الثورة نت/..
كتبت صحيفة National Interest)) التحليلية الأمريكية أن الرئيس ترامب إذا ما أراد تطبيق شعار “صنع في أمريكا” سيضطر لشراء السلاح من روسيا والصين للحصول منهما على التكنولوجيا المتطورة.
وذكّرت الصحيفة بتحذيرات مختلف الخبراء التي تنبّه إلى احتمال فقدان الولايات المتحدة موقع الصدارة في مجال الصناعات العسكرية، وبما خلص إليه مركز بحوث الكونغرس الأمريكي ليشير إلى نفس المخاوف على هذا الصعيد.
مركز الكونجرس المذكور، أشار إلى أن “روسيا والصين لا تعكفان على تطوير المعدات العسكرية المتوفرة لديهما فحسب، بل تطوران أسلحة جديدة بالمطلق لصالح جيشهما وللتصدير كذلك”.
وأضاف المركز إنه وفي الوقت الذي تدأب فيه روسيا على إطلاق دبابة “تي-14” الملقبة بـ”أرماتا”، لا تزال الولايات المتحدة تعتمد على دبابتي “أبرامز” و”بريدلي” المستخدمتين منذ حقبة الحرب الباردة، ناهيك عن أن واشنطن لن تتسلم دبابات جديدة قبل حلول سنة 2035م.
وورد في تقرير المركز، “من المرجح ظهور منظومة أو عدة منظومات قتالية متفوقة على مثيلاتها الأمريكية”، لافتا إلى وجود حزمة كبيرة من الأسلحة الأمريكية التي فقدت تفوقها على مثيلاتها الأجنبية، أو تأخرت عنها.
وتابعت الصحيفة، إن الحظ كان حليف الولايات المتحدة إبان حرب الخليج، حيث لم يواجه جيشها في ذلك الحين الأسلحة المتطورة المطلوبة، ولأن الاتحاد السوفيتي لم يكن يصدر لبلدان العالم الثالث سوى الأسلحة “المختصرة”، مشيرة إلى أن الحال قد تبدل في الوقت الراهن، وأن روسيا والصين صارتا تبيعان السلاح المتطور على قدم وساق.
وأضافت: “وهذا يعني أنه إذا ما اندلع نزاع مسلح بين الولايات المتحدة وأي بلد صغير، فإنها ستصطدم هناك بدبابات “تي-90″ الروسية و”MBT-3000″ الصينية”.
واعتبرت الصحيفة أن على الولايات المتحدة للحاق بالدول التي سبقتها في تطوير السلاح، تسخير طاقات كبيرة لذلك، معيدة إلى الأذهان أن قاذفة “F-35” التي اعتمدت مؤخرا في الجيش الأمريكي، كانت نتاج أكثر من 20 عاما من البحوث والتصميم.
وأشارت إلى أنه إذا ما استمرت الحال على هذا المنوال في الولايات المتحدة، فإنها لن تحصل على دبابات الجيل الجديد إلا بعد عقود من الزمن، الأمر الذي يثير تساؤلات حساسة تلمح باضطرارها لاستيراد السلاح من الخارج للحيلولة دون تخلفها عن باقي الدول في هذا المجال.
وذكّرت بقدرة بعض الدول على استنساخ أجهزة الرؤية الليلية والدبابات بسرعة قياسية، معتبرة أن “الجزم بتفوق السلاح الأمريكي لمجرد أنه أمريكي المنشأ، ليس إلا وطنية عمياء”، مستذكرة استيراد الولايات المتحدة الطائرات الإسرائيلية بلا طيار، والمدافع السويدية المضادة للدبابات، فضلا عن استيراد الكثير من مكونات الأسلحة الأمريكية الثقيلة من الصين.
وخلصت الصحيفة الأمريكية إلى أن ما يقلقها، هو ما كشف عنه تقرير مركز الكونجرس الذي لمس نوعا من “القبول بالواقع” في الجيش الأمريكي والإقرار باحتمال خسارة الولايات المتحدة سباق التسلح.
وأكدت في الختام أن الجيوش ومنذ القدم، كانت تحسب للعدو ألف حساب وترجح امتلاكه أفضل السلاح، وتبقي على احتمال عثور الصاروخ المعادي على ثغرة تمكنه النفوذ عبرها، إلا أن الولايات المتحدة التي ما انفكت تتفاخر بسلاحها منذ الحرب العالمية الثانية، قد حادت في الآونة الأخيرة عن نهجها و”خارت قواها” على هذه الحلبة.