العفو العام.. فرصة تاريخية تُجسد روح التصالح ونهج التسامح

> أبناء محافظة تعز لـ»الثورة نت«

> مسؤولية وطنية تحلى بها المجلس السياسي الأعلى

تعز/ سلطان عبدالقادر

مثل قرار العفو العام الصادر عن المجلس السياسي الأعلى فرصة تاريخية لكل المغرر بهم من قبل قوى العدوان الغاشم على بلادنا لإعلان التوبة والعودة إلى جادة صوابهم وترك القتال أو الدعم المباشر وغير المباشر لأعداء الوطن ومرتزقتهم الذين يرتبكون مجازر وحشية بشكل يومي ضد أبناء الشعب اليمني الصامد.. ويرى أبناء محافظة تعز أن هذا القرار يعكس النضج والمسؤولية الكبيرة التي يتحلى بها المجلس السياسي الأعلى تجاه أبناء الوطن بشكل عام وحرصه الدؤوب على وحدة الصف الوطني وتعزيز التماسك المجتمعي وتجاوز الخلافات والشقاق وإتاحة الفرصة لكل المغرر بهم سواء داخل الوطن أو خارجه أو الموقوفين على ذمة مساندة العدوان الكف عن الممارسات الخاطئة التي تضر بالوطن الصامد، ولملمة الصفوف من أجل الانتصار للقضايا الوطنية.
«الثورة» تستعرض الجهود التي بذلت من قبل لجنة العفو العام الفرعية بمحافظة تعز في سبيل تنفيذ القرار وانطباع أبناء المحافظة تجاه هذه الخطوة المسؤولة:

