من يمنع علي البخيتي من تدمير علي البخيتي

محمد ناصر البخيتي
مشكلة علي البخيتي التي أدت لسقوطه هي تقديس الذات لأن الإنسان الذي يفقد السيطرة على هذه  النزعة يجد نفسه في النهاية عدوا لكل خير ونصيرا لكل شر رغما عنه حتى وإن كان يحمل الكثير من الخصال الحميدة كما كان عليه حال علي البخيتي.
ذات يوم كان علي البخيتي أقوى صوت في مواجهة العدوان واليوم أصبح احد أشهر أبواقه حتى وإن لم يعترف بتغيير موقفه حرصا على عدم المس بذاته المقدسة التي لا تخطئ حسب تصوره, لأن من الواضح انه بات يخدم العدوان إما بالتبرير له أو بخذلان من يقاومه. لاحظوا كيف يهلل لتقدم العدوان  و مرتزقته داخل بلاده ويلوم من يواجه هذا العدوان على الحدود وبعد ذلك كله يقول إنا لازلت ضد العدوان ويريدنا أن نصدقه.
لم يكتفِ بلوم وإدانة من يواجه العدوان على الحدود عبر الكتابة وعبر الفضائيات بل أجهد نفسه وعمد إلى بث مقاطع فيديو على اليوتيوب ينصح أهالي المجاهدين بعدم السماح لأبنائهم بالذهاب إلى هناك بحجة حرصه على حياتهم رغم علمه المسبق بأن هذا العدوان لا يتوانى عن قتل اليمنيين في بيوتهم وفي أعمالهم وفي أسواقهم وفي أعراسهم وفي مناسبات عزائهم وأن هذه الجرائم ستزيد إذا ما تقدم العدوان ومرتزقته وحولوا المزيد من المناطق السكانية إلى ساحة حرب تسهل له تبرير جرائمه.
في أثناء تواجد على البخيتي في عاصمة العدوان قُصفت قريته وسقط أربعة شهداء وبدلا من أن يدين  السعودية التي ارتكبت الجريمة ولم تحترم وجوده ضيفا عليها برأها محملا المسؤولية من أعطى الإحداثيات رغم أن الهدف كان بيتا في قرية ولم يكن في معسكر ورغم أنها كانت ضربتان وليست واحدة بهدف قتل أكبر عدد من المواطنين. وبعد أن برأ العدوان نشر صورة شخصية وهو يذرف دموع التماسيح على الضحايا لكي يخدعنا كما يفعل اليوم بالظهور في مقاطع فيديو مبديا حرصه على حياة من يقاتل في الحدود دفاعا عن الوطن.
نرجسية على البخيتي النابعة من تقديس الذات والتي لم يعد يتسعها مكان تدفعه ليقول لنا لا تقاتلوا  السعودية لأنها قوية, حتى وإن احتلت بلادنا وارتكبت في حقنا أبشع الجرائم, طالما وأنا موجود وأقوم بإدانة تلك الجرائم أولا بأول وأبكي ضحاياها على صفحتي في الفيسبوك, وأنزه السعودية عن ارتكابها بقصد, وألعن كل من أعطاها الإحداثيات الخاطئة.
السعودية فرضت علينا الحرب بهدف إذلالنا ونحن سنقاتلها دفاعا عن كرامتنا وعزتنا وشرفنا وإلى الأبد ولن تثنينا سطحية النرجسيين وعبدة الذات وبكائياتهم المزيفة عن القيام بهذا الواجب المقدس. وأقول لأولئك المجاهدين الذين اقتحموا حدود العدو انكم تقومون بأقدس ما في المقدس وهو مواجهة العدوان في عقر داره وتمريغ وجهه في التراب وبوجودكم في أرضه أسقطتم ذرائعه بقتل المدنيين بحجة الاحتماء بهم, ولولا ذلك لارتكب المزيد من الجرائم ولأصبح الضحايا بالملايين, ولن تفيدنا حينها بكائيات النرجسيين مهما رفعوا عقيرتهم بالصياح والعويل.

قد يعجبك ايضا