مارب/مراد الصالحي –
عبر عدد من وجهاء ومواطني محافظة مأرب عن رفضهم استهداف المصالح والخدمات العامة وفي المقدمة محطة وابراج وخطوط الكهرباء وانابيب النفط والغاز تحت أي ظروف مشيرين إلى أن القيم والأخلاق التي توارثوها عن آبائهم واجدادهم وتربوا عليها تجرم الاعتداء على المصالح العامة وان ارتباطهم الوثيق بالحضارة والإقدام على فعل الخير ونصرة المظلوم وحماية الطريق يتعارض كليا مع ما يقوم به من ارتبطوا بالمصالح الشخصية والإقدام على فعل الشر وارتكاب الجرائم وتمنوا من الجهات المعنية في الدولة النظر بعين المسؤولية لما تعاني منه المحافظة من تمييز وظلم منذ أكثر من ثلاثة عقود حتى لا تظل معاناة ابناء مأرب شماعة للمجرمين والمخربين. منوهين بأن المحافظة تعيش في ظلام دامس.
في البداية تحدث الأخ زبن الله الجهمي من ابناء جهم بالقول: إن المعروف عن ابناء مأرب مناصرة المظلوم وتأمين الطرق ومن ارتبطوا ارتباطا وثيقا منذ تاريخ اليمن البعيد بالحضارة والكرم والإقدام على فعل الخير لا يمكن ان يكونوا في يوم ما أو لحظة معينة مخربين أو قاطعي طريق وبالتالي فان الشاذ لا حكم له.
واضاف: منذ بدأت الأزمة السياسية في البلاد عام 2011م والاعتداءات التي تتعرض لها شبكة وخطوط الكهرباء وكذلك التي تستهدف انابيب النفط في مأرب وجميع الظواهر السلبية الدخيلة على محافظتنا تلصق بإصرار عجيب بابناء مأرب بقصد تشويه صورتهم أمام الرأي العام المحلي والخارجي عبر مختلف وسائل الإعلام المحلية وبعض وسائل الإعلام العربية والدولية التي تتناقل وتبتدع اخبار كاذبة عن ما يجري بالمحافظة وتحديدا هذا هو الذي تركز عليه الاعتداءات على خطوط وابراج الكهرباء لتقدم للرأي العام المحلي والعربي والدولي ما يجري بصورة غير حقيقية البتة وبالتالي تساهم هذه الوسائل الاعلامية في تشويه حضارة وقيم وتاريخ ابناء مأرب ونقول ان بإمكان هذه الوسائل ان تزور المحافظة وتطلع على حقائق الأمور عن قرب ولكي تتعرف هذه الوسائل على مدى الإنزعاج والضيق والاسف الذي يبديه ابناء المحافظة إزاء هذه الأعمال التخريبية المشينة.
وقال زبن الله: ان الحديث الذي يتصدر مجالس ومقايل اليمنيين في عموم مناطق ومحافظات الجمهورية عن اخوانهم في محافظة مأرب بطريقة سلبية وسيئة يعكس حالة التعبئة السيئة التي تعرضوا لها من قبل وسائل الإعلام ونحن لا نلومهم عن ذلك ولكننا نلوم ونعاتب من ينقل لهم المعلومات الخاطئة والمضللة عن ابناء المحافظة فبعض القنوات الفضائية والمواقع الإخبارية والصف تبحث عن اخبار للإثارة بدون ان تتحرى المصداقية وابناء مأرب اصبحوا ضحية لأخبار الإثارة والحملة الإعلامية التي لأعراف ومبادئ ابناء المحافظة بأي شكل من الأشكال.
تحقيق مكاسب شخصية
العقيد ناصر احمد ابوميزر من مديرية جبل مراد من جانبه قال: مع اننا في محافظة مأرب نعاني اكثر من غيرنا من ابناء المحافظات الأخرى فيما يتعلق بانعدام الخدمات العامة الضرورية في مختلف مديريات المحافظة الا ان هذا لا يعني مطلقا ان يكون ذلك مبررا للتفكير ولو للحظة واحدة في الحاق الضرر في مصالح وخدمات ابناء شعبنا اليمني العظيم تحت اي ظرف أو مبرر لأننا جزء من هذا الشعب الذي عهد منا الإقدام والشجاعة والتضحية في سبيل الوطن ومن هذا المنطلق فاننا نؤكد انما يجري في المحافظة من تخريب للمنظومة الكهربائية وانابيب النفط والغاز ليس من قبيل الصدفة ولا نتيجة لضعف وقلة المشاريع التنموية والخدمات الأساسية في مأرب وانما تأتي هذه الاعتداءات من قبل أناس ماتت ضمائرهم وبهدف تحقيق مكاسب شخصية وتصفية حسابات سياسية.
