بالمختصر المفيد.. زيارة ميتشل … الأهمية والنتائج
عبدالفتاح علي البنوس
لا أتوقع شخصيا بأن تحمل زيارة عضو مجلس العموم البريطاني أندرو ميتشل لبلادنا أي نتائج إيجابية قد تنعكس إيجابيا على الأوضاع في البلاد وخصوصا أن زيارته جاءت في ظل استمرار العدوان البربري السعودي على بلادنا المتمثل في قصف الطائرات والبوارج والمدفعية واستمرار الزحوفات المكثفة للمرتزقة والمجاميع الإرهابية في مثلث ذباب -المندب -كهبوب وفي نهم وصرواح والجوف والبقع وميدي وحرض وعلب وعسيلان وكرش ومريس والزاهر ، وفي جبهات الحدود بمثلث عسير ونجران وجيزان، وهذا دليل واضح على الثقة المطلقة التي يتمتع بها الكيان السعودي في عدوانه على بلادنا ، فآل سعود لا ينظرون إلى زيارة ميتشل بأدنى اهتمام ويرون بأنها عبارة عن دغدغة عواطف ودعاية إعلامية وخصوصا بأنهم على علاقة حميمة مع الحكومة البريطانية التي تمثل أحد الممولين والمساندين للكيان السعودي من خلال صفقات الأسلحة الضخمة التي باعتها بريطانيا لهذا الكيان الإجرامي بما في ذلك القنابل الفراغية والانشطارية المحرمة دوليا والتي تستهدف الأبرياء من اليمنيين رجالا ونساء وأطفالا والتي للأسف الشديد ما تزال متواصلة رغم ظهور بعض الأصوات البريطانية داخل مجلس العموم وفي بعض المؤسسات الصحفية والإعلامية البريطانية المنددة بمشاركة حكومة بلادهم في العدوان على الشعب اليمني من خلال الدعم اللوجستي والتسليحي الذي جعل من الحكومة البريطانية شريكة في كل الجرائم التي يرتكبها العدو السعودي .
نريد كيمنيين تحركات جادة ومسؤولة من قبل مجلس العموم البريطاني تثمر عن ضغوطات قوية على الحكومة البريطانية تجبرها على إيقاف تزويدها للكيان السعودي بالأسلحة والقنابل المحرمة دوليا والمشاركة في قتل اليمنيين ، إذا ما كان هنالك جدية ومصداقية لإنهاء معاناة ما يقرب من ثلاثين مليون مواطن يمني يتعرضون لعدوان واسع وحصار شامل منذ ما يقرب العامين على مرأى ومسمع العالم أجمع، التعاطف الإنساني سلوك محمود ومشكور صاحبه ولكننا كيمنيين نحتاج إلى فاعلية أكثر تتجاوز سقف التعاطف الإنساني لتصل إلى التدخل السياسي والدبلوماسي وخصوصا أن بريطانيا دولة عظمى ولها ثقلها في الهيئات والمؤسسات الدولية العالمية وبإمكانها إيقاف العدوان ورفع الحصار لو أنها تخلصت من سياسة المصالح والمنافع وتعاملت بأخلاق وقيم ومواثيق دولية وأممية .
بالمختصر المفيد زيارة أندرو ميتشل وإن حملت الطابع الشخصي غير الرسمي إلا أنها تستحق منا الإشادة والتقدير وخصوصا أنها تضمنت زيارات هامة للعاصمة صنعاء ومحافظة صعدة تخللها لقاءات مع شخصيات وقيادات حكومية ووطنية ومنظمات إنسانية عاملة في اليمن وما يهمنا اليوم هي التحركات التي سيقوم بها ميتشل داخل مجلس العموم البريطاني والتقارير التي سيقدمها ويعرضها على زملائه في المجلس والمنظمات الحقوقية والإنسانية البريطانية ، فهذه هي من ستحدد أهمية وفاعلية الزيارة من عدمها وهذا ما يهمنا ويعنينا ويشغل تفكيرنا كيمنيين ننشد العدالة والإنصاف من عدو باغ ومعتد حاقد ومجرم لا يخاف الله ولا يخشاه لأنه يثق ويعتمد ويركن على ربهم أمريكا وبريطانيا وإسرائيل .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله