طلبة اليمن يؤدون اختباراتهم النصفية تحت قصف العدوان

تقرير/ زهور السعيدي

على أطياف صورة جثمان الطالبة إشراق الملقاة على قارعة الطريق بجوار مدرسة الفلاح بنهم محافظة صنعاء التي استهدفها طيران العدوان السعودي مؤخرا وذهب ضحيتها عدد من الطلبة والتربويين وتحت أزيز الطائرات الحربية يتوجه طلبة التعليم الأساسي اليوم السبت إلى مدارسهم لأداء الامتحانات النصفية للعام الدراسي الحالي في مشهد يجسد اباء وعنفوان الانسان اليمني منذ نعومة اظافره ويثبت للعالم تمسكه بالحياة وعدم خضوعه واستسلامه للأعداء مهما بلغت قوتهم وحشيتهم.

وضع العدوان السعودي مدارس التعليم العام وكل مرافق ومؤسسات التعليم بمختلف انواعه في راس قائمة بنك اهدافه الحربية واوغل في قصفها وتدميرها لكن ورغم الدمار الكبير الذي الحقه العدو بقطاع التعليم إلا أن مسيرة التعليم لم تتوقف طيلة العامين الماضيين من العدوان المتواصل ووحشيته المتزايدة العدوان الغاشم الذي لم يستثن اي شيء إلا وأمعن في تدميره وخاصة المنشآت التعليمية التي حظيت بنصيب وافر من الحقد السعودي الاعمى.
طائرات العدوان وصواريخها الهمجية لم تمنع طلاب وطالبات اليمن من التحصيل العلمي وتأدية الامتحانات في هذه الظروف الاستثنائية بعزيمة وارادة قوية تقهر كل التحديات والصعاب.
لقد حاول تحالف العدوان من خلال استهدافه المتعمد والممنهج للمدارس ومرافق التعليم في مختلف المحافظات، كما يقول تربويون، إيقاف العملية التعليمية وفرض حالة من التجهيل على جيل كامل لكنه فشل فشلا ذريعا. ويؤكد التربوي نبيل المغلس وهو مدرس في مدرسة عبدالاله غبش الحكومية بمديرية آزال بالعاصمة صنعاء بان هذه الظروف الامنية التي فرضها العدوان لم تزد الطلبة إلا اصرارا على مواصلة تحصيلهم والمواظبة في التعليم.
ويرفع أطفال اليمن الذين كانوا من اكثر الشرائح الاجتماعية تضررا من العدوان السعودي الغاشم شعار التحدي وهم يؤدون امتحاناتهم غير آبهين بصواريخ العدوان ولا بطائراته التي ترسل قذائف الموت على رؤوسهم.. ويقول وسام حمدي وهو طالب في المرحلة الاساسية بمدرسة بلال بن رباح بحي نقم شرقي العاصمة صنعاء بان العدوان لن يستطيع أن يمنع الطلاب والطالبات من الحصول على حقهم في التعليم مهما بلغت قوته وجبروته.
صعوبات جمة
لاشك أن العدوان السعودي قد الحق دمارا كبيرا في المرافق التعليمية وخلف خسائر كبيرة في تلك المرافق الحيوية تقدر بمليارات الدولارات كما انه جعل مئات الالاف من الطلبة خارج اسوار مدارسهم إلا انه فشل في تحقيق هدفه العام بايقاف العملية التعليمية برمتها ولم تفلح الغارات الجوية واستهدافها المباشر للمدارس في مختلف محافظات الجمهورية في ثني الطلبة عن الذهاب الى مدارسهم وكسر ارادتهم وتطلعاتهم في العلم وممارسة هذا الحق الانساني الكبير.
