مطالبات بإجراءات صارمة تجاه الإعلام المتماهي مع اجندة العدوان

 

الغائب الأكبر في الإعلام هو المهنية الوطنية
استطلاع / أسماء حيدر البزاز

الإعلام الالكتروني اليوم صار له جمهوره الواسع بل تجاوز ذلك ليشمل مواقع التواصل الاجتماعي كالواتس آب والفيس بوك والسويشل ميديا وغيرها ، وبالمقابل زاد عدد متابيعها فمنها مواقع حافظت على مصداقيتها وشرف مهنتها في التوعية المجتمعية ونشر الحقيقة بصورة معتدلة ، وأخرى تبرأت من ذلك كله وصارت وقودا للزيف والتعتيم وليس لها أي دور يذكر في التوعية سوى التضليل وإشاعة الكذب والفتن والأحقاد. .
وفي هذا الإطار يؤكد إعلاميون ومراقبون على أهمية الإعلام الالكتروني في زيادة وعي المجتمع وخاصة الشباب من خلال غرس ثقافة الحب والتسامح والقبول بالآخر في وعيهم .والنهوض بالمجتمع ثقافيا واجتماعيا وسياسيا كما يستطيع المجتمع من خلال هذا الإعلام معرفة التأثيرات والمتغيرات الحاصلة في محيطه المجتمعي والأخطار والمؤامرات التي تحاك ضده كما هو حاصل اليوم من حرب إعلامية لدول العدوان تستهدف لحمة ونسيج اليمنيين …ودور الإعلام الالكتروني الوطني والايجابي تجاهها..فماذا يقول الإعلاميون والمراقبون عن الإعلام الالكتروني ودوره في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ اليمن؟ :
* الإعلامي محمد الورد يرى أن الإعلام الالكتروني يعد اليوم أهم الوسائل الإعلامية لنقل الرسائل المختلفة للجمهور خصوصا في ظل الظروف الراهنة بعد أن أوقفت معظم الصحف اصداراتها بسبب الحرب والحصار لكن نرى ان دور الإعلام الالكتروني في التوعية المجتمعية قاصر إلى حدٍ كبير حيث ان معظم المواقع الالكترونية منابر لنقل الأخبار والمعلومات وفقا لوجهة نظر القائمين عليها لكنها تسعى للإثارة أكثر من أي شيء آخر وبعيدا حتى عن المصداقية في أوقات كثيرة ومن خلال الملاحظة البسيطة للمتابع العادي يلاحظ عدم وجود ما يدل على مجرد اهتمام لهذه المنابر بالتوعية المجتمعية وما يمثله العدوان من خطر محدق على اليمن وسيادته واستقلاله.
الفضاء المفتوح
* من جانبه أوضح الإعلامي والأديب كمال البرتاني أن الإعلام الالكتروني في بلادنا غير محكوم بقانون الصحافة والمطبوعات، الذي صدر قبل دخول الإنترنت اليمن. ولهذا فالفوضى، وتحييد قيم وتقاليد وأخلاقيات المهنة، هي التي تحكم عمل الإعلام الجديد. كما أن الصراع السياسي الذي أنتج اقتتالا داخليا وعدوانا خارجيا، جعل الإعلام الالكتروني جزءا من الصراع والاقتتال، وأداة من أدوات العدوان، ووجها من وجوه مقاومته في الوقت نفسه.
وأوضح البرتاني أن هناك ثمة أسباب عديدة، تجعل الحديث عن إيجابية الإعلام الالكتروني أو سلبيته ضربا من العبث، وبدلا عن ذلك يمكن تقييم كل موقع على حدة.وفي رأي المواطن البسيط، والإعلامي المتخصص على حد سواء، فإن مواقع الأخبار المحلية غالبا ما تمتهن الكذب بكل أشكاله: الكذب باختلاق الوقائع، وبحجب الحقائق، وبالتهوين والتهويل، وبالانتقائية التي تقدم الصورة ناقصة أو مجتزأة.
