كفى استهزاء بالقانون

قاسم الشرعبي
أصبحت هذه الأيام قيادة السيارات بدون لوحات موضة يتباها بها البعض والخروج عن القانون، وعدم الالتزام بقواعده، تسيطر على الشارع اليمني، وتمثل قنابل مجهولة الهوية تصول وتجول في شوارعنا ليل نهار في صورة سيارة بدون لوحات معدنية، وهذه الظاهرة الخطيرة جداً على أمن وسلامة المواطن مازالت متفشية بشكل يثير الاشمئزاز .
من كان يجرؤ -قبل عقد من الزمن- على قيادة مركبته وهي لا تحمل لوحات معدنية تشير إلى هويتها، سواء أكان ذلك في المدن أم في القرى، ففي ذلك الوقت لم تكن دوريات المرور هي صاحبة الشأن في استيقافه وحدها، إذ كان النظام يعتبر السير من دون تعليق لوحات المركبة مخالفة جنائية تتعدى في أهميتها وحساسيتها جانب المخالفة المرورية، مما يخول الدوريات الأمنية استيقاف تلك المركبات ومعاقبة أصحابها..إلاّ أن تحول المسؤولية تجاه ذلك من مخالفة جنائية إلى مخالفة مرورية فتح المجال على مصراعيه لكل من أراد أن يزيل لوحة سيارته لأمر في نفسه، وأن يسير بها مجهولة في الشوارع والميادين دون أن يستوقفه أحد.
والمؤسف في الأمر هو عند صدور قرار معالي وزير الداخلية اللواء / محمد بن عبدالله القوسي لتصحيح الوضع ، والبدء بحملة التوعية الأمنية والضبط الشرطي .، ظهرت بعض الأصوات التي تستنكر هذه الحملة بحجة الوضع المادي ، متناسين حجم الضرر من هذه الظاهرة التي بسببها قد تحول هذه المركبات إلى أداة سهلة للقتل وسلاح خطر فتاك قد يستغله ضعاف النفوس وأعداء الوطن في زعزعة الأمن، لم يأت قرار وزير الداخلية اعتباطاً بحملة الضبط الشرطي ولا تعسفا بل لما تمثله هذه المركبات من خطورة على الناحية الأمنية حينما تستخدم لأغراض إرهابية أو للسرقة أو للتهريب أو ترتكب المخالفات المرورية دون أن تُعرف السيارة ومن هو مالكها أو قد ترتكب حادثاً مرورياً وقد تقتل شخصاً أو أكثر ثم تلوذ بالفرار.
ونقول لمن يتحجج بالأزمة والوضع المادي من كانت له القدرة على جلب سيارة بالملايين فلن يعجزه ترقيمها ببضع الريالات.
وكذلك الدراجات النارية غير المرقمة التي تزايدت أعدادها بشكل مهول لا تقل خطرا عن المركبات المجهولة، فقد استخدمت للاغتيالات والسرقة وخاصة الحقائب النسائية والتلفونات من المارة وأحيانا الجنابي وهروبها وتخفيها بسرعة البرق ومروقها من بين السيارات والمارة مروق السهم، وكم تعج مراكز الشرطة ببلاغات قتل وسرقة ودهس قيده ضد مجهول .
نرجو من معالي وزير الداخلية والمعنيين في وزارة الداخلية إعادة لنا الانضباط إلى شوارعنا والضرب بيد من حديد لمنع تفشي هذه الظاهرة لكي ينعم المواطن بالأمن والاستقرار.
وعلى الأخوة المواطنين أن يعو خطورة هذه الظاهرة الخطيرة ويتعاونوا مع أخوانهم رجال الأمن في ترقيم سياراتهم وسد الثغرة على من يتربص بنا وبأمننا ووطننا الغالي ….
حفظ الله اليمن وأهله …

قد يعجبك ايضا