وجهة نظر
معاذ الخميسي
غادر محمد منصر وزارة الشباب والرياضة في العام
2009 م رافعاً رأسه..وسيرته العطرة على كل لسان واغلب إن لم أقل كل من في الوزارة يثنون عليه ويتذكرونه بالخير
ويؤكدون أنه تولى خلال سنوات طويلة مسئوليات متعددة بكفاءة واقتدار وتدرج في المناصب من مدير إدارة النشاط الرياضي ثم إلى مدير عام مكتب الشباب والرياضة بمحافظة إب ثم عين مديراً عاماً لإدارة النشاط الرياضي ثم عين بقرار جمهوري وكيلاً مساعداً للتمويل والمشاريع وتعامل بذهنية متقدة وفهم ودراية وحرص وإخلاص ومرونة..وهو الذي مارس الرياضة منذ زمن بعيد وعرف تفاصيلها الدقيقة ولعب لفريق الهلال ثم للزهرة وهو من مؤسسي رياضة كرة السلة أيضاً..وسبق وأن تولى مسؤولية الأمانة العامة لإتحاد القدم لأكثر من سبع سنوات..وفي المجال الدراسي تخصص في دراسته الخارجية بالجزائر في المجال الرياضي.
فجأة وجد محمد منصر نفسه خارج الوزارة ليس لأنه غير جدير بالمنصب الذي كان يشغله كوكيل مساعد لقطاع
المشاريع..ولا لأنه فاسد ضبط متلبساً بنهب الملايين..ولا لكونه مجرد مسؤول وربطة عنق وهو لا يفهم (كوعه من بوعه)..ولا لأنه أهمل عمله ومسؤولياته ولم يطور ويتطور واهتم فقط (بالقطقطة) وملاحقة (الفلوس) والأمور
الطيبة!!
يومها تم التخلص من محمد منصر لأنه (مش) فاهم أساليب العمل الجديد..ولا يعرف كيف يطور (نفسه) كما هو مطلوب في علم إدارة (كلكم نظر)..ورغم خبراته
الرياضية الطويلة لم يستوعب ما تحتاجه مرحلة (الخفة) من لياقة مرتفعة وقدرة على المراوغة وتسجيل
الأهداف في شباك (الجيوب)!
ومن ذلك اليوم اختفى محمد منصر من المشهد ولم يلتفت إليه أحد..وجاء الوزير الجديد حسن زيد وبادر بإصلاح ما أفسده (الحال المائل) عند البعض وقام
بتكليف محمد منصر بمهام وكيل الشؤون المالية..وهذا القرار عرفت به قبل ثلاثة أيام ووجدت فيه ما يستحق أن أشيد وأثني على الوزير وقراره وخطوته التي أكد من خلالها أنه أصاب وأجاد في وقت ينتظر الكثيرون رؤيته وأبعاده وجديده وقراراته وتعاملاته وخطواته وفهمه وقدراته وإخلاصه وحرصه ونزاهته وجديته..وعدد من علامات الاستفهام مازالت تسيطر على المسافات التي تفصل بينه وبين الخطوات العملية والقرارات التنفيذية التي يترقبها الجميع ليكون التقييم صالحاً للنقاش والرأي قابلاً للتداول!!
وحتى يتبين الخيط الأبيض من الأسود..أستطيع أن أؤكد أن الحسن زيد ليس ذلك الجاهل تماماً بالرياضة فما لا يعرفه الغالبية أنه كان لاعباً في (فريق الظافر) وهو أحد أهم وأقوى الفرق الصنعانية ولعب له الكثير من النجوم
الذين التحقوا بناديي الأهلي والوحدة..بينما اتجه الوزير زيد إلى الجانب التنويري والمعرفي وأصبح موجهاً تربوياً وظل حريصاً على متابعة فريقه المفضل (الأهلي صنعاء) وأخبار الرياضة من حين إلى آخر.
وحتى لو كان التشاؤم يلف البعض..فإن التفاؤل هو الأنسب وخاصة في البدايات..وهو ما يجبرنا على أن ننتظر ونترقب ولا نتسرع..فما عند الحسن زيد كما يبدو حافل بالجديد..وبالضربات القوية في وجوه الفاسدين..!!