باقون

وليد المشيرعي
تعبت مني الحروف والكلمات وقلمي أصابه الملل في هذا المشهد الدامي الذي تعيشه بلادي ،،
ربما الجأ إلى مهنة أخرى بعيداً عن كل هذا الهراء والحروب المقدسة التي لم ترشح شيئاً غير النجاسة وحلقات البغاء السياسي،،
يقولون إن الحرب على اليمن “حرب منسية” ! لا أهل لها ولا ضحايا غير بضعة أخبار في زوايا الصحف الامبريالية على سبيل رفع العتب أمام التاريخ !!
وهل ينسى التاريخ آلاف القتلى والجرحى من الأطفال والنساء  وتآمر الأشقاء على أشقائهم ليس من أجل الحقيقة بل من أجل حفنة دولارات !
أنا الآن اكتوي في اليوم ألف جرح في ذاكرتي وحياتي مثلي كمثل ملايين اليمنيين الذين وجدوا أنفسهم فجأة وعلى حين غرة من الزمان على قارعة الطريق ، يتسولون ،،يستجدون تعاطف العالم بعد أن كانوا يفاخرون بأنسابهم الحميرية وان أرضهم من الذهب واعدةً ببحار من النفط فضلاً عن جنات من العنب .
ما الذي أزرى بنا إلى هذا الدرك من الجحيم ؟ ولماذا يتجاهلنا المجتمع الدولي ويصم شعباً بأكمله بـ “الانقلابيين” ؟!
هل هناك غير أموال الخليج التي تراق عند أقدام “العم سام” لكسر أنف شعب أراد الانعتاق من وصاية “البعران” الخائبة ؟ لا شيء غير هذا السبب ،،
في تاريخ الحروب لم تقع مثل هذه المجازر وسط هذا الصمت المروع ،، ولاشيء بعد كل هذه التضحيات سيكسر شوكتنا ،،
قد يفنى منا الكثير لكننا باقون وأعمار الطغاة إلى زوال .

قد يعجبك ايضا