
لقاء/ أمل عبده الجندي –
يقودون البلاد إلى المهلكات بحجة أن لهم حقوقا◌ٍ وأن الدولة لم تعطهم حقوقهم فيقطعون الكهرباء على الناس ويعطلون مصالحهم في ظنهم أنهم سيحققون مآرب ومصالح يسعون إلى تنفيذها وهذا التخريب يعتبر جرما◌ٍ مخالفا◌ٍ للكتاب والسنة وللقانون الذي لابد أن يأخذ مجراه ليرتدع من ليس في قلبه ملة ولا دين.
هذا القول ليس سوى مبررات واهية تبطن أشياء أخرى إحدى جوانبها الإجرام والإضرار بمصالح الناس دون وجه حق وفي الجانب الآخر استغلال ضعف الدولة لإقلاق السكينة العامة وتقويض الاستقرار النسبي لمآرب شيطانية.. ولكن كيف ينظر الناس إلى هؤلاء¿ø!
مطيع محمد عبده شبالة عضو هيئة التدريس بكلية الآداب قسم الدراسات الإسلامية بجامعة صنعاء يقول: لقد جاءت الشريعة الإسلامية بنصوصها وقوائمها تنبذ الاعتداء على المنشآت والمصالح العامة للمواطنين ومن أبرز ذلك الاعتداءات المتكررة على خطوط الكهرباء من قبل عناصر التخريب الذين لا يألون للأعراف الاجتماعية السامية أي حساب ولا للشرائع الفاضلة المحذرة من الانخراط في بؤر الاعتداء والتخريب ..
تعطيل مصالح الناس
ويعد ذلك- كما يقول- من العيث فسادا في الأرض لما يترتب عليه من تعطيل مصالح الناس وتقطع سبل أرزاقهم ومعيشتهم الأمر الذي وصل إلى إزهاق نفوس بريئة كما هو حادث للمرضى الذين يعتمدون في طرق علاجهم على الأجهزة الكهربائية في مختلف المستشفيات والمراكز الصحية والطبية¡ أو أصحاب الأمراض المزمنة كما هو حادث في المناطق الحارة والساحلية والذين قد يصابون بالإغماء المتكرر وارتفاع نسبة الضغط والسكر¡ الأمر الذي قد ينتهي مجراه إلى الموت !!
(و◌ِإöذ◌ِا قöيل◌ِ ل◌ِه◌ْمú لا ت◌ْفúسöد◌ْوا فöي الأ◌ِرúضö ق◌ِال◌ْوا إöنø◌ِم◌ِا ن◌ِحúن◌ْ م◌ْصúلöح◌ْون◌ِ * أ◌ِلا إöنø◌ِه◌ْمú ه◌ْم◌ْ الúم◌ْفúسöد◌ْون◌ِ و◌ِل◌ِكöنú لا ي◌ِشúع◌ْر◌ْون ).
وأضاف: إن معاونة المفسدين في أعمال الاعتداء والتخريب والتستر أمر◌َ محرم¡ لا يجوز لأنها ملك◌َ للمجتمع¡ وبها تقوم الحياة وتسهل أمور الناس.
وإن الاعتداء عليها من قبيل الإفساد في الأرض وتعطيل مصالح الناس التي حث الإسلام بشريعته الغراء على عدم الاعتداء عليها حتى في حالات الحرب¡ ووصية أبي بكر رضي الله تعالى عنه واضحة في هذا الأمر¡ في النهي عن تخريب العمران وإتلاف الأعمال التي لا غنى عنها لحياة الناس فقد قال رضي الله تعالى عنه: (ولا تقطعن شجرا◌ٍ مثمرا◌ٍ ولا تخربن عامرا◌ٍ ولا تعقرن شاة◌ٍ ولا بعيرا◌ٍ¡ إلا لمأكلة¡ ولا تحرقن نخلا◌ٍ ولا تغرقنه.(
أين هيبة الدولة¿
إن المطالبة بالحقوق أمر مشروع بشرط- كما يشير شبالة- أن يكون منضبطا بأوامر الشرع التي تحرم الفساد والإضرار بمصالح الناس من إغلاق الطرقات أو الاعتداء على أبراج الكهرباء والنفط والغاز والترويع أو ما شابه ذلك (لا ضرر ولا ضرار) فلكل ذلك مسلكه المشروع¡ وهنا يظهر دور الدولة في الضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه الغوص في هذه الأعمال التخريبية ليكونوا عبرة لغيرهم ولتعود إلى الدولة هيبتها.
سطو واعتداء
ومن ناحيتها أوضحت نادية أحمد الغرباني داعية إسلامية أن هذه الأعمال تسيىء إلى الإسلام وأخلاقيات الدين وقيم وأعراف أبناء الشعب اليمني فلابد من الحفاظ على مقدراته وحماية خيراته وثرواته من السطو والاعتداء على مصالح المسلمين قال تعالى ” إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا◌ٍ أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم ” لذا فإن ما يفعله هؤلاء المجرمون من إهدار للمصالح العامة يعد انسلاخا◌ٍ عن كل معاني الإسلام وقيمه السمحاء وتجريدا◌ٍ عن فضائل الأمة.
تنفيذ القوانين
وطالبت الغرباني بتنفيذ القوانين الرادعة للعابثين والمعتدين ليكونوا عبرة لغيرهم ويسهم ذلك في نبذ التخريب والاعتداء لأن الدين الإسلامي الحنيف والشريعة الغراء تحرم وتجرم التخريب والعدوان أيا◌ٍ كان شكله أو أنواعه¡ فلا يجوز لمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يعتدي على المصالح العامة بدعوى أن له حقا◌ٍ عند الدولة.
وشددت على ضرورة تكاتف الجهود من جميع أبناء الوطن الواحد لتحقيق الأهداف المرجوة والغايات المثلى في هذه المرحلة الراهنة للوصول بالوطن إلى شاطئ الأمان والإتجاه صوب بناء الدولة المدنية الحديثة والوصول إلى واقع النهوض الحضاري والتنموي.