بذلت لجنة العفو العام الفرعية بمحافظة تعز جهودا إيجابية في سبيل تنفيذ القرار واستقبال أكبر قدر ممكن من المغرر بهم والإفراج عن الموقوفين على ذمة تهمة مساندة العدوان بعد أخذ تعهدات والتزامات منهم وفقا للإجراءات المتبعة والمقرة من اللجنة الرئيسية للعفو العام والمجلس السياسي الأعلى.
المصالحة الوطنية
يقول محافظ تعز رئيس اللجنة الفرعية عبده محمد الجندي: عقدنا اجتماعات عديدة باللجنة في تعز وتم عمل الترتيبات اللازمة الفنية لتنفيذ القرار، وعملت اللجنة على فرز المظالم والمسجونين وتشكيل لجان استقبال المغرر بهم وهناك نماذج مختلفة (بطائق) تم تسليمها للمفرج عنهم بعد أن أخذت منهم تعهدات بوقف مساندة العدوان على بلادنا ودعمه بشكل مباشر وغير مباشر حيث أفرجنا مبدئيا عن 70 موقوفاً على ذمة مساندة العدوان، وكانت هناك فرق مشكلة لاستقبال العائدين من الخارج وفريق للنظر في تظلمات المسجونين بالداخل وتم تنفيذ القرار بشكل إيجابي وحظي بارتياح وسط أبناء المحافظة.
وأردف: تم تحديد مركزين لاستقبال طلبات المتقدمين للعفو العام في مبنى الجمارك سابقا الكائن بالحوبان ومدرسة خالد بن الوليد بمنطقة الاجعود بالتعزية.
ولفت الجندي إلى أن هذا القرار سيسهم في تعزيز المصالحة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد والجميع يقف اليوم صفا واحدا مع السلام وإنهاء الاقتتال.
طوق نجاة
فيما أشار عضو اللجنة الفرعية الشيخ علي عبده محمد القرشي رئيس مجلس التلاحم الشعبي القبلي بمحافظة تعز إلى أن أهمية القرار تكمن في إتاحة الفرصة لكل من تورط في مساندة العدوان أو ارتكب أعمال عدائية للعودة إلى جادة الصواب كمواطنين صالحين ونبذ كل الأعمال التي تخدم العدوان في زعزعة الأمن والاستقرار.
وأردف القرشي: إن قرار العفو العام يمثل طوق النجاة لكل من تورطوا في مساندة العدوان ليثبتوا وطنيتهم وعودتهم إلى الوطن كون الوطن يتسع للجميع.
وفيما يتعلق بواجب المجتمع تجاه القرار يقول: واجب المجتمع بأن ينصح المغرر بهم بأن يغتنموا الفرصة وتوعية المغرر بهم، ونحن عملنا على تواصل مع مشايخ وشخصيات اجتماعية بالمديريات بأن يتواصلوا مع المغرر بهم من مناطقهم والدفع بهم إلينا وقد قمنا بالإفراج عن سبعين أسيراً من المغرر بهم كدفعة أولى وهناك دفع من المغرر بهم سوف يتم استقبالهم بالأيام القادمة.
جهود وإجراءات
من جانبه أشار عضو اللجنة الفرعية الشيخ عصام عبدالله غالب الوهباني إلى أنه تم تحديد مقر لاستقبال العائدين والمتقدمين للاستفادة من قرار العفو العام وتشكيل لجان سكرتارية تعنى بالأعمال الإدارية والإحصائية وتوثيق أعمال اللجنة.. كما تم تشكل لجان استقبال طلبات العائدين والمتقدمين للعفو العام والتظلمات والشكاوى المقدمة من المحجوزين والموقوفين على ذمة مساندة العدوان.
وأضاف: قامت اللجنة الفرعية أيضا باستقبال الطلبات ومناقشتها والبت فيها وفق قرار العفو العام وإصدار شهائد العفو (كف الخطاب) وأوامر الإفراج للمحجوزين والموقوفين على ذمة التهم في جرائم مساندة العدوان بعد أن تم أخذ تعهدات منهم، ويتم تعبئة استمارة العفو العام التي تضم بيانات شخصية لطالب العفو، وتحديد الفئة التي يندرج فيها الطلب والممثلة بـ: عائد من خارج البلاد, تارك القتال وعائد إلى المنزل خلال فترة الإمهال, تارك للقتال وعائد إلى المنزل قبل إصدار العفو العام, تارك القتال في صف العدوان وطالبا الانضمام إلى صف الجيش واللجان الشعبية, محتجز على ذمة مساندة العدوان, ويأتي بعدها قرار لجنة العفو العام.
منوها بأن اللجنة عملت بتناغم كبير وكان هدفها الأول والأخير خدمة الوطن وتسهيل إجراءات التوبة للمغرر بهم وإعادتهم إلى جادة الصواب لتوحيد الصفوف لمواجهة العدوان الغاشم على بلادنا.
الحكمة اليمانية
