تم الإعلان مؤخراً عن نتائج جائزة التصميم الجيد لعام 2016م، والتي تتضمن أكثر من 1000 جائزة تذهب إلى عدة فئات مختلفة، إلّا أن الجائزة الكبرى لمسابقة التصميم الأكثر شهرة في اليابان، يتم إعطاؤها لمشاركة واحدة فقط، وفي الوقت الذي كان فيه الفائز للعام الماضي هو عبارة عن كرسي تنقل شخصي، وفي العام الذي سبقه فاز تصميم الذراع الروبوتية بهذه الجائزة، فإن الفائز بهذا العام، كان خريطة العالم.
لكن خريطة العالم كانت موجودة منذ مئات السنين، فلماذا تم اعتبار هذه الخريطة خاصة جداً؟ في البداية، تجدر الإشارة إلى أن المهندس المعماري والفنان (هاجيمي ناروكاوا) والذي يقع مقره في طوكيو، كان يعاني من مشكلة مع خريطتنا الحالية للعالم وكان يعمل لسنوات لمحاولة إصلاحها، ففي عام 1569م كشف الجغرافي (مركاتور) عن خريطته عن العالم، وإلى يومنا هذا، ما تزال هذه الصورة تعتبر مقبولة عموماً لدينا عن كوكبنا، ولكنها تمتلك عيباً رئيسياً فيها، وهي أنها تشوه أحجام القارة القطبية الجنوبية وغرينلاند بشكل كبير.
(ناروكاوا) وقام بتطوير طريقة لإسقاط الخريطة تدعى (AuthaGraph) (