واضاف: لا يوجد رجل ولا امرأة في محافظة مأرب الا وهو يستنكر ويدين الاعتداءات التي تتعرض لها خطوط وابراج الكهرباء وانابيب النفط والغاز كون هذه الأعمال التخريبية والإجرامية تستهدف سمعة وأخلاق وقيم ابناء مأرب وتقدمهم امام إخوانهم في المحافظات الأخرى بصورة سيئة بعكس ماعرفوه عنهم لهذا لا غرابة ان يستنكر ابناء مأرب من كافة القبائل والعشائر اعمال وجرائم التخريب والاعتداءات على خطوط وابراج الكهرباء ويعبرون عن رفضهم القاطع لمثل هذه الأعمال الإجرامية الدخيلة عليهم وعلى كافة اليمنيين.
ويختم ابو ميزر: اننا ابناء مأرب من مختلف قرانا ومناطقنا نؤكد دائما في كل المناسبات بأننا دعاة اخوة ومحبة وسلام وبناء وتطور وتنمية واننا دوما ننشد الخير والرقي لليمن وكافة ابنائه في الداخل والخارج واننا مع وحدة الصف الوطني ومع القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي.
مارب الغنيمة¿
ومن مديرية الوادي تحدث الشيخ صالح بن سالم القحمي النسيب قائلا: لسنا مع من يعتدي على محطة وابراج الكهرباء ولا يمكن ان نكون في صفه في أي يوم من الأيام. إن محافظة مأرب مغيبة ونود من قيادتنا السياسية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي ومن حكومة الوفاق أن يدركوا أن محافظة مارب مغيبة من قبل المسئولين في الدولة منذ أكثر من ثلاثة عقود وأنهم كانوا يتعاملون مع هذه المحافظة على أنها غنيمة حرب فالذهب الأسود الذي سال من باطن أرض مارب بفضله عم الخير أرجاء الوطن باستثناء محافظتنا المغلوبة على امرها وشع نور الكهرباء من محافظتنا في مختلف محافظات الجمهورية ونحن في ظلام دامس ويس هذا فحسب فمحافظاتنا في مقدمة المحافظات حرماناٍ من المشاريع الخدمية الصرورية وتساءل: هل من العدالة أن تضيء الكهرباء المنتجة من محافظة مارب محافظات كثيرة بينما محافظتنا بمختلف مديريتها تعيش في ظلام دامس ولا تختلف حياة ابنائها عن الحياة التي عاشتها البشرية خلال عصور القرون الوسطى بسبب انعدام ابسط الخدمات والبنية التحتية المختلفة مثل الطرق ـ الكهرباء ـ الصحة ـ التعليم ـ وغيرها ¿¿
وأردف بالقول: إلا أن هذا لا يعنى أن نجعل من المصالح العامة هدفاٍ لسهامنا وأسلحتنا كون مثل هذه الممارسات والسلوكيات تتعارض مع ديننا وأخلاقنا وقيمنا وحضارتنا… ولسنا مع من يعتدي على المصالح العامة لا من قريب ولا من بعيد إلا أننا في ذات الوقت نشعر بأننا مستهدفون من قبل الحكومات المتعاقبة التي كانت ومازالت تصر على أن تتعامل مع أبناء مارب بتمييز وظلم فأكثر شبابنا عاطلون عن العمل وما يزيد من الحسرة والآلم بأن من يحصلون على الدرجات الوظيفية في الشركات النفطية وكذلك المحطة الغازية العاملة بالمحافظة ليسو من أبناء مأرب وإنما من محافظات أخرى وما يزيد الطين بلة هو توظيف أناس من دول القرن الافريقي من أن شبابنا خريجون ومؤهلون لذلك.
ويختم بالقول: يجب على الدولة أن تقف وقفة جادة أمام ما يحصل في محافظة مأرب وأن تبحث عن الدوافع والأسباب التي تدفع البعض إلى إرتكاب الأعمال التخريبية والتي نرى أن بعض أسبابها ترجع إلى شعورهم بالظلم من الحكومة والمسؤلين بالمحافظة.
مدفوعون من قبل المشائخ
وفي منطقة الدماشقة ألتقينا بأحد مشائخها الذي فضل عدم ذكر اسمه وقد تحدث بالقول: أن هذه الأعمال التخريبية التي تتعرض لها أبراج الكهرباء يقوم بها أناس قلة لا يمثلون أبناء مأرب نهائياٍ هؤلاء القلة هم مدفوعون من بعض المشايخ النافذين في المحافظة.