أما القاضي أحمد أمين المساوى ـ رئيس الوحدة التنفيذية للنازحين بمحافظة تعز ـ إب فأشار من جهته إلى أن قرار العفو العام جاء تجسيدا للحكمة اليمانية ولا غرابة فالإيمان يمان والحكمة يمانية وقد قال اليمانيون قديما: إذا احتربت يوما وسالت دماؤها تذكرت القربى وسالت دموعها.. واليمنيون قريبون من بعض جدا ويستطيعون صناعة المستحيلات فيما بينهم ولدينا تجارب سابقة كثيرة في الألفة والمودة فيما بيننا والتي هي أساسا السمة العامة وأصل اليمنيين هكذا على هذه السجية وإن حصل عارض كما حدث من دول العدوان مؤخرا التي حاولت دفع بعض إخواننا ضد بعضنا البعض ومحاولة توريط من اتبعوها في خصومات وعداوات ضد بقية إخوانهم من الشعب اليمني على أمل أن يستمر الاقتتال الداخلي بين اليمنيين حتى إذا توقفت الحرب معهم يستمر الاقتتال بين اليمنيين للتخلص من الجميع وهذا شيء مؤلم ومرفوض من كل أبناء الوطن.
ونوه المساوى بان قرار العفو يعتبر تجسيدا للحكمة اليمانية وقبل أن تنتهي الحرب مع الخارج فتحت أبواب التصالح مع الداخل بالعفو العام وشكلت لجان محلية لترجمة القرار والأقربون أولى بالمعروف.
وحث المساوى كل يمني ومن لديه ذرة حب لوطنه على أن ينتهز هذه الفرصة التاريخية ويدفع أكبر قدر ممكن لترميم الجراح والتصالح والتسامح وطي صفحة الماضي، فالوطن وطننا نحن كلنا أبناؤه ومن زل أو غوى يعود لجادة الصواب فالوطن يسعنا جميعا أخوة متساوين بالحقوق والواجبات وطالعوا تاريخ اليمن القديم والحديث لابد ما يتصالح كل أهل الاستحقاق والوجود على هذه الأرض اليمنية الطيبة فيما بينهم ويتنقلون من هنا  إلى هناك وينتفعون من بعضهم البعض.
التصالح والتسامح
الشيخ نبيل عبدالجبار الحُساني يقول: مما لا شك فيه أن قرار العفو العام الصادر عن المجلس السياسي الأعلى يكتسب أهمية تاريخية وعظيمة في تاريخ اليمن المعاصر والذي يجسد في مضامينه وأبعاده روح التسامح ونهج التصالح والتعايش المجتمعي المبنى على الشراكة الحقيقية في بناء حاضر ومستقبل الوطن باعتبار أن مسؤولية بناء الوطن مسئولية جماعية تقع على عاتق كل أبنائه.
ويردف الحُساني: يُعد قرار العفو العام إحدى تجليات الحكمة اليمانية التي خصنا بها نبينا محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم, ومن هنا ينبغي على المغرر بهم التقاط هذه الفرصة التاريخية والعودة إلى حضن الوطن وإلى جادة الحق والصواب والمشاركة في تحمل مسؤولية بناء الوطن والدفاع عن أمنه واستقراره وسيادته واستقلاله.
مسؤولية!!
فيما تحدث مدير عام مكتب الإعلام بمحافظة تعز أبو بكر العزي بالقول: هي مسؤولية دينية وأخلاقية ووطنية فالوطن لا يبنى ولا يتقدم إلا بسواعد أبنائه المخلصين وهناك ثمة خطوات جادة وعملية لترجمة القرار على أرض الواقع, حيث تعمل اللجان الخاصة بتنفيذ القرارات لإطلاق جميع المغرر بهم ممن ساندوا العدوان وهي خطوات شجاعة تصب في خدمة الوطن حاضره ومستقبله.
ونوه العزي بالدور المناط بالعلماء قائلا: هنا يأتي الدور الكبير والأبرز لأصحاب الفضيلة العلماء وقيادات الأحزاب السياسية والمكونات المجتمعية للإسهام الفاعل في التوعية بأهمية قرار العفو العام, ومساندة جهود لجان العفو العام وكذا توعية المغرر بهم بقيم الولاء والانتماء للوطن وترسيخ ثقافة الإخاء والتسامح والسلام في أوساط المجتمع ونبذ ثقافة الحقد والكراهية ومخاطر الإرهاب والتطرف والمشروع التكفيري الذي تسعى الجماعات الإرهابية إلى تشويه الدين الإسلامي الحنيف خدمة لأعداء الإسلام والمسلمين.
واختتم حديثه بالقول: من المهم أن نؤكد أن المصلحة الوطنية تقتضي من الجميع التفاعل الإيجابي لتحقيق الأهداف الوطنية لقرار العفو العام والذي يشكل نقلة نوعية في مسارات العمل الوطني وترميم التصدعات العالقة في جسد النسيج الاجتماعي وإنهاء حالة الخصومات والقطعية التي تهدد كل بيت وكل أسرة ومعالجة الجراحات والثارات الاجتماعية والترفع عن الضغائن والمماحكات والمكايدات وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الحزبية المقيتة.

قد يعجبك ايضا