السقوط إلى أعلى ..

أحمد يحيى الديلمي

عقب تكليف الأخ الدكتور عبد العزيز صالح بن حبتور بتشكيل حكومة الإنقاذ الوطني أمضيت أكثر من شهر أتابع تغريدات أحد المرتزقة المتسكعين في فنادق الخيانة والعمالة .
في البداية سخر من الخطوة وشبهها بأحلام اليقظة التي تُمني صاحبها بالسراب، بعد ذلك وصف الفكرة بالعبثية جازماً بأنها لن ترى النور وأن الانقلابيين والمخلوع صالح تبعاً لزعمه ووصفه للقوى الوطنية يشبهون الغريق الذي يتعلق بقشه ويُمني نفسه بالنجاة ، لم يكتف بترويج هذا الكلام عبر حسابه الخاص وموقعه الالكتروني لكنه سعى لنشر غسيله وأفكاره النتنة عبر إحدى القنوات المتخندقة في صف العدوان ، على غير عادته  والسلوك الذي عرفناه عنه طوال عام من الزمن ظل يزايد ويظهر التأثر والحزن على المجازر البشعة التي يتعرض لها كل أبناء اليمن ، بدأ الأمر صعباً لا يمكن احتماله أن يتعرى الشباب من مشاعر الانتماء الحقيقي للوطن بهذا الأسلوب الحقير مقابل فُتات المال المدنس ، مقياس مخيف يكشف عن طبيعة السقوط الأخلاقي الذي أنحدر إليه بعض الشباب وإن كانوا قد تقمصوا أدواراً لا يؤمنون بها لتحقيق غايات ومكاسب ذاتية لا تربطها أي صلة بالقيم أو الأخلاق حتى وإن ارتعش الوطن من شدة الوجع ، وأشلاء الأطفال والنساء ، تتطاير في السماء نتفاً صغيرة عقب كل غارة تشنها طائرات العدوان الهمجي ، أمام هذا الموقف المخزي سلمت بذكاء أحد الأصدقاء ورجاحة عقله عندما ورد اسم نفس الشخص في قرار تعيينه مستشاراً لأحدى الوزارات الوهمية . كان الصديق قد حسم الأمر مبكراً قائلاً : يا عزيزي لا تستغرب نحن في زمن السقوط إلى أعلى ولو بمسميات وهمية ، هذا النوع من السقوط غدا ثقافة لجوقة المرتزقة  والعملاء ، القائمة طويلة تبدأ بالفار هادي مروراً بمحسن ، وبن دغر ، والمخلافي وهذا الشخص الذي تتحدث عنه وانتهاءً بالخلايا النائمة وكوادر حزب الإصلاح ممن يحاولون تأجيج الأوضاع وإقلاق الأمن والسكينة العامة .
بالفعل بالعودة إلى قنوات التواصل الاجتماعي كدت أسقط من الرهبة البعض يتباهى بالخيانة والعمالة ، تضاعفت جهود التشكيك في جدية الخطوة والتأكيد على استحالة ترجمتها على أرض الواقع بعد أن طال أمد التفاوض بين القوى السياسية ولم تخرج الحكومة إلى النور ، بلغ صاحبنا وأمثاله ممن قذف بهم الوطن إلى مزابل العمالة والخيانة ذروة الاستنفار عقب تسرب الأخبار التي تناقلتها المواقع الإخبارية وانساقت إلى نفس المنحدر بعض القنوات والصحف بنفس المزاعم الوهمية عن وصول الخلاف بين أنصار الله والمؤتمر إلى مرحلة اللاعودة كل مغرد فسر الأمر على هواه واتفق الجميع في الجزم باستحالة أن ترى هذه الحكومة النور ، بحجة أن كل طرف يبيت الشر للآخر وأن عامل الثقة مفقود تماماً بين أطراف التحالف الجديد ، مما جعل الخلاف يتمحور حول الحقائب السيادية كل طرف يصر على الاستئثار بنصيب الأسد ليتسنى له ترجمة النوايا التي يُبيتها للآخر .
ويختم كل مغرد توقعاته الدراماتيكية بالقول ( استناداً إلى المعطيات السابقة يصبح خروج  الحكومة إلى النور فرضية مستحيلة ) جاء النص الأخير كما أوردته أكثر من تغريده ابتداءً بحسين باسليم وانتهاءً بآخر شخص في قائمة المستشارين بوزارة لا يتجاوز تأثيرها وقوة حضورها مساحة عدد من الغرف في  أحد فنادق الرياض ، ما يثير الغرابة أكثر أن نفس الخطاب أنتقل إلى مقامات أعلى بعد تشكيل حكومة الإنقاذ الوطني وحصولها على ثقة مجلس الشعب فلقد فاضت قرائح القادة الأكثر انغماس في العمالة  والخيانة بتصريحات مضحكة أقل ما توصف به أنها غبية ، من كائنات تدعي أنها شرعية وهي  تتآمر على الوطن وتتلذذ بقتل الآلاف من أبنائه ، أي أن  الجميع يؤكدون نظرية السقوط المريع إلى فضاء مفتوح بالسماء وأرض رخوة لا مستقر لهم عليها إلا بإعلان الطاعة العمياء والانقياد لإرادة أصحاب الأرض الحقيقيين . والله من وراء القصد . .

قد يعجبك ايضا