وأضاف : ان لكل موقع سياسته، وأرى أن الغائب الأكبر في العمل الإعلامي عموما هو (المهنية الوطنية).. المهنية التي تبني جسور الثقة مع المتلقي، وتعمل على كشف الحقيقة، ونقل الأحداث كما هي، من دون تجاهل مصلحة الوطن؛ خصوصا في ظروف الحرب والعدوان، أنا مع الحرية المقيدة بالقانون، ولست مع الحرية المطلقة.
يجب أن يعاد النظر في قانون الصحافة والمطبوعات، وإعادة النظر في حجب المواقع الالكترونية؛ لأننا في عصر الفضاء المفتوح، ولا أظن أن الحجب ذو جدوى. ولهذا فالإعلام الالكتروني جزء من الفوضى التي نعيشها في هذه الفترة من تاريخ اليمن..
إعلام يواجه العدوان
* الإعلامية ياسمين الفقيه تقول : الإعلام الالكتروني يلعب دورا كبيراً في مجال التوعية المجتمعية فرسالة الإعلام سامية عظيمة متى ما استخدمناها لخدمة الشعوب والانتصار لقضاياها بكل مصداقية ومراعاة للضمير الإنساني من خلال نقل الصورة الحقيقية للواقع الذي يعيشه الشعب بكل شفافية سواء كان ذلك بالكلمة أو الصورة.
وتابعت الفقيه : الشعب اليمني يعيش أقصى معاناته وقضاياه في هذه المرحلة كبيرة وجسيمة، اذن لا بد من تسليط الضوء من خلال إعلام حقيقي ينقل ولا يزيف يداوي ولا يجرح يسعى لخدمة المواطن بكافة شرائحه وتياراته أيا كانت وبكل مصداقية فإذا لم يكن الإعلام المرئي والمسموع ناقلاً حقيقياً لما يعانيه الشعب من خلال البرامج التي تحاكي الواقع فلا فائدة من بالون مليء بالهواء.. وإذا لم يكن الإعلام المقروء ايضا يخدم الشعب وينتصر لقضاياه من خلال الكلمة التي تدق ناقوس الواقع والخطر فلا فائدة في ان نتعب أنفسنا لنشخبط على ورق.
الوطنية
* بشرى الغيلي – محررة صحفية: معظم الوسائل الإعلامية الالكترونية الوطنية على أرض الوطن تلامس الوجع وتنقل صورة واقعية عما يحدث ونجحت برسالتها في التوعية المجتمعية المطلوبة ، فالإعلام عبرها هو الوسيلة للحفاظ على الثوابت الوطنية ونشر قيم العفو والتسامح وذلك من منطلق الروح الوطنية الواحدة والدعوة الى نبذ كل اشكال التطرف الديني والسياسي والمساهمة الفاعلة نحو تعزيز مبدأ التعايش والتوعية بخطورة التعصب الطائفي والمناطقي وان ديننا الإسلامي يدعو الجميع الى المحبة والمؤاخاة وأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
واستطردت: والإعلام الالكتروني أيضا هو رسالة الدولة وحكمائها وعلمائها ولذا يجب أن يكون الخطاب للشعب قائما على مفهوم الوسطية والاعتدال وبأن الناس سواسية تحت مظلة القانون والوطن للجميع.