وأردف بالقول: أبناء مأرب محرومين من المشاريع في البنية التحتية كما أن التوظيف في الشركات والمؤسسات بالمحافظة يكون لمن هم من خارج المحافظة وهذا لا يراعي مشاعر أبناء المحافظة وقد سبق وأن طرحنا المشكلة على
لى قيادة المحافظة والمسئولين المختصين وطالبنا بضرورة توظيف بعض الشباب العاطل بمارب لحراسة أنابيب النفط وخطوط نقل الكهرباء بدلاٍ من تسليم المبالغ الخاصة بذلك للمشايخ النافذين في المحافظة الذين لا يقومون بحماية ذلك وانما يستلموا تلك المبالغ لكون الانبوب وخطوط الكهرباء تمر في أراضيهم الخاصة مع أن الأنبوب وخطوط الكهرباء تمر في أراضيهم الخاصة أكثر من المساحة التي تمر في أراضيهم ومع ذلك لا ندري لماذا الدولة تسلمهم تلك المبالغ وهم لا يحرسون الأنبوب أو أبراج الكهرباء.
وأضاف: إنه في بعض الأحيان يأتي المخربون لتفجير الانبوب في مناطقنا دون رضانا أو معرفتنا نظراٍ للمسافة البعيدة بين بيوتنا وأنبوب النفط فيقوم أولئك المشايخ بأدخال حملة عسكرية ويتهموننا زوراٍ وبهتاناٍ بأننا من فجر الأنبوب رغم أننا بريوؤن من ذلك براءه الذئب من دم أبن يعقوب.
ويرى أن الحلول من وجهة نظره تمكن في تشكيل لجنة من قبل الحكومة تقوم بالنزول إلى المناطق التي تحصل فيها التفجيرات ويكون نزول هذه اللجنة مع عدم حضور المشايخ النافذين بحيث يتم الاتفاق مع اللجنة على أن يوظفوا أثنان من كل منطقة لحماية الأنبوب وأبراج الكهرباء ويتحملون المسئولية في ذلك.
ويضيف: أن ما حدث في السابق هو أن المشايخ النافذين يلعبون دوراٍ سلبياٍ في قضية التخريب وكذلك الشركات الخاصة بإصلاح الانبوب وخطوط الكهرباء الخاصة بالصيانة التي تتاجر بهذه القضية وأننا لسنا مع التخريب وبعض من يقوم بالتفجير يدفعه لذلك الظلم والقهر والتهميش من قبل الدولة والحرمان من ابسط الخدمات العامة فقبيلتي مثلاٍ لم يصل التيار الكهربائي آليها مع أنه لا يبعد عن المسافة بيننا وبين مقر المحطة الغازية سوى أثنين كيلو متر فقط والأبراج تمر وتعبر من أراضينا وفي كل بيت في مناطقنا كثير من الشباب العاطلين عن العمل.
تطبيق القانون هو الحل
الناشط الحقوقي المحامي/ سعيد أحمد بن ناصر تحدث عن الأضرار الاقتصادية التي تخلفها أعمال التخريب وتفجير محطة وأبراج وخطوط الكهرباء وأنابيب النفط والغاز حيث قال: إننا ندرك جميعاٍ أن تفجير الكهرباء والنفط يكبد الإقتصاد الوطني خسائر كبيرة بالأضافة إلى ما يلحق المواطنين من خسائر في أعمالهم وخاصة أصحاب المشاريع الصغيرة التي تعتمد على الكهرباء فخسارة ما خلفته الاعتداءات على الكهرباء والنفط والغاز تقدر بمليارات الدولارات ولو تخلينا إذا وضعت هذه المبالغ في العملية التنموية فكم ستحل من المشاكل وكم من المشروعات ستنفذ وكم أسرة سوف تستفيد¿
وقل سعيد: إن الوقت قد حان لوضع حل جذري لهذه الأعمال الإجرامية وذلك من خلال تطبيق القانون وحل المشكلات المسببة لهذه الأعمال والعمل على تأمين مقدرات الأمة من خلال قيام الدولة بواجبتها وفرض هيبتها وردع المجرمين عن إجرامهم وكف أذاهم عن الناس كما يجب على الفئات المثقفة والحقوقية والسياسية والشخصيات الاجتماعية بالمحافظة أن تقوم بدورها في محاربة جرائم التخريب والتقطعات الدخيلة على مأرب ودعوة أبنائها الذين يمتلكون تاريخاٍ حضارياٍ وإسلامياٍ عريقاٍ إلى نبذ هذه الأعمال والأبتعاد عن العنف وتخريب مصالح البلاد التي تؤثر سلبياٍ على حياة المجتمع اليمني عامة وأبناء مأرب خاصة.