توجهات صادقة تخدم جمهور المتقاضين
مطهر يحيى شرف الدين
ثمة مسائل كان يتم الحديث عنها في فترات سابقة تتعلق بإشكالات وصعوبات تقف حجر عثرة أمام قضاء عادل ونزيه ومن هذه الإشكالات التدخلات في شؤون القضاء وفي أحكامه الصادرة تدخلات من قبل نافذين واصحاب مصالح تجدهم متواطئين مع أحد أطراف النزاع ضد آخر، كما أن إفتقار القضاء إلى كوادر نزيهة وكفؤة في ميدان القضاء سبب آخر يؤدي إلى التعثر وعدم الخروج بأحكام عادلة مما يؤدي ذلك إلى توليد مشاكل أكثر ينتج عنها ما لا يحمد عقباه بين الأطراف المتنازعة.
والحق يقال اليوم وفي هذه الفترة أن نقلة نوعية حصلت مواكبة للظروف القائمة بعد ثورة 21\9\2014م. هذه النقلة الإيجابية والثورة التي قامت ضد الظلم والطغيان والاستبداد وإحتكار القرار والانتقاص من السيادة والتدخل في كثير من مهام واعمال ووظائف الأجهزة الإدارية والقضائية.
انعكست تلك النقلة والثورة إيجابا على طريق الإصلاحات في طريق ومسار المرافق الإدارية والقضائية، وما تجدر الإشارة إليه في هذه الأشهر الفائتة هو وجود شخصيات قيادية في الدولة تسعى جاهدة لإحلال الاستقلال والسيادة في القرارات الصادرة من مؤسسات الدولة وأحكام عادلة لا يشوبها نقص أو خلل. ان وجود قرار مستقل بعيدا عن التدخلات والاملاءات والمحسوبيات يجعل من مؤسسات الدولة العمل بكل مرونة وحيادية وطمأنينة دون الاكتراث لنافذ أو مسؤول أو شيخ أو رجل أعمال.
اليوم وفي مرفق القضاء لا يستطيع أحد من العاملين في سلك القضاء من المحاكم والنيابات أن يبرر وجود صعوبات أو اختلالات أو تدخلات في قضية ما لطرف على حساب طرف آخر، فهناك كوادر قيادية تعمل في جهاز التفتيش القضائي مشهود لها بالكفاءة والنزاهة والخبرة والقدرة على التعامل مع اية اشكالات طارئة أو تدخلات من شخصيات نافذة. فقد استطاعت هذه القيادات في هذه الفترة الدفع بعجلة الإجراءات الصحيحة إلى الأمام وتسوية وتقويم ميزان العدالة ليقوم بمهامه على أكمل وجه، وما صدور توجيهات وزير العدل القاضي أحمد عبدالله عقبات بشأن تفعيل غرفة عمليات القضاء وإنشاء صندوق للشكاوى والمقترحات بديوان عام الوزارة والمحاكم الاستئنافية والابتدائية وفتح نافذة الكترونية في موقع وزارة العدل لتحقيق ذات الغرض انما هو نموذج حي وخير دليل على حسن النوايا والجدية والموضوعية التي تجعل الجمهور وأصحاب القضايا واطراف النزاع يتبينوا ويعرفوا مدى اهتمام القيادات ومدى تفاعلهم واستماع واستيعاب هموم وشكاوى المواطنين والعمل على رد الحق لصاحبه وإنصاف المظلوم وسيتضح جليا أن الحكمة من وراء تلك التوجيهات الصادقة إنما هو تيسير وتسهيل الإجراءات والمعاملات وانه لا وجود بعد اليوم لأية صعوبات وعراقيل أمام المتقاضين طالما وهم يعرفون أن هناك من يتلقى ويستقبل ويطلع على الشكاوي ويعمل على حلها كون الهدف العام من تلك التوجهات هو تذليل الصعاب وفتح قنوات اتصال سهلة ومباشرة بين الجمهور وبين القيادات المعنية التي ستعمل دائما على ضمان إبلاغ الشاكين بنتائج شكاواهم.