حكومة جلاء المرتزقة!!

حسن شرف الدين

تزامن إعلان حكومة الإنقاذ الوطني، حكومة الدكتور بن حبتور، مع احتفال بلادنا بالعيد الوطني 30 نوفمبر، عيد الجلاء، عيد خروج آخر جندي للمستعمر البريطاني.. ويمكن القول أيضا أن حكومة الإنقاذ الوطني تمثل أيضا حكومة جلاء المرتزقة والمنافقين وتراجع احتمالية رجعتهم لليمن.. إلا إذا وصل قطبي الحوار “القوى الوطنية/ أنصار الله وحلفائهم والمؤتمر الشعبي العام وحلفائه” و”قوى الاستبكار/ الدول الأربع أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات” إلى اتفاق سياسي غير اتفاق مسقط الذي أعلن عنه سفير أمريكا كيري قبل عدة أيام.
اتفاق مسقط لو التزمت به أمريكا وضغطت على حلفاءها وأدواتها في اليمن بشكل جاد وفاعل للبدء بتنفيذه، والبدء بإجراء جولة حوار جديدة كسابقتها من مشاورات الكويت، لربما خرج النظام السعودي من المأزق الذي أوقع نفسه فيه بتوجيه وإيعاز من الإدارة الأمريكية التي تعتبر ضابط إيقاع الحروب في المنطقة الإسلامية بشكل عام والمنطقة العربية بشكل خاص.
كان لإعلان أسماء حكومة الإنقاذ الوطني أثره على مسار المفاوضات والمشاورات، حيث يظن البعض أن إعلان مسقط أو اتفاق مسقط سيؤخر من إعلان تشكيل الحكومة، وبالتالي يعرقل أداء المجلس السياسي الأعلى الذي تم تشكيله في إطار تثبيت أركان الدولة بمشاركة القوى الوطنية الفاعلة والتي تقف ضد العدوان.
والمؤكد أن المجلس السياسي الأعلى يمشي في طريقه الصحيح حين أعلن تشكيل حكومة الإنقاذ الوطني رغم تأخر ذلك.. سيكون للمفاوضات استمرارية حتى يتوقف العدوان.. حيث لا يعقل أن ينتظر الشعب اليمني أي اتفاق بين القوى الوطنية والقوى العميلة لتحالف العدوان، خصوصا وأن الأخيرة لا تمتلك قرارها ولا تمتلك مشروعية.. فقراراتها تصدر من فنادق الرياض التي تعتبر غرفة عمليات مشتركة يديرها هادي لقتل الشعب اليمني وتجويعه حتى يعود للهيمنة الأمريكية والسيطرة السعودية.
طبعا كان رهان الشعب اليمني حين خرج إلى ميدان السبعين ليعلن تأييده الكامل للمجلس السياسي الأعلى كان من منطلق طلب الحرية واستقلال القرار السياسي.. والبدء في تغطية الفراغ الذي خلفه فرار هادي وحكومته إلى المنفى.. ومع مرور الأيام تثبت صوابية تشكيل المجلس السياسي الذي مثل غطاء شرعيا لإدارة زمام الدولة بالطرق الشرعية حين أخذ موافقة أغلبية أعضاء مجلس النواب أكبر مؤسسة تشريعية في البلد.
في الوقت الراهن أمام حكومة الإنقاذ الوطني كثير من الملفات الساخنة والجادة والتي لا تحتمل التأجيل أو التسويف.. وأبرز هذه الملفات الأمني والعسكري والدفاعي والاقتصادي والسياسي.. وكما أن تشكيل حكومة الإنقاذ صفعة قوية جدا في وجه قوى العدوان أمريكا والسعودية.. فهي أيضا حافز قوي للجيش واللجان الشعبية لتحقيق كثير من الانتصارات.. وللشعب اليمني مزيد من الصبر والتحمل حتى الانتصار وفك الحصار بإذن الله تعالى.

قد يعجبك ايضا