*الثروات والكنوز الحضارية والمدن التاريخية في محافظة ريمة –
إعداد/ محمد محمد عبدالله العرشي
أخي القارئ الكريم.. يسرني أن أقدم لك في هذا العدد من صحيفة الثورة الغراء، الثروات والكنوز الحضارية في محافظة ريمة الحلقة الخامسة (مديرية كسمة)، ولقد عودت القارئ الكريم أن أقدم له في كل حلقة من هذه الحلقات علم من أعلام اليمن عموماً الأحياء منهم أو الراحلون منهم، وعلمنا في هذه الحلقة هو الأستاذ الباحث والمؤلف/ حيدر علي ناجي، الذي أحب محافظته ريمة واليمن عموماً، وإلى القارئ الكريم نبذة مختصرة عن السيرة الذاتية لعلمنا الأستاذ/ حيدر علي ناجي – أطال الله عمره؛ فهو باحث و تربوي و مؤرخ يمني ولد في قرية (خودر) في مديرية (كسمة)، في محافظة ريمة في العام 1956م، ونشأ ودرس جزءًا من المرحلة الابتدائية فيها، ثم انتقل إلى مدينة صنعاء، وهو في الثالثة عشرة من عمره؛ فأكمل مراحل التعليم العام، ثم التحق بقسم التاريخ في كلية الآداب بجامعة صنعاء، وحصل على شهادة الليسانس في التاريخ عام 1410هـ/1990م، ثم حصل على درجة الماجستير من نفس القسم في التاريخ الحديث عام 1422هـ/2001م. تعيَّن عام 1392هـ/1972م موظفًا في مجلس الشورى، ثم انتقل إلى سلك التعليم؛ فعمل مدرسًا ومديرًا لعدد من المدارس في مديرية (كسمة)، كما عمل في عدد المراكز التعليمية في محافظة ريمة، ثم تعيَّن مديرًا عامًا لمكتب التربية والتعليم في محافظة ريمة. ساهم في تأسيس الحركة التعاونية، والمجالس المحلية في مديرية (كسمة)، وعمل أمينًا عامًا للهيئة التعاونية هناك عام 1397هـ/1977م، وأمينًا عامًا للمجلس المحلي عام 1405هـ/1985م. كما ساهم في تأسيس العمل النقابي، وعمل مسئولاً ماليًا لنقابة المهن التعليمية في محافظة صنعاء… له العديد من المؤلفات منها: انقلاب عام 1955م في اليمن، التيارات السياسية اليمنية المساهمة في إنهيار المملكة المتوكلية – بحث منشور في صحيفة الجمهورية، إنشاء و تأسيس محافظة ريمة، وله العديد من الأبحاث والدراسات والمقالات الصحفية، وهو مدير تحرير صحيفة ريمة.
مديرية كسمة (شمس مضيئة في محافظة ريمة)
وهي بضم الكاف وفتح الميم وبينهما سين ساكنة، إحدى مديريات محافظة ريمة، تقع في الجزء الجنوبي منها، يحدها من الشمال مديرية الجبين، ومن الجنوب محافظة ذمار (مديرية وصاب العالي)، ومن الشرق مديرية مزهر، ومن الغرب مديرية الجعفرية. تبلغ مساحة المديرية 212كم2.. وهي بهذه المساحة تحتل المرتبة (6) على مستوى المحافظة (6/6)، والمرتبة (234) على مستوى الجمهورية (234/333). و بلغ عدد سكان مديرية كسمة (96.233) نسمة حسب نتائج التعداد العام للسكان والمساكن للعام 2004م. وتعتبر مدينة كسمة هي مركز المديرية. وتضم المديرية (66) قرية، تشكل (13) عزلة هي: (البقعة: ” تنقسم العزلة إلى عدد(4) قرى هي: قرية مظهورة، قرية الحجرة، قرية جرهن، قرية جنبذه. ويوجد في البقعة ثاني أعلى قمة في الجهة الغربية من ريمة؛ وهي حصن حزر والذي يطل على معظم عزل الجعفرية، وخلفه حصن كبورة التابع لنفس العزلة مناصفة بينه وبين ظلملم الحصن الثالث”، بني عبدالعزيز: “تتكون العزلة من