الشـاب الـذي اقنـع اليابانيين أنــه سيخــدم بلده

الثورة –

حزام : النجاح هو ما نسعى إليه دائما◌ٍ

> حين كانت المعركة مشتعلة في منطقة الحصبة قبل عامين أخذ الأهالي يتخلون عن مساكنهم وينتقلون إلى أماكن خارج نطاق أرض الحرب حاملين معهم اعز ما لديهم تاركين ما يمكن المغامرة ببقائه وكان صابر مترددا بالبقاء وتفاجأ أصدقاؤه من الإجابة التي رد بها عليهم حين سألوه ماذا تريدنا أن نحمل معك كأهم شيء ¿
قال “الكتب ” حتى أن أحدهم طلب الإجابة مجددا كأنه لم يسمع فالكتب هي الشيء الوحيد إن تركت في المنزل فلن يأخذها اللصوص ولن يحملوا أوراقا لا تعني لهم الكثير¡ ظل صابر متمسكا برأيه أن أغلى ما عنده هي مكتبته التي تضم كل التخصصات باستثناء من يعرفونه جيدا¡ لم يتفهموا ما ردده عليهم ¡ وبينما كانت تزداد الحرب اشتعالا كان صابر حزام يزداد تمسكا بالبقاء إلى جوار ثروته التي جمعها عبر سنوات وعاملها كما لو كانت النسخ الوحيدة في العالم .
ومن هناك كان حزام يخرج مغامرا في السير نحو جامعته وليس لديه يقين إن كانت مفتوحة أو مغلقة كالعادة ويضطر لاستخدام قدميه للوصول إلى مبتغاه فلم يكن مستعدا لتأجيل إنجاز بحثه لكلية الطب والمتعلق بمرض السكري والذي ينال الماجستير بموجبه أحيانا◌ٍ كانت شدة المعارك تعيق عودته إلى حيث يسكن .
ووسط كل الأنباء السيئة عن اقتتال وموت كان نبأ حصول صابر على درجة الماجستير مصدرا للقليل من التفاؤل ونزولا عند إحدى قناعاته في الحياة إذا أردت أمرا فامضي نحوه.. يحفظ عنه صديقه سعيد الجعفري هذا¡ ويضيف: لقد تعلمنا منه الكثير أهم ما تعلمناه الالتزام بالمواعيد فعندما يخبرك أنه سينتظرك الساعة العاشرة فهذا لا يعني العاشرة ودقيقة بل العاشرة تماما◌ٍ ويؤكد ذلك واقع الحرب التي لم تمنعه من الاستمرار بالبحث والتعلم وطرق أبواب المستحيل .
ولد صابر حزام مطلع الثمانينات في منطقة الربيعي التابعة لمديرية شرعب تعز وكغيره من سكان القرى كان مضطرا للسير مسافات طويلة للوصول إلى مدرسة بلا كراسي كافية ولم يهد له بال إلا حين التحق بكلية الطب جامعة صنعاء وتخرج منها للعمل في مستشفى الثورة العام بصنعاء ولم يتوقف عن التعلم ونظرا◌ٍ لتنظيمه الدقيق للوقت اتضح أن لديه الكثير من الوقت وهو يكفي لدراسته فذهب إلى كلية الإعلام وتخرج منها ليعود إلى كليته الأولى الطب وينال الماجستير الذي أهله ليكون منافسا قويا لطلاب من دول عديدة في الشرق الأوسط ودول من افريقيا تقدموا عبر الانترنت للحصول على منحة دراسية لتحضير الدكتوراه .
كانت المنحة التي علم بها صابر مثل آلاف آخرين علموا بها نافذة جديدة وكانت إجاباته مقنعة للجنة جامعة طوكيو التي طلبت من كل المتقدمين أن يقنعوها أنهم سيخدمون بلادهم مما سيتعلمونه في مجال الصحة العامة ورسم السياسات الصحية.. وكان حزام الأكثر إقناعا وإخلاصا لما يريد ولإيمانه أولا◌ٍ حيث يقول ” النجاح هو ما تسعى إليه دائما◌ٍ ” وحاليا◌ٍ يتلقي صابر دراسته في طوكيو بعد أن اقتنعوا أن هذا الشاب جديرا بمنحه فرصة خدمة بلاده مما تعلم¡ وحين غادر مودعا◌ٍ صنعاء أخذ جزءا◌ٍ من ثروته ” الكتب ” وجمع البقية في صناديق خاصة بالحفظ وقدم لها وعدا◌ٍ أن يعود يوما◌ٍ وأن لا يتخلى عنها ما دام قادرا على القراءة .

قد يعجبك ايضا