من أجل مجتمع مترابط ومتراحم
علي محمد قايد
يحرص ديننا الإسلامي الحنيف على تقوية الأواصر الاجتماعية بين أفراد المجتمع حتى يكون هناك مجتمع مترابط وموحد انطلاقا من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف دين المحبة والرحمة الذي يحثنا على التعاون لقوله سبحانه وتعالى ((وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)) صدق الله العظيم، فالتعاون إحدى مميزات المجتمع الإسلامي وإحدى دعائمه ومقوماته فهناك صور ومواقف عديدة تتطلب مننا التعاون فيما بيننا البين كما هو واضح في الآية السابقة بحيث يكون التعاون على البر والتقوى، وهناك طرق عديدة لذلك والتعاون دليل على الروح الأخوية العالية ودليل على حب الآخرين والحرص على الوقوف بجانب بعضنا البعض ولا غرابة في ذلك طالما ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم يوصفنا بالجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ويوصفنا بالبنيان المرصوف يشد بعضه بعضا، ومن شروط وجود صفة التعاون وجود عاطفة الرحمة والمودة والتراحم فيما بيننا، البين وشعورنا ببعضنا البعض ولذلك يحثنا ديننا الإسلامي الحنيف على الرحمة لقوله صلى الله عليه وسلم ((الراحمون يرحمهم الرحمن )) وقوله ((ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)) فلو وجدت الرحمة فيما بيننا البين وشعرنا بمآسي بعضنا البعض وجدت صفة التعاون والبذل والعطاء فنحن جسد واحد وطبيعي أن يكون ألم أي عضو من ذلك الجسد سببا لألم الجسد كله ونحن كمجتمع واحد يجب أن نكون كذلك الجسد ونشعر بآلام ومعاناة بعضنا البعض فهناك اختلاف وفرق كبير بيننا، فمنا من أنعم الله عليهم بنعمة المال والغنى والوجاهة والاستقرار الأسري والمعيشي والاجتماعي وهناك من هم عكس ذلك ممن قست عليهم الحياة وحرموا من أبسط مقومات الحياة البسيطة فهناك الفقراء والمحتاجون وذوو العاهات والأيتام والنازحون ممن شردتهم الحروب والعدوان الغاشم على بلادنا ولاننسى التغيرات التي حدثت في بلادنا اليمن منذ العام 2011م نتيجة الصراعات السياسية والحزبية ومن ثم تعرض البلاد لمؤامرات وعدوان خارجي متمثلا بالعدوان السعودي الأمريكي الغاشم وما نتج عنه من حصار وقطع المرتبات وقصف المصانع وكذلك توقف المشاريع التي كانت تستقطب العديد من الأيدي العاملة كل ذلك وغيره يستدعينا أن نتعاون فيما بيننا ونساند بعضنا البعض ونتراحم فيما بيننا فهناك من يشبعون وهناك من لايجدون لقمة العيش وهناك من يقاومون برد الشتاء وهناك من يقتلهم البرد الشديد ولايجدون ثمن العلاج، يجب أن يشعر الجميع بمسؤولياتهم تجاه بعضهم البعض وأن يتذكروا قول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ((من كان عنده فضل زاد فليعد به على من لازاد له ))، وغير ذلك من الآيات والأحاديث التي تحثنا على البذل والعطاء والشعور ببعضنا البعض.