قريتين هما: قرية الشعير،قرية ذي سعيد”، بني مصعب: “من أعمال ريمة إلى الغرب من صنعاء ويعرفون بلقب آل منصور نسبة إلى والدهم منصور بن حسن بن أحمد بن عبدالجبار المصعبي، منهم الدكتور عبدالملك منصور، وزير الثقافة سابقاً (1997م)”، وبني منصور: “تتكون من ثلاث قرى هي: الأعكوب، اده، بني شبيل والتي يقال أنها سميت نسبة إلى شبيل بن الحسن بن إبراهيم بن هيثم الهمداني، وبني شبيل اشتهرت بالتفرغ للتعليم. ويقال أن بني شبيل لا زالوا يقيمون موسماً سنوياً لقراءة البخاري، وهي عادة يجتمع فيها كثير من الفقهاء والمتعلمين وتستمر عدة أسابيع. وآل شبيل الذين هم في صنعاء منهم الوالد المرحوم الطبيب علي شبيل والذي كان مسئولاً عن الصيدلية المركزية في صنعاء التي كانت قبل ثورة 1962م وهي مقر وزارة الثقافة الآن، ومن أبنائه العميد يحيى شبيل الذي كان في الإدارة العامة للمرور وأخيه العميد/ عبدالله شبيل الذي كان مديراً عاماً للمرور – أطال الله عمرهما”، الجبوب: “تنقسم العزلة الى عدد(15) قرية هي؛ قرية جبل صالح سعيد، قرية بني الكدار، قرية الموسطة، ذي المدر، قرية هكر وتنقسم الى هكر العالي وهكر السافل، قرية محليبه، قرية معر، قرية اللفلف، قرية الحرف، قرية الناحية، قرية جدبون، قرية بني الشماخ، قرية ذاري البريد، قرية ذاري عنم، قرية مصبح”، سلوكة: “من هذه العزلة: منهورة، المحجر، ذي جودان، مركز كسمة. وتسمى عزلة سلوكة بعزلة القصور، وربما تكون تسميتها بهذا الإسم لوجود القصور والحصون الأثرية الفخمة، فهي مسكن مشايخ بيت المحجر. ومن سلوكة قرية مرس، والتي اشتهرت بنقيلها (نقيل مرس) الذي تشير إليه بعض المصادر، بأنه نقيل عجيب ومتقن، فقد تم بناء مدرجاته بالحجر الوقيص المهذبة، بدءاً من قرية بني شبيل نهايةً إلى قرية مرس، ويعتقد الجرموزي في النبذة المشيرة ، ان النقيل يحمل اسم من بناه على حسابه وهو المسمى مراس، ويعتقد الباحثون أن النقيل تم بناءه خلال فترة الحكم العثماني الأول قبل أربعمائة عام، أما مرس فهو اسم حميري وإليه ينسب مرس بن مرثد بن زيد بن سدد بن زرعة بن سبأ الأصغر بن كعب من الهميسع بن حمير”، شعف: “من هذه العزلة: قرية شعف، وقرية الدار.. ومنها أيضاً قرية أو محل السوهرة التي تعتبر أقدم قرية أو محل، ويقول الباحث الأستاذ/ حيدر علي ناجي العزي أنها ربما تكون هي المقصودة في النقوش الحميرية باسم (ذي سهرتن) أو (السوهرة) أو كما ينطقها الأهالي (الصوهرة). ويقال أن أقدم جامع في شعف يوجد في قرية (عُسل) وسقف الجامع مزخرف زخرفة فنية ذات قيمة أثرية كبيرة، ويوجد على السقف بيانات عن تاريخ الجامع وصاحبه حيث جاء في هذه النقوش (المسجد قديم وتاريخ رفعت السقف 1183 هجرية، بناء الجامع محمد بن الحاج عبدالله صالح الطليلي، والذي نقش السقف حسين بن علي عمران الجبوب وصنوه حسن علي عمران. هذا الأمر ببناء الجامع إسمه كامل مقبل بن الحاج بن عبدالله بن صالح بن داود بن علي المنتصر الطليلي موطناً، الزيدي مذهباً)، أليست هذه العبارة الأخيرة رسالة من الآباء والأجداد للتعايش والتسامح، فهذا مواطن من مواطني عزلة بني الطليلي ملتزم بكل ما عليه من واجبات، وهو يعيش بمذهبه الزيدي داخل منطقة شافعية وعَمّر جامعه وأعلن مذهبه، ولم يكن عيباً ولم يجد مضايقة، فلماذا اليوم كلما اتسعت أفاقنا ضاقت قلوبنا؟..”