من السعودية ودول الخليج وربما الدول الكبرى عن هذه المنظمات وبالتالي فهي تحاول عدم إغضاب السعودية والحديث عن الحقيقة التي مفادها ان الذي يحدث في اليمن هو عدوان سافر وهمجي وحصار جائر لا يستند إلى أي مبررات لا من الأخلاق ولا من الإنسانية ولا من القوانين الدولية .
سوء التغذية والأمراض المختلفة تفتك بغالبية اليمنيين بسبب هذا العدوان الذي دمر المستشفيات والمزارع والبنية التحتية كاملة وكذا الحصار ومنع دخول المواد الغذائية والدوائية والمشتقات النفطية وكل الاحتياجات الإنسانية فلقد أصبح المواطن اليمني والمنظمات الدولية تكتفي بإصدار البيانات والتقارير حول الحالة الإنسانية في اليمن ولم نجد لأي منها أي عمل جدي لوقف ما يحصل أو على الأقل رفع الصوت عالياً ضد هذا العدوان والحصار الذي يتعرض له شعب فقير كل ذنبه أنه أراد أن يخرج من وصاية وتبعية النظام السعودي.
أعتقد أن على جميع المنظمات الدولية الإنسانية إذا كانت لديها الجدية في إنقاذ الشعب اليمني أن تتحرك في اتجاهين: الاتجاه الأول يتمثل في إيقاف العدوان ورفع الحصار بأي شكل من الأشكال وبأي وسيلة كانت، فيما يتمثل الاتجاه الثاني بضرورة إدخال الاحتياجات الإنسانية من المواد الغذائية والأدوية والمشتقات النفطية ودعم المستشفيات والمرافق الصحية بالعلاجات والمستلزمات الطبية وتنفيذ الحملات الطبية والصحية المكثفة في كافة محافظات الجمهورية لمعالجة الأمراض التي تفتك بالناس وأولها سوء التغذية وكذا فتح المطارات والموانئ والسماح بسفر المرضى الذين يصعب علاجهم في الداخل ما لم فإننا سنقول أن هذه المنظمات الدولية مجرد ظواهر صوتية لا حول لها ولا قوة وأن ما تقوله من أنها تعمل من أجل الإنسانية مجرد أقاويل وأباطيل .
مما لاشك فيه أن المجتمع الدولي الذي يدعي العمل من أجل حقوق الإنسان ليس فيه ذرة من الإنسانية فها هو يرى 27 مليون إنسان يمني يتعرضون للقتل والتدمير والحصار والتجويع الكثير منهم يقتلون بالصواريخ والقنابل والأسلحة التي تبيعها هذه الدول التي تتشدق بحقوق الإنسان والإنسانية، كما يموت الأكثر بسبب سوء التغذية والأمراض المختلفة والجوع ولم نشاهد أي تحرك جدي لوقف هذا القتل والدمار بل ان هذه الدول التي تسمي نفسها كبرى هي من يدعم ويشجع على استمرار العدوان والحصار من أجل تحقيق أكبر قدر من المكاسب وصفقات الأسلحة ورفد موازناتها ولو على حساب الإنسان اليمني وبالتأكيد أن كل ما نسمعه في البيانات والبلاغات الصادرة عن هذه الدول وتصريحات مسؤوليها التي يقولون فيها أنهم مع السلام والحل السياسي في اليمن كلها مزيفة وليست حقيقية بل إنها تأتي من باب الضغط على دول العدوان لابتزازها وإلا لكنا شاهدنا ذلك على أرض الواقع ولكانت تلك الدول أوقفت العدوان ورفعت الحصار وأنقذت الشعب اليمني من هذه الأوضاع الإنسانية الصعبة والكارثية التي وصل إليها والتي جعلتنا نقول أن سوء التغذية والأمراض التي تفتك بالشعب اليمني ليست أسوأ من هذه الدول والمجتمع الدولي الشريك في قتل اليمنيين وتدمير بلدهم.

قد يعجبك ايضا