وداعاً رفسنجاني

هشام الهبيشان

الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني احد اعمدة الجمهورية الإسلامية ،رحل بصمت ،رحل وترك الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد 82 عاما قضى جلها مجاهداً ومكا فحاً في سبيل خدمة الجمهورية الإسلامية ’’ ولأن الكفاح من أجل التحرر والبناء ليس له نهاية، ولا حدود وخصوصاً عندما يكون ويولد في جيل تربى على الحرية وتحرير الأرض لأنها عنوان الوجود ولأن الأرض حسب مبادئهم الذين تربوا عليها يفنى في سبيلها كل عزيز وغال وأولها الحياة، ومن هنا سنقرأ عن أكبر هاشمي رفسنجاني الذي وصفه المرشد الاعلى آية الله علي خامنئي بأنه “رفيق نضال”.
المناضل علي أكبر هاشمي رفسنجاني قائد ديني وسياسي، ورئيس جمهورية إيران  الإسلامية في الفترة من (1989-1997م). ولد في رفسنجان بمقاطعة كرمان، وتعلم في مدرسة دينية محلية، ثم أكمل تعليمه في معهد قم الديني، وتتلمذ على يد روح الله الخميني. تخرج في نهاية الخمسينيات برتبة “حجة الإسلام” وهو مستوى أقل من “آية الله” بدرجة واحدة. وسار على خطى أستاذه في معارضة محمد رضا شاه بهلوي، واعتقل رفسنجاني أكثر من مرة لتوليه إدارة القوى المؤيدة للخميني في إيران، وقضى حوالي ثلاث سنوات في السجن (1975-1977م) بسبب نشاطه السياسي.
بعد سقوط الشاه وتولي الراحل الخميني للحكم عين رفسنجاني في مجلس الثورة، وشارك في تأسيس الحزب الجمهوري الإسلامي، وأسس لنفسه قاعدة سياسية متحدثا في البرلمان الإيراني في الفترة من (1980-1989م)، وتولى مهمة رئاسة القوات المسلحة في الفترة من (1988-1989م). بعد وفاة الخميني في 1989م كانت خبرة رفسنجاني السياسية في الداخل والخارج وانتهاجه مبدأ الوسطية وراء فوزه بانتخابات الرئاسة بنسبة 95% من الأصوات، وعمل رفسنجاني على تخليص إيران من مشاكلها الاقتصادية بالانفتاح على العالم والاعتماد على مبادئ السوق الحرة، وفتح الباب أمام الاستثمارات الأجنبية. أدان كلا من الولايات المتحدة الأمريكية والعراق في حرب الخليج عام 1991م، وأبقى بلاده بعيدة عن التدخل المباشر في الصراع الدائر في المنطقة. وبعد الحرب استمر في شق طريق وسط وازن فيه بين الضغط الذي تمارسه الأطراف المحافظة ورغبته في الحداثة والانفتاح، وعمل على تجديد علاقاته مع الغرب، وتعاون مع الصين في تطوير برنامج التسلح النووي.  أعيد انتخاب رفسنجاني لفترة رئاسية ثانية عام 1993م وانتهت عام 1997م، ولم يتمكن من ترشيح نفسه للمرة الثالثة حيث يمنع الدستور الإيراني ذلك.
رفسنجاني هذا المقاتل الشرس رحل بصمت مودعاً إيران التي احب ،مودعاً إيران التي قضى جل عمره مجاهداً ومكافحاً في سبيل رفعتها وتقدمها ،فلقد كانت لهذا الراحل مناقب كثيره، فقد كان مثال الرجل الوطني ،لقد كان من خيرة الرجال الذين اعتمد عليهم  الراحل الخميني ،لقد كان الراحل يحمل من الحب لإيران ما لا يحمله الكثيرون في حينها وللآن، فلقد كانت إيران كما كان يوصفها ،بأنها جنة الدنيا وعشقه الازلي وبالنهاية ،لا نقول لهذا المقاتل والمناضل الشرس الذي رحل عن هذه الدنيا بصمت الا سلاماً على روحك الطاهرة، فقد رحلت عن الدار الأولى بعد أن كنت فيها زاهداً، رحلت وأنت تؤمن بأن الآخرة عند الله هي خير وأبقى، وداعاً .. إلى جنان الخلد أيها المقاتل الشرس .
*كاتب وناشط سياسي – الأردن.

قد يعجبك ايضا