، الضبارة: “تشتمل على مجموعة قرى منها: بني الشماخ، بني مسروق، الأعصور، المصبحي، بني الجوحي، وادي حقبة.”، ظلملم:”بكسر ففتح فسكون. حصن أثري مشهور في بلاد ريمة، يقع في الجهة الغربية من كسمة ويطل على مركز مديرية الجعفرية من جهة الشرق. وهو من الحصون التي استخدمها الأتراك خلال وجودهم الأول في اليمن. وفيه بقايا قلاع أسطوانية تحيط بالحصن من جميع الجهات، بالإضافة إلى عدد من خزانات المياه المنحوتة في الصخر. ويتم الوصول إلى قمة الحصن عبر طريقين مرصوفين بأحجار مهذبة وجميلة.”، القرصيب (القرصب): “تنقسم العزلة إلى (4) قرى هي: قرية موسم، قرية حودة، قرية العموقي، قرية الساقية. اشتهر بنو القرصب بأعمال البناء والحدادة وصياغة الذهب والفضة والخياطة إلى جانب التجارة العامة، ويقال أن بني القرصب كانت يسكنها اليهود قبل مغادرتهم لها في خمسينيات القرن الماضي.”، المصبحي: “من محلاته: العوالي، الراحة، جبل صُبيح، المغربه، شراعه، طِهام، وغير ذلك.”،المغارم: “يضم من القرى: بني العمري، بني حكم، جب الطلح، المرخام، المرزيم، الصومعة، المطاحن، بيت الحمامي، مريو العالي وغيرها.”، يامن: “بفتح الميم. جبل في ريمه، يشكل في أعماله مركزاً إدارياً من مديرية كسمه. وهو منطقة خصبه مشهورة بزروعها. قيل إنه سمي نسبة إلى: يامن بن الهميسع بن حمير بن سبأ.”).
ومدينة كسمة هي مركز (عاصمة) مديرية كسمة، حيث تقع على مرتفع شاهق يصل ارتفاعه إلى (2750م) عن مستوى سطح البحر، وتبعد عن الجبين بحدود (25 كم)، وقد ذكرها العالم الألماني “نيبور” في مؤلفٍ له.
ويعتبر مناخ المديرية جميل؛ فصباحها صحو مشرق وظهيرتها ملبدة بالغيوم والضباب، كما تشتهر بتعدد تضاريسها ما بين سهلٍ وجبلٍ ووادٍ، وهذا التنوع التضاريسي فيها جعل الزراعة متنوعة، ومعظم سكانها يعملون في الزراعة، حيث يوجد فيها عدد من الوديان أهمها رماع وعوجة ومزهر، إضافة إلى تساقط الأمطار عليها في فصلي الصيف والخريف، وهو ما يجعلها منطقة زراعية للكثير من الأصناف، فهي تعتبر من أهم مناطق انتاج البن، ومن أهم منتجاتها البن والحبوب ومنتجات العسل وأشجار الطنب والساج إلى جانب أنواع من الزهور والورود.. ولكن للأسف انتشرت في العصر الحديث زراعة القات في جبال هذه المديرية كغيرها من المديريات الأخرى في منطقة ريمة انتشاراً كبيراً، يدعو إلى القلق والخوف، خاصة أنها تشغل أراضي كانت تزرع فيه منتجات زراعية أساسية وهامة كالحبوب والبن وغيرها. ويوجد فيها أنواع كثيرة من الحيوانات كالثعالب والقرود التي تتواجد بأعداد كبيرة، ويوجد فيها عدد من الكهوف تستخدم للسكنى وخزن أعلاف المواشي.
ويمارس أغلب سكان مديرية كسمة الزراعة كحرفة رئيسية لهم، كما يمارس سكان بعض عزل المديرية أعمالاً حرفية، كصناعة الفخار ودباغة الجلود والمشغولات الفضية التي يقوم بها بعض اليهود الذين كانوا يسكنون في محلة الأحقل في قرية العموقي في مغرم بني القرصب من عزلة بني الطليلي.