ورغم التحديات الجمة التي باتت تحيط بالعملية التعليمية والتربوية في ظل العدوان والحصار فإن العجلة مستمرة وتكتسب في هذه الظروف الاستثنائية المزيد من التألق والحيوية ليواصل اليمنيون الصغار تعليمهم بإصرار كبير كما عملت الجهات المختصة على توفير أماكن بديلة عن المدارس المُدمّرة كالمساجد، أو تلك التي تنعقد تحت الأشجار في الأماكن العامة أو في مبانٍ خاصة مستأجرة وغير ذلك من المعالجات والحلول العملية.
موقف دولي خجول
الموقف الدولي ازاء جرائم العدوان السعودي بحق اليمنيين ومنشآت البنى التحتية ومقومات الحياة الاساسية وبالتحديد استهداف المدارس بصورة متعمدة وممنهجة اتسم بالخجل وتشير منظمة العفو الدولية في احد تقاريرها الى أن قوات التحالف بقيادة السعودية نفَّذت سلسلة من الضربات الجوية، استهدفت مدارس التعليم العام ومنها مدارس لا تزال قيد الاستخدام عند ضربها، الأمر الذي يشكل انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي، ويحول دون حصول آلاف الأطفال اليمنيين على التعليم. ويُذكر أن قوات التحالف تتلقى أسلحتها من دول، بينها الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة.
ويؤكد التقرير الدولي الذي جاء تحت عنوان “أطفالنا يُقصفون “بأن المدارس اليمنية تتعرض للهجوم ، ويسرد هذا التقرير تحقيقاً في خمس ضربات جوية شُنت في الفترة بين أغسطس/آب وأكتوبر/تشرين الأول 2015، وأسفرت عن مقتل خمسة مدنيين وجرح ما لا يقل عن 14 آخرين، بينهم أربعة أطفال، وذلك استناداً إلى بحث ميداني أجرته المنظمة في اليمن. وفي حين أن الطلبة لم يكونوا موجودين في المدارس في وقت وقوع الهجمات، فإن الضربات ألحقت بها ضرراً جسيماً أو دماراً سيكون له عواقب ضارة على الطلبة في الأجل الطويل.
وتقول لـمـى فقيه، كبيرة مستشاري برنامج الاستجابة للأزمات في منظمة العفو الدولية، التي عادت إلى اليمن مؤخراً: “لقد نفَّذ التحالف بقيادة السعودية سلسلة من الضربات الجوية غير القانونية على المدارس التي تُستخدم لأغراض تربوية -وليست عسكرية – الأمر الذي يشكل انتهاكاً صارخاً لقوانين الحرب.
وأضافت تقول: “إن المدارس تكتسي أهمية مركزية في الحياة المدنية، إذ يُفترض أنها توفر فضاء آمناً للأطفال. ولكن تلاميذ المدارس الصغار في اليمن يُرغمون على دفع ثمن تلك الهجمات. ففضلاً عن تحمُّل معاناة النزاع المريرة، فإنهم يواجهون حالات انقطاع وتشويش وهزات طويلة الأجل في دراستهم، مما يُحتمل أن يلقي على كواهلهم عبئاً يتعين عليهم أن يحملوه مدى الحياة.”
وفي بعض الحالات ضُربت المدارس غير مرة، مما يشي بأن الضربات كانت موجَّهة لها بشكل متعمد.
وتضيف لـمـى فقيه “إن مهاجمة المدارس التي لا تشكل أهدافاً عسكرية بشكل متعمد، ومهاجمة المدنيين الذين لا يشاركون في الأعمال الحربية بشكل مباشر تعتبر جرائم حرب.”
وعلى الرغم من هذه الادانات الدولية الصريحة لتحالف العدوان وتعمده قصف المدارس والطلبة فإن الامر لايزال يتوقف عند الإدانة التي عادة ما تأتي على استحياء دون أن يكون هناك مواقف وإجراءات واضحة لمعاقبة هؤلاء المجرمين وهو ماشجعهم على اقتراف المزيد من الجرائم والانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان اليمني والإنسانية عموما.

قد يعجبك ايضا