ياشعب اليمن أنت الضحية
محمد صالح حاتم
اليمن بلد عظيم ،بعظم شعبها ، ومنذ قديم الزمان وهي تتعرض للاعتداء والمؤامرات الخارجية ،ومحاولة احتلالها ،ولكن لم يسبق لها أن تعرضت لهكذا اعتداء ،على مر العصور.
فالحرب على اليمن التي يشنها التحالف السعو صهيو امريكي ،والتي قتلت .عشرات الآلاف ودمرت المباني ،حرب ظالمة لم تجزها الأعراف ولا القوانين الدولية ،حرب دون ادنى سبب ، حرب دون مبرر.
ولكن الحقيقة أن كل الأطراف تريد أن تصفي حساباتها مع الآخرين بقتل الشعب اليمني ،فاليمن لم يشكل أي خطر على جيرانه أو على أي دولة ، اليمن كانت هي السور والحامي والحارس لدول الخليج وخاصة مملكة بني سعود ،نحن من كان سندكم عند العوز وعند المصائب والمحن ،نحن من كان سيقف معكم عند تعرضكم لأي اعتداء خارجي ،نحن من كان سيهب لنجدتكم ونحن من بنينا دولكم وشيدنا قصوركم ، وعلى اكتافنا نحن اليمنيين بنيت ناطحات السحاب في بلدانكم ،ونذكركم ان اغلب رؤوس الأموال في مملكتكم،ودويلاتكم الخليجية هي رؤوس اموال يمنية، اما أموالكم فهي في دول اوروبا وامريكا ،تدعمون بها اقتصاد اعدائنا وأعدائكم. فأنت ياشعب اليمن العظيم ضحية المؤامرات ،فالكل يتآمر عليك.
فعاصفة الحزم والقتل السعودي أتت لتحارب المجوس ،وتقاتل إيران ، وبعد عامين من الحرب لم نسمع عن مقتل أي جندي مجوسي أو إيراني ،لم تدمر دبابة أو مدرعة ايرانية،بل جميع الشهداء يمنيون.
واليوم دول الخليج تفرش السجاد الأحمر وتستقبل رئيس إيران ،الذي أتوا ليحاربوه في اليمن ،الذين قتلوا عشرات الآلاف من اليمنيين ،من اجل محاربة إيران ،الذين شردوا مئات الآلاف من منازلهم ،الذين حاصروا 27مليون يمني من اجل ان ينتقموا من إيران ،هاهي مسقط والكويت تستقبلان روحاني ،العدو والخصم اللدود لدول الخليج ،فالكويت إحدى دول التحالف ،أرسلت وزير خارجيتها قبل فترة إلى طهران يحمل رسالة من قادة دول الخليج تتضمن استعدادهم الدخول في حوار مع طهران ،وكذلك توجيه الدعوة لروحاني لزيارة الكويت ،والتي بالفعل استجيبت هذه الدعوة ،وحطت أقدام عدوهم الإيراني ارض إحدى دول الخليج ، الذي كما نقلته صحيفة الفايناشال تايمز البريطانية إن إيران مستعدة للحوار مع دول الخليج والسعودية خاصة دون شروط مسبقة.
فالكل يبحث عن مصالحه فإيران لم تكن في يوم من الأيام حليفاً لليمن ولم تقدم له أي دعم أو مساندة ،ولا توجد أي علاقة بين نشأة حركة أنصار الله في اليمن وبين إيران ،حتى وان كان الإعلام الإيراني يتكلم مع اليمن ويصف الحرب على اليمن بالعدوان السعوصهيوني ،فهذا لا يعني أن إيران تدعم اليمن ،فهي فقط تبحث عن مصالحها ،ولأن المعتدي على اليمن هو عدوها أي السعودية ،فلو كان المعتدي على اليمن غير السعودية أو أمريكا والذي لن نجد عدوا غيره ،فسيكون الموقف الإيراني عبر إعلامها مختلفاً تماما، فلماذا لم تستغل إيران علاقتها الوطيدة مع روسيا لإصدار قرار من مجلس الأمن لوقف الحرب على اليمن أو بطلان قرارات مجلس الأمن التي شرعت ضد اليمن.
فاليمن ستكون هي الضحية وهي كبش الفداء
ياشعب اليمن العظيم عليك ان تدرك انك ضحية مؤامرات خارجية وعمالة داخلية جندة لهذة المؤامرة.
فأمريكا تحارب الارهاب الإيراني في اليمن،وهي اصل الإرهاب، والسعودية هي مصدره ومموله، وما إعلان ترامب محاربة الإرهاب والخطر الإيراني على أمن واستقرار المنطقة إلا عملية ابتزاز لدول الخليج العربية، والهدف حلب ماتبقى من ثروات الخليج النفطية،وكذلك لتشكيل تحالف امريكي عربي سني جديد ضد إيران ، بهدف تطبيع عربي اسرائيلي كما وصفه الكاتب والمحلل الكبير عبدالباري عطوان.
فالكل يتاجر بأرواح اليمنيين.
فلا تنظروا الحل لا من أمم متحدة ولا من روسيا او ايران ،ولا من احد فالكل متآمر على اليمن، وما يذكره بعض المسؤولين الإيرانيين بين الفينة والأخرى ،عن اليمن ليس إلا عملية صب الزيت على النار ،فإيران لها موقف من اليمن إبان الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن الماضي ،فهي لم تنس مشاركة الجيش اليمني مع العراق ،ولن تغفر له هذه المشاركة.
فالأيام القادمة ستشهد تصعيداً دولياً لمحاربة الارهاب سيكون مسرحها الشواطئ والأراضي اليمنية.
فعليك أيها الشعب العظيم أن تكون ثقتك بالله كبيرة ولا تنتظر العون أو الدعم من احد ،وان لا تسمح لأحد ان يتاجر بقضيتك .
فالحل هو في الصمود والاستبسال في جبهات العزة والكرامة والإباء.
وعاش اليمن حراً أبياً والخزي والعار للخونة والعملاء.