الأودية والغيول في مديرية كسمة
تتميز المديرية بوجود العديد من الأودية والغيول الجارية طوال العام في الكثير من عزلها وقراها مثل عزلة بني مصعب وعزلة بني عبدالعزيز وعزلة يامن وعزلة المغارم وعزلة شعف وقرية البلول، وهذه الغيول والأودية ذات التربة الخصبة عكست بحق جمال الطبيعة وصفائهافي المديرية، فالمزروعات في هذه الأودية تشرح النفس عند استنشاق نسيم هوائها، وتتميز بجبالها الشاهقة ومدرجاتها المكسية بالخضرة، وتساقط مياه الأمطار فيها يكون العديد من الشلالات والغيول الطبيعية مثل: شلال الذرح في عزلة يامن، وشلال المورد في عزلة بني مصعب، وأهم وديان مديرية كسمة وادي ضحيان ووادي علوجة.
إن مديرية كسمة لوحة طبيعية خلابة ينعم سكانها بالهدوء والسكينة وكذا الوداعة، إلى جانب أنها متعة للمغامرين وهواة التسلق على الجبال. وكل تلك المقومات الطبيعية والإنسانية تجعل منها قبلة للسياح المحليين والأجانب، وتؤهلها لتتبوء مركز الصدارة في عملية الجذب السياحي بشرط توفر البنى التحتية الضرورية لها، ومن أشهر الغيول في مديرية كسمة غيل زكام: الذي يعتبر من الغيول الجميلة جداً ومياهه باردة، يقع في الجهة اليسرى للطريق المؤدية إلى كسمة من مدينة الشرق، وتحيط به المدرجات الزراعية من كل الجهات، وتجري فيه المياه طوال العام ويعتبر مورداً هاماً للمياه. ومن أشهر القرى التي تتمتع بمقومات الجذب السياحي قرية البلول: والتي تقع في أعلى قمة في بني مصعب، وتتميز مباني المنازل فيها بالطراز اليمني التقليدي، وتطل على العديد من الأودية والسهول، وتمتاز بجمال طبيعتها الخلابة.
أهم المعالم الأثرية والتاريخية في مديرية كسمة
تشتهر مديرية كسمة بالكثير من المعالم الأثرية والتاريخية الحضارية، بدايةً من الجبال الشامخة الأثرية إلى القلاع والحصون وغيرها.. وتتميز مديرية كسمة بوجود معالم أثرية وتاريخية مهمة يرجع تاريخ بعضها إلى عصور ما قبل الإسلام منها حصن القفل حيث عثر في موقع الحصن على قطع حجرية نقشت عليها كتابات باللغة اليمنية القديمة، وحصون أخرى مثل يفعان وشبوة وحرز وظلملم. كما توجد في المديرية العديد من المساجد والقباب الأثرية، تزدان جدران وسقوف بعضها بنقوش زخرفية كتابية وهندسية بديعة، مثل مسجد حودة ومسجد الجون ومسجد جحاف في المركز. وفي هذا المقال سنورد لكم بعضاً من هذه المعالم، على النحو التالي:
1- جبل الجون: يقع هذا الجبل في عزلة الجون، ويطل على وادي ضحيان، وأهم أثار هذا الجبل هو موقعه في أعلاه، وهي عبارة عن قلعة حصينة يعود تاريخها إلى الفترة الأولى لحكم العثمانيين اليمن، وقد بنيت بالأحجار الصخرية المهندمة، والبناء يظهر فيه الدقة والعناية، وتنتشر في القلعة المنشأت الدفاعية؛ خاصة الأبراج التي بنيت في أطرافها والتي تتميز بارتفاعاتها الشاهقة بالإضافة إلى طريقة توزيعها على الأسوار المحيطة بالقلعة، أما في داخل القلعة فتوجد صهاريج المياه المحفورة في الصخر، والتي طليت جدرانها بمادة القضاض لمنع تسرب المياه، ونتيجة لأن