صنعاء وعمان وجسور المحبة

 

أحمد الأكوع

مما لا شك فيه أن سلطنة عمان الشقيقة كانت الدولة الخليجية الوحيدة التي حاولت رأب الصدع وإيجاد الوسائل المؤدية إلى الحوار الذي يعتبر لغة العقل وذلك بدلا من الحروب التي تقضي على الأخضرو اليابس وضرورة إيقاف العدوان الجوي والبحري والبري والذي لا مبرر له خاصة بين الشعوب المتجاورة مثل السعودية واليمن وعملت السلطنة مشكورة بما يملي عليها ضميرها وكانت السباقة إلى قول كلمة الحق وطرح المواضيع المبنية على الإخوة والتسامح والتقارب والتعاون في شتى مجالات الحياة ولم يقتصر دور السلطنة على فتح باب الحوار بل قامت بنقل الجرحى المصابين من صنعاء إلى السلطنة لمعالجتهم ولم تقم بهذا العمل الإنساني أي دولة أو منظمة إنسانية والحق يقال أن العلاقات بين اليمن والسلطنة هي علاقات حميمة وأخوية واذكر أنني ذات مرة كنت في السلطنة في زيارة فالتقيت بعدد من الاخوة العمانيين الذين قالوا لي أنهم حصلوا على منح دراسية من قبل الثورة اليمنية من صنعاء وذهبوا للدراسة في الخارج وعادوا يحملون العلم في مختلف التخصصات وهذا يدل على عمق العلاقات الأخوية بين أبناء اليمن وأبناء السلطنة الذين تجمعهم العقيدة والدين والتاريخ واللغة ولم يتغيروا مع الأحداث والمتغيرات في اخلاقهم وآدابهم كما هو حال الكثير من الشعوب، فاليمن وعمان تجمعهما الخصوصية والتراث والتاريخ والثقافة خاصة وأن أهل عمان لا زالوا يحتفظون بزيهم الشعبي والعسيب المشهور في اليمن بالجنبية وقد توفرت لعمان قيادة حكيمة ممثلة في جلالة السلطان قابوس بن سعيد وفي اليمن أيضا ممثلة في الزعيم علي عبدالله صالح والسيد عبدالملك الحوثي قائد المسيرة والثورة وبذلك تستطيع كل من اليمن وعمان أن تبني جسور المحبة والتآلف والاحترام المتبادل في مسيرة الحكم واستقلال البلدين من كل شوائب التدخل الاجنبي الذي يحاول أن يستغل اليمن أو عمان لمصالحه الشخصية والشعب اليمني لا يمكن أن ينسى دور أي بلد قام معه وقدم له العون والمساعدة في ظروفه الصعبة وانهاء الحرب التي فرضت عليه واستمرت حوالي سنتين واستغل الأعداء طيبة الشعب اليمني فأوسعوا من عدوانهم وقتلوا ودمروا الأخضر واليابس واستهدفوا الإنسان والحجر والشجر وكل شيء موجود على أرض اليمن حتى التاريخ لم يسلم من عدوانهم فقد اغاروا على عدة حصون وقلاع ومساجد تاريخية ولذلك فإن التعاون اليوم بين البلدين عُمان واليمن مطلوب لإخلاء البلدين من عناصر الإرهاب الذي دمر العراق وسوريا وليبيا وكل بلد، فاليمن وعمان شعبان متجاوران وقادران على محاربة الإرهاب بكل ما لديهما من الوسائل المادية والمعنوية حتى يكونان في مأمن من عناصر الإرهاب وذلك بعيدا عن التساهل إزاء هذا الموضوع الهام الذي يهم كل البلدان.

قد يعجبك ايضا