وسائل مطلوبة
* هناك وسائل يرى المراقبون ضرورة تواجدها في الإعلام الالكتروني للحفاظ على رسالته ، حيث يقول الاكاديمي الدكتور محمد الحميري: ان الإعلام الإلكتروني أصبح محط أنظار فئة كبيرة من الشعب وبخاصة جيل الشباب والمثقفين منهم على وجه الخصوص. وهناك رسالة قيمية مهمة جداً يمكن إيصالها إلى المستهدفين بها عبر هذه الوسائل الإعلامية الالكترونية التي استأثرت على اهتمام قطاع واسع من الناس، لكن نجاح تحقيق هدف التوعية المجتمعية عبر هذه الوسائل يتطلب جهدا خاصا ويتطلب تضافر وتوحيد جهود المصادر المتعددة لتلك الرسالة بحيث تؤدي رسالة توعوية متناغمة وموحدة الهدف والغاية، ولكن بتنوع في الأسلوب وبذكاء في الإخراج، وبدون ذلك فسوف تبقى مضامين رسالة التوعية المجتمعية ركيكة المعنى ومجزأة ومحدودة الأثر والنتيجة، ولن يتعدى أثرها رضا الأشخاص الواعين من الأساس بالقضايا الوطنية وبالاهتمامات المجتمعية التي تستحوذ على تفكير المعنيون والعقلاء من أبناء الوطن وقياداته المخلصين، وهؤلاء هم من يفترض أن يكونوا هم المعنيين بإرسال تلك الرسالة وليسوا وحدهم المعنيين باستقبالها.
تحمل المسؤولية
* من جهتها تقول الاكاديمية والتربوية إيمان عبدالخالق الحمزي: تلعب وسائل الإعلام القديمة الصحف والإذاعة والتلفاز والوسائل الحديثة الالكترونية على شبكة الانترنت من مواقع الاخبار ووسائل التواصل الاجتماعي دورا كبيرا في التأثير على المجتمع وتوعيته الأمر الذي يساهم في تشكيل رؤية أفراد المجتمع تجاه القضايا التي يعيشها وينمي قدراتهم نحو تنمية الأوطان والنهوض والرقي بها. كما تعد وسائل الإعلام الالكترونية سلاحاً ذا حدين بمعنى ذلك مدى مصداقية الاخبار التي يتلقاها الأفراد المتابعون لها ومدى تأثير تلك الاخبار سلبا وإيجابا بحيث اننا نشهد في وقتنا الحاضر احداثاً كبيرة يعيشها المجتمع ونجد تناقضات في القنوات والمواقع الاخبارية في إيصال تلك الاحداث للمتلقي من أفراد المجتمع فإن المعلومات التي يتلقونها نجد ان اضفاء التبعية السياسية عليها يؤثر سلبا على صحة صدق الاخبار ويتوجب على كل المتابعين من أبناء الوطن وعلى الإعلاميين بشكل كبير تحمل المسؤولية عن تلك الاخبار والآراء والافكار السياسية والثقافية والاجتماعية وغيرها وقيامهم بما يحقق مصلحة الدين والوطن.
التهويل الإعلامي
* تعتمد معظم المواقع الإعلامية الالكترونية في أغلب طرحها على مبدأ التهويل والمبالغة لجذب القارئ والتركيز على البعد النفسي في الطرح ، هذا ما يؤكده المختص النفسي،والاجتماعي الدكتور عبده الشليلي.
وأضاف الشليلي: ان الإعلام الالكتروني يلعب دورا مميزا في التوعية المجتمعية إزاء مختلف القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية. وذلك نتيجة التطور الالكتروني وعصر التقارب التراسلي مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة. وهذا له دور ايجابي. في بعض القضايا من حيث سهولة النشر والوصول الى اكبر قدر من شرائح المجتمع دون عناء مع التقدم الحاصل. وتكون هناك فرصة كبيرة للاستفادة.
وعن الجانب السلبي يقول الشليلي : الجانب السلبي للإعلام الإلكتروني يكمن في نشر مواضيع مخيفة تركز على البعد النفسي للمتلقي دون التحقق من مصدرها أو نشر شائعات وحرب نفسية لا يعرف من ورائها. وهذا له الأثر السلبي نظراً لوصوله الى اكبر قدر من الناس وعليه لا بد ان يكون الإعلام الالكتروني حريصاً على الاستفادة الايجابية للمجتمع والبعد كل البعد عن التهويل والتضخيم النفسي الذي يخلق العديد من الحالات النفسية المستعصية يكون مصدرها الإعلام الالكتروني بوجه التحديد.

قد يعجبك ايضا