هذا الصهريج عميق فقد تم حفر درج في الصخر ليسهل النزول إليه عندما يصل منسوب المياه إلى قاعه. وفي الناحية الجنوبية من القلعة يوجد بناء مربع الشكل ريما كان يستخدم كمسجد للصلاة للذين كانوا يرابطون بداخل القلعة، ويوجد بالقرب من هذا المسجد بناء مربع كبير مبني بأحجار مهندمة ومصقولة، تحيط به أربعة أبراج دفاعية، ويبدو أنه كان يستخدم لإقامة العسكريين، فبرغم من التحصين الضخم للقلعة ككل إلا أن هذا البناء – أيضاً – له تحصيناته الخاصة داخل القلعة. أما بوابة القلعة فتوجد في الناحية الغربية، وهي كغيرها من بوابات القلاع الحربية محاطة في جانبها ببرجين دفاعيين، وجدرانها مبنية بأحجار كبيرة نوعاً ما، ولكنها الآن دمرت ولم يبق منها سوى بعض الجدران والأطلال، ويتم الوصول إلى هذه القلعة عبر طريق مرصوفة بالأحجار من أسفل الجبل لم يبق منها سوى جزء ممتد من منتصف الجبل تقريباً، وحتى بوابة القلعة. وتنتشر إلى جوار أسوار تلك القلعة العديد من صهاريج المياه المنحوتة في الصخر والمطلية – أيضاً – بمادة القضاض ولكنها تتميز عن ذلك الصهريج الذي سبق ذكره – في كونها مسقوفة ولها باب صغير يتم الدخول منه إلى الصهريج – وهذا النوع من الصهاريج أو الأكرفة يعرف باللهجة المحلية بإسم (السقاية) أما أسفل القلعة – وفي أجزاء متفرقة من الجبل – فتنتشر العديد من الخرائب والجدران؛ مما يدل أنه كان يحظى بالكثير من الأهمية لوجود هذا القدر الكبير من المنشأت.
2- قلعة جبل ظلملم: يقع جبل ظلملم في الجهة الغربية من كسمة، ويطل بارتفاعه الشاهق على مركز ناحية الجعفرية من جهة الشرق، وعلى قمته أقيمت قلعة حربية حصينة يعود تاريخها – أيضاً – إلى الفترة الأولى لحكم العثمانيين اليمن، حيث رصفت طريق جميلة بالأحجار من أسفل الجبل حتى بوابة القلعة، وتتميز طريق قلعة جبل ظلملم بأنها تتكون في البداية من طريقية في جهتين متقابلتين من الجب ثم تلتقيان في المنتصف لتفترقا بعد ذلك وتلتقيان ثانية في بوابة القلعة، وقد جعلت تلك الطريق منظر الجبل وكأنه يرتدي قلادة جميلة وزعت عليه بشكل حلية جميلة رائعة المنظر. وفي القمة توجد القلعة ببوابتها التي يحفها برجان دفاعيات جانبيات إضافة إلى السور الذي يحيط بها، وتتخلله الأبراج الدفاعية ليتم مراقبة جميع الاتجاهات المحيطة بالجبل، وتوجد فيها صهاريج المياه، ومدافن للحبوب، وخرائب في أجزاء متفرقة منها، وتتميز مباني القلعة، في كون حجارتها مهندمة ومصقولة.
3- قلعة جبل هكر: يقع جبل هكر في عزلة الجبوب، وهو جبل مرتفع يشرف على وادي رماع، وتوجد في قمته قلعة حربية حصينة – أيضاً – لكن لا يعرف تاريخ بنائها إن لم يكن إلى الفترة الأولى لحكم العثمانيين اليمن، يتم الوصول إليها عبر طريق مرصوفة بالأحجار في الجهة الغربية للجبل، وفي القمة توجد العديد من الخرائب، ومن أهم أثار هذه القلعة صهريجان كبيران كانا يستخدمان لحف مياه الأمطار، ويتميزان بحجمهما الكبير وجدرانهما المغطاة بطبقة من القضاض لمنع تسرب مياهها إلى الصخور المجاورة.
4- مقابر جبل وزيم: يقع جبل وزيم في منطقة الجبوب – أيضاً – إلى جوار جبل هكر، والمقابر توجد في قمة الجبل، وهي من ذلك النوع المعروف بالمدافن، حيث تحفر حفرة (قبر)، ويتم وضع الجثة فيها ولا يعرف بالتحديد إلى أي عصر يعود تاريخ هذه المقابر، إذ أنها ليست مقابر إسلامية والمعروفة باتجاهها نحو القبلة (مكة)، ويحتمل بأنها تعود إلى فترة ما قبل الإسلام، أو أنها مقابر لقتلى حروب أقيمت مؤخراً في الفترة الإسلامية ولم يراع فيها اتجاه القبلة بأسباب غير معروفة، إلا أنه يزيد الترجيح أن تكون هذه المقابر تعود لفترة ما قبل الإسلام؛ وهو بسبب وجود كهوف في أسفل القمة، وربما أنها – أيضاً – استخدمت كمقابر صخرية ولكن نتيجة للاستيطان المتتابع في الموقع أدى بالتالي إلى تخريبها واستخدام الكهوف كملاجئ، كما توجد إلى جانب المقابر المنتشرة في قمة الجبل بقايا أساسات مبان يصعب – أيضاً – تحديد تاريخها لانطماس معالمها وتخطيطاتها.
5- جبل حرز: يقع جبل حرز في الجهة الغربية لناحية كسمة، في عزلة البقعة، وعلى أجزاء متفرقة من هذا الجبل تنتشر خرائب وبقايا أساسات المباني يعود تاريخها إلى الفترة الإسلامية، أهمها بقايا قلعة حربية في القمة لم يبق منها سوى عدد قليل من صهاريج المياه المحفورة في الصخر، والتي كانت تمتد من أسفل الجبل حتى القلعة فهي تنتشر في الناحية الجنوبية للجبل، وهي تشابه كثيراً الطريق المرصوفة لقلعة جبل الجون مما يدعونا إلى الاعتقاد بأن تاريخ هذه القلعة يعود إلى الفترة الأولى لحكم العثمانيين اليمن.
6- جبل كورة: يقع جبل كبورة في الجهة الغربية لناحية كسمة – أيضاً –، إلى جوار جبل حزر، وتشابه خرائبه خرائب جبل حزر، حيث تنتشر على قمته بقايا قلعة حربية، وتوجد في داخلها صهاريج المياه، ومدافن الحبوب، إضافة إلى أن الوصول إليها يتم عبر طريق مرصوفة بالأحجار ولكنها مخربة كثيراً، ويحتمل أن تاريخ هذه القلعة يعود إلى الفترة الأولى لحكم العثمانيين لليمن – أيضاً – بالمقارنة مع قلعة جبل حزر.
7- جبل يعشم: يقع جبل يعشم إلى جانب جبل القفل الذي يقع في عزلة الجون، ويطل جبل يعشم على وادي ضحيان من الجهة الغربية، ويحتوي في قمته – أيضاً – على قلعة حربية حصينة يعود تاريخها إلى الفترة الأولى لحكم العثمانيين اليمن، وهي قلعة لم يبق منها سوى بعض الخرائب وبعض جدران المباني التي كانت قائمة فيها؛ إضافة إلى صهاريج المياه ومدافن الحبوب.
8- جبل الشبوة: يقع جبل الشبوة في عزلة يامن، ويشرف على قرية الروض من ناحية كسمة، وتوجد – أيضاً – على قمته بقايا خرائب قلعة حربية لم يبق منها سوى بعض الأساسات لجدرانها، إضافة إلى صهاريج المياه ومدافن الحبوب.
من المراجع التي رجعنا إليها في إعدادنا لهذا المقال: (الموسوعة اليمنية)، (الموسوعة السكانية/ للدكتور محمد علي عثمان المخلافي)، (نتائج المسح السياحي)، (نتائج التعداد العام للسكان والمساكن والمنشأت للعام 2004م)، (معالم الآثار اليمنية/ للقاضي المرحوم حسين السياغي)، (مجموع بلدان اليمن وقبائلها/ للمرحوم القاضي محمد أحمد الحجري)، (معجم البلدان والقبائل اليمنية/للباحث الكبير الأستاذ/ إبراهيم بن أحمد المقحفي/ طبعة2011م)، (موسوعة للقلاع والحصون في اليمن “تحت الطبع”/ للأستاذ الباحث أحمد الغراسي)، (إنشاء وتأسيس محافظة ريمة/ تأليف حيدر علي ناجي العزي/ الطبعة الأولى 2011م)، خريطة المديرية المرفقة من إعداد م.أحمد غالب عبدالكريم المصباحي…