* دمرت 7 جسور حتى نوفمبر 2016م ومنشآت حكومية ومدنية وتعليمية
الثورة/ إبراهيم الوادعي
على بعد نحو كيلومتر واحد إلى الشمال من مدينة المحويت عاصمة محافظة المحويت يمكن للناظر أن يتمتع برؤية أجزاء واسعة من محافظة الحديدة والساحل التهامي الغربي لليمن شمال مدينة الحديدة، ومنذ تكثيف العدوان من غاراته على محافظة الحديدة وفي الليل يمكن مشاهدة وميض الغارات التي تشنها طائرات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن من قبل سكان القرى في منطقة الريادي وجوارها .
ومن المؤكد أنه في حال إقدام العدوان على حماقة أكبر باتجاه محافظة الحديدة وساحل تهامة الغربي فإن صداه سيتردد في محافظة المحويت وبقوة في الجزء الغربي من المحافظة وصولا مدينة المحويت عاصمة المحافظة .
مع تصعيد العدوان السعودي الأمريكي من غاراته الجوية على محافظة الحديدة والشريط الساحلي الغربي للجمهورية اليمنية ابتداء من ميدي وصولا إلى مدينة الحديدة، رفع العدوان السعودي الأمريكي من وتيرة استهدافه لمحافظة المحويت، وقبل نحو3 أشهر دمر العدوان بنحو 16 غارة مباني الأمن المركزي الواقعة أعلى مدينة المحويت، وجرى تسويتها بالأرض، كما تم استهداف بثمان غارات المعهد المهني في مديرية الرجم، والمجمع الحكومي في مديرية شبام بـ3 غارت، وطال الاستهداف كذلك مدينة كوكبان الأثرية، ومقر صيانة طريق المحويت-صنعاء في الكمب بشمات.
غارات العدوان طالت الجسور والطرقات التي تربط محافظتي المحويت والحديدة فاستهدف العدوان بنحو 13 غارة جسر لاحمة في مديرية جبل المحويت، والذي يربط مركز محافظة المحويت بمديرياتها الغربية، ويربط محافظتي الحديدة والمحويت من جهة الشمال خط “المحويت- القناوص” ومن جهة الشرق عبر مديرية بني سعد المتاخمة لمديرية باجل، كما جدد استهدافه جسر وادي سردود والذي يصل محافظة المحويت بالعاصمة صنعاء ومدينة الحديدة عبر طريق صنعاء الحديدة.
لقد هدف استهداف الجسور فصل محافظتي المحويت والحديدة عن بعضهما، ليس هدف العدوان الوحيد من تدمير الجسور واستهداف الطرقات، بل يمتد إلى أبعد من ذلك في التضييق على اليمنيين في معائشهم، وقطع أوصال المدن وشن حركة المواصلات ونقل البضائع بين المناطق اليمنية.
فنهاية العام 2015م شنت طائرات العدوان سلسلة غارات استهدفت جسرين في مديرية الرجم وجرى تدميرهما بالكامل على الطريق الرابط بين عاصمة المحافظة المحويت والعاصمة صنعاء، كما طالت الغارات جسرين آخرين على طريق القطاع خميس بني سعد التي تربط المحويت بالحديدة من جهة الغرب وصنعاء من جهة الشرق ويجري من خلالهما نقل البضائع والمشتقات النفطية لسد احتياجات أبناء المحافظة، حيث استهدف العدوان في ديسمبر 2015م شاحنة تقل كميات من القمح وقتل سائقها.
سياسة تقطع أوصال المدن اليمنية بدأت منذ اللحظات الأولى للعدوان السعودي الأمريكي على اليمن، فاستهدف الطرق الرئيسية على امتداد الجمهورية اليمنية لكن فشل العدوان في تحقيق أهدافه جعله يلجأ إلى خيار الاستهداف الشامل والذي يمكن من خلاله تفسير استهدافه للطرق البديلة التي كانت توفرها محافظة المحويت للربط بين العاصمة صنعاء ومحافظة الحديدة ومينائها على البحر الأحمر لاستمرار حركة النقل والبضائع، ولهذا تأخر في استهدافها نحو7 أشهر منذ بدء عدوانه في الـ26 من مارس 2015م كما يقول عسكريون في المحافظة.
في سبتمبر الماضي 2016م اضطر مرضى وذويهم إلى الانتظار لنحو يوم كامل قبل إعادة فتح طريق المحويت الحديدة بسبب تدمير العدوان لجسر لاحمة على طريق الحديدة “المحويت-صنعاء”.
وذكر احمد عباس مسؤول الطوارئ في الهلال الأحمر اليمني أن فرق الهلال الأحمر العاملة في المحافظة وبالتعاون مع مكتب الصحة بالمحافظة اضطرت إلى الانتقال إلى موقع جسر لاحمة وتقديم الخدمات الطبية الضرورية للمرضى العالقين بسبب تدمير جسر لاحمه والذين لم يتمكنوا من مواصلة رحلتهم العلاجية إلى العاصمة صنعاء أو المستشفى الرئيسي في مدينة المحويت والقادمين من المديريات الغربية لمحافظة المحويت – الخبت، حفاش، ملحان، بني سعد – وأيضا القادمين من محافظة الحديدة وساحل تهامة وسلكوا طرق المحافظة للوصول إلى العاصمة صنعاء.
مضيفا: إن نسبة العبور الطبي للقادمين من محافظة الحديدة ارتفعت بسبب استهداف العدوان المكثف وتدميره بشكل مستمر للطريق الواصلة بين محافظة الحديدة والعاصمة صنعاء، وتمثل خطوط المواصلات محافظة المحويت خيارا بديلا وأكثر أمنا لسكان مدينة الحديدة وأجزاء كبيرة من الساحل التهامي، ورفع وتيرة الاستهدافات لشبكة الطرق في المحافظة يضاعف من هذا التحدي ويرفع حجم المخاطر بشكل كبير.
آخر الاستهداف الممنهج للجسور والطرقات في محافظة المحويت من قبل طيران العدوان وقع منتصف نوفمبر الحالي إذ استهدفت طائرات العدوان بثلاث غارات جسر مقسم في منطقة الأهجر مديرية شبام، وأسفر عن قطع الطريق الواصلة بين عاصمة محافظة المحويت والعاصمة صنعاء كليا قبل أن يعاد فتح الطريق أمام حركة المارة بالاتجاهين بعد إجراء إصلاحات مؤقتة على الجسر المستهدف.
وحتى منتصف نوفمبر 2016م بلغ عدد الجسور المدمرة في محافظة المحويت من قبل العدوان السعودي الأمريكي نحو سبعة جسور.. ويتوقع مسؤولون محليون في المحافظة أن تتصاعد وتيرة الاستهدافات لشبكة الطرقات ومناطق في المحافظة وبوتيرة أعلى من السابق إذا ما بدء العدوان مغامرة وهجوم واسعا على محافظة الحديدة وساحل تهامة.
كما لا يستبعد المسؤولون هنا أن تطال غارات العدوان بوتيرة مرتفعة قرى ومناطق في مديريات المحافظة الغربية، إذ تمتد أجزاء كبيرة من مديريتي بني سعد والخبت في سهل تهامة, كما تحد مديريات حفاش وملحان الجبلية الحديدة من جهة الشرق .
في الـ26 من أكتوبر الماضي استهدف العدوان في وقت متأخر من الليل منطقة البداحة مديرية بني سعد، بنحو13 غاره أسفرت عن تدمير قرية آل الدويش بالكامل وتسوية منازل المواطنين بالأرض إضافة إلى خسائر كبيرة في الممتلكات والثروة الحيوانية، وهو ما يجعل هذا الاعتقاد غير مستبعد، ويعني أيضا موجة نزوح جديدة باتجاه المناطق التي لا تزال تنعم بقسط من الأمن في المحافظة بعيدا عن استهداف العدوان المكثف والهستيري.