الحكومة..؟

أحمد الأكوع
وأن جاء تشكيل الحكومة متأخراً فهو خير من ألا تُشكل والكثير من الناس يعلمون أن ثورة 26 سبتمبر عندما قامت وشكلت أول حكومة ولم يكن معها غير جمهورية مصر معترفة بالجمهورية الناشئة كما يعلم الجميع الحروب التي نشأت بعد هذه الثورة واستمرت ثمان سنوات ولم تكن هناك دولة معترف بها غير الصين ولكن مع الأيام اضطرت الكثير من الدول الاعتراف بالجمهورية العربية اليمنية وكان جار السوء السعودية هي التي قامت بمحاربة اليمن عن طريق عملائها ومرتزقتها وهي التي تقدم المال والأسلحة المتنوعة في ذلك الوقت وكان الشعب اليمني بحاجة إلى الوحدة الوطنية، وقد جاء القاضي عبدالرحمن الارياني في 5 نوفمبر حاملا هموم أبناء اليمن وبالوحدة الوطنية مما دفع الكثير من أعداء الثورة أن ينضموا إلى الجمهورية ويعلنوا ولاءهم لليمن الحر المستقل تحت راية الجمهورية وكان الشهيد عبدالله الحجري هو الذي قام بعملية المصالحة مع السعودية وطلب من أحرار السعودية أن يوقفوا العدوان، مشيرا إلى أن أبناء اليمن سيقامون وأن كل مواطن ينام وتحت رأسه لغما أو قنبلة ولا يهمه أن المملكة رفضت هذه المصالحة أم قبلتها وهكذا رأينا أن السعودية كانت هي العدو الأول لليمن وقد سمعت قصة من الاستاذ عميد دار الرأي العام الكويتية عبدالعزيز المساعيد الذي كان يهتم باليمن ويكتب في عموده الأسبوعي بالقلم الأحمر حول اليمن فقد قال لي: لقد كنت في رحلة الطائرة مع أمرا من السعودية فعاتبتهم عتابا قويا وصارحتهم قائلاً أن على المملكة العربية السعودية أن تترك اليمن يبني نفسه ولا تتدخل في شؤونه الداخلية فقالوا لي أنهم يساعدون اليمن فقلت من تساعدوهم هم مشائخ وأصحاب النفوذ فقط أما أبناء اليمن فلا يستفيدون أي شيء ولذلك نرجو أن تتركوا اليمن ينقب عن نفطه ويعتمد على نفسه وجرى بيني وبينهم حوارا طويلاً لكنهم استمروا كعادتهم يدعمون بعض المشائخ وأصحاب النفوذ وذلك بهدف الوقوف مع المملكة وتأييدها ولو على حساب الشعب اليمني كاملاً.
واليوم وفي هذه الظروف الصعبة لا بد أن يتوالى اعتراف الدول بحكومة الانقاذ الوطني عاجلاً أم آجلاً، فالشعوب لا يمكن أن تتنازل عن حقوقها وعن مساهمتها في بناء الكون كما هو حال غيرها من الشعوب والدول في كل عصر وزمان.
قال أحد العلماء:
إن أزدت أن تنظر إلى الدنيا وما فيها بحذافيرها فانظر إلى مزبلة وهي الدنيا وأن أردت أن تنظر إلى نفسك فخذ كفا من تراب فانك منه خلقت وفيه تعود ومنه تخرج ومتى اردت أن تنظر إلى قدرك فانظر ماذا يخرج منك في الخلا فمن كان هذا حاله كيف يجوز له أن يتطاول أو يتكبر وقال ليس للأعمى من رؤية الجوهرة إلا لبسها وليس للجاهل من الله عز وجل إلا ذكره باللسان.

قد يعجبك ايضا