شرعية على الطريق
محمد غبسي
أفلس المنتفعون من ما يسمى بــ “الشرعية” ولم يعد لديهم أي جديد يمكن أن يقنعوا به أنفسهم بأنهم أصحاب “الشرعية” لدرجة أنهم قاموا باختطاف المحرر في ملحق “اليمن اليوم شباب” الزميل عاصم الشميري من إحدى النقاط الأمنية التابعة لهم في مارب، الشميري كان في طريقه إلى مطار سيئون للمشاركة في “قمة الشباب العربي” التي تنضم في العراق، تم اختطافه والتحقيق معه لمدة 12 ساعة بدون أكل وشرب وأجبروه على العودة إلى صنعاء بحجة أنه لا يملك تفويض من السلطات الشرعية لتمثيل اليمن خارج البلاد.
بالأمس أيضاً خرج علينا أكثر من دعي من أدعياء الشرعية مطالباً بتسليم جثة الزميل الراحل محمد العبسي للخارج في محاولة منهم للاستثمار حتى في جثث الموتى، في الواقع أن هذا أمر ليس بغريب على الزمرة التي أدخلت اليمن تحت البند السابع وبررت للعالم قتل الشعب اليمني، وليس جديداً أن يطالبوا بتدويل حالة وفاة شاب يمني أو أن يعترضوا سفر شاب آخر للمشاركة في نشاط شبابي عربي معلن إذا علمنا بأنهم منذ سنوات عملوا على ترحيل مشاكل اليمن وتدويل قضاياها الصغيرة والكبيرة الفردية والعامة والتي أنتجت في مجملها عدواناً بربرياً وغاشماً على اليمن أرضاً وإنساناً.
الخلاصة أن الشرعية هي للأرض وللإنسان وللتاريخ وليست لقطاع الطرق ، الشرعية لمحمد العبسي الذي فضل الموت في بلاده على الحياة في فنادق الصحراء ، الشرعية للشباب الذين مازالت قلوبهم نابضة بحب اليمن في أرضه وبين ترابه وليست لمن فروا إلى العمالة أو ولدوا وترعرعوا في أحضانها، الشرعية لكل البسطاء الذين مازالت سواعدهم تعرق من أجل بناء الوطن وليست لحفاري القبور.