رجاء حمود الإرياني
الغيرة غريزة فطرية خلقها الله داخل الإنسان. وهي شعور طبيعي عند الأطفال خصوصا إذا كانت الأعمار متقاربة بينهم.. واذا لم يتعامل معها بحكمة قد يتعرض الطفل للمشكلات، وقد تؤثر عليه في حياته المستقبلية.. هناك بعض الأطفال يعبرون عن غيرتهم عن طريق تصرفاتهم ولكن للأسف ما أراه أن الأغلبية يكبتون غيرتهم بداخلهم، وهنا تكون المشكلة لأنه اذا لم يعبر عنها في الصغر وتعالج بشكل صحيح ستؤثر عليهم في المستقبل.. وهناك نوعان من الغيرة عند الأطفال إحداهما إيجابية والأخرى سلبية.. أما الإيجابية فإنها تحفز الطفل وتزيد من طموحه وتقوي الثقة لديه؛ أما الغيرة السلبية فإنها تهدم طفولة الطفل وتصيبه بالإحباط وتضعف من شخصيته.. وكما ذكرت في البداية أنها شعور طبيعي عند الطفل ولكن تكون غير طبيعية اذا تعدت المعقول.. ومما لاحظت من بعض الأمهات يواجهن المشاكل في تربية أطفالهم ولاسيما من أبرزها هذه المشكلة وأهمها الغيرة بين الإخوة.. سأعرض في هذا المقال أسباب الغيرة، وكيف يتصرف الوالدان بحكمة مع أطفالهم المتقاربين في السن، وأخيرا كيفية تخفيف الغيرة عند الأطفال.
من وجهة نظري أن السبب الرئيسي للغيرة بين الأطفال هو إهمال الطفل من الناحية النفسية بمعنى أن نفسية الطفل لم يتم إشباعها بشكل تام والسبب الثاني هي القسوة والطفل يرفض اللهجة القاسية، وحينما يستخدم المربي هذا الأسلوب فإنه ينعكس سلبيا على الطفل، أما أن يعبر عنه عن طريق العناد أو الغيرة من أخيه للفت الانتباه، وكأنه يخبرك توقف عن هذا الأسلوب!! ومن الأسباب الأخرى: التفريق بين الأطفال. وأيضا عدم سماح الوالدين أن يقوم الطفل بإظهار هذا الشعور الطبيعي بشكل سليم وأيضا تعامل الوالدين مع الطفل على أنه منبوذ وغير مرغوب، وقد يترك الإهمال الطفل وعدم إشباع رغبته كاملة آثارا عديدة ومن أهمها العدوان مع الأطفال في نفس عمره أيضاً الأنانية، فكلما زادت الغيرة تولدت الأنانية عند الطفل وإحساسه بالفشل والانفعال والغضب الدائم، وقد تستمر معه للمستقبل..
وحينما يعتدى الطفل على أخيه الصغير بالضرب فمن الحكمة ألا يتصرف الوالدان نفس السلوك لأن العقاب الجسدي يزيد من حدة الغيرة السلبية فيظهر عدوانه نحو أخيه فالأفضل أن يستخدم في هذه الحالة أسلوب الحنان والعطف فقط لأن لديه نقصا شديدا في العاطفة. فيعبر عنه بالاعتداء على أخيه الأصغر فيجب على الوالدين إشعار الطفل بقيمته ومكانته عند الوالدين وإقامة علاقة كبيرة جدا بين الطفل والوالدين فلا يظهر الوالدان أمام ابنهم اهتمامهم بالمولود الجديد أكثر منه بل يشعرونه بالاهتمام وبالطبع سوف ينعكس هذا إيجابياً على الطفل بحيث يصبح اهتمامه هو بأخيه ويزيد من حبه لأخيه الأصغر…