عبدالسلام فارع
تواصلاً للحديث عن نجمنا الأسطوري الكبير جمال حمدي نجم نادي 13 يونيو – المجد – أهلي صنعاء، وقائد المنتخب الوطني على مدى 15 عاماً وبعد أن كنت قد أشرت في عمود الأسبوع الماضي إلى أن الجمال بن حمدي أبا ماجد لم يكن يعرف القعود على دكة الاحتياط خلال مشواره الرياضي الحافل منذ أن كان في الـ15 من العمر.
لا بد لي هنا وبإيجاز شديد أن اشير إلى أهم المحطات الرياضية لأبي ماجد والحافلة بكل العطاءات السخية والنادرة التي لم يسبق لأقرانه أن جاءوا بمثلها حتى بات ذكره كأغنية جميلة ترددها كل الألسن داخلياً وخارجياً ومن ضمن أهم المواجهات الكروية لنجمنا الأسطوري الكبير جمال حمدي تلكم المواجهات الساخنة والمفصلية التي خاضها مع فريقه المجد ضمن منافسات الدوري التصنيفي في العام 78م والذي يظل من أقوى الدوريات الكروية حتى اليوم حيث كانت الأندية الرياضية والثقافية في كل من صنعاء – تعز – الحديدة – إب تعج بكوكبة من ألمع نجوم كرة القدم اليمنية وعلى سبيل المثال فقط ستظل تلك المباراة التي خاضها المجد أمام عنيد اللواء الأخضر شعب إب واحدة من أهم المباريات التي مازالت عالقة في ذاكرتي الرياضية يومها سدد نجمنا الأسطوري جمال حمدي كرة صاروخية صوب المرمى الشعباوي لكنها اصطدمت بأحد لأعبي الشعب تاركة بصمتها على صدره بوضوح وكأنه أي الجمال بن حمدي قد طبعها على صدر اللاعب بطريقة آلية وفي ذلك الدوري التصنيفي المفعم بألمع النجوم كانت الجماهير الرياضية تجد سعادتها البالغة في مشاهدته.
وبالإضافة إلى مهاراته وابداعاته وولائه الجم للشعار الذي كان يرتديه كان نجمنا الجميل والرائع جمال حمدي يتمتع بثقافة رياضية واسعة اكسبته مع دماثة أخلاقه شهرة واسعة ولج من خلالها بكل سهولة ويسر إلى قلوب وعقول المناصرين والمنافسين على حد سواء وفي واحدة من أهم محطاته التاريخية والرياضية كان الأسطوري الرائع جمال حمدي قد خاض واحدة من أهم مباريات العمر مع باقي زملائه مثل السنيني والناظري مواجهة كروية تاريخية أمام شباب الجنوب يومها أحرز هدف منتخبنا الثاني في مرمى المنتخب الجنوبي وذلك في افتتاح الأستاذ الرياضي بعد أن كان زميله خالد الناظري قد أحرز الهدف الأول وجمال حمدي الذي تشرف بتمثيل المنتخب الوطني وهو في حوله الـ15 ليتواصل ذلك التمثيل الأمثل على مدى 15 عاماً لاعبا وقائدا للمنتخب خاض خلالها عديد المواجهات الحاسمة على المستويين العربي والقاري والعالمي وديا كما هو الحال في ذلك اللقاء الودي الذي خاضه مع منتخبنا الوطني أمام منتخب المكسيك، يومها أذهل نجمنا الأسطوري الكبير مدرب المنتخب المكسيكي ذي الجنسية اليوغسلافية بأدائه الراقي والرجولي وبتحركاته المدروسة وقراءته السليمة فما كان من ذلك المدرب إلا أن عرض عليه الاحتراف في أي ناد أوروبي يومها كان زميلنا وصاحب القلم الرشيق وزير الإعلام الاستاذ حسين العواضي حلقة وصل بين المدرب المكسيكي ونجمنا الأسطوري جمال حمدي إلا أن أبا ماجد آثر البقاء في أرض الوطن وكان ذلك العرض في العام 85م بعد عروضه الشائقة في المستطيل والتي كان قد استهلها بكل جدارة واستحقاق في العام 78م مع نجوم المنتخب الوطني مع أحد منتخبات المحافظات الصينية في ملعب الكلية الحربية بالعاصمة صنعاء يومها كان جمال حمدي أصغر لاعبي المنتخب سنا ولأنه كان مخلصا لمعشوقته المستديرة ومتيماً بحبها فإنه قد وجد طريقه إلى النجومية والنجاح وصولاً إلى تمثيله لمنتخب العرب يوم كانت المنتخبات العربية تضم في صفوفها مجموعة رائعة من أفضل النجوم مثل الخطيب وطاهر أبو زيد في مصر وجاسم يعقوب وفيصل الدخيل في الكويت وماجد عبدالله ومحسن الجمعان في السعودية ومنصور مفتاح في قطر.
ولنجمنا الأسطوري الكبير جمال حمدي حكاية طريفة في ملاعبنا المستطيلة حيث حضر ذات يوم إلى ملعب المباراة التي جمعت فريقه المجد مع فريق القادسية لتحديد الفريق الهابط إلى الدرجة الثانية يومها حضر جمال وهو بكامل هندامه وشياكته إذ لم يكن جاهزا لخوض اللقاء للأصالة وبعد أن انتهى شوط اللقاء الأول بتأخر فريقه بهدف مقابل لا شيء بادر في الشوط الثاني إلى أرضية الملعب بعد أن ارتدى ملابسه الرياضية ليلعب يومها تلك المباراة كقائد وموجه وبعد أن تمركز في وسط الملعب استطاع بخبراته الواسعة ودون أي جهد بدني أن يحول خسارة فريقه بهدف إلى فوز غال وثمين قوامه 2/1، بقي أن أشير إلى أن منزل النجم الأسطوري الكبير جمال حمدي يضم في جنباته جناحاً راقيا وثقت فيه كل عطاءاته الزاخرة فهو يحوي عديد الشهادات. التقديرية والكؤوس والميداليات والصور النادرة التي جعلت من منزله ومن ذلك الجناح تحفة نادرة قلما تجد لها مثيلاً في منازل أقرانه محلياً وعربيا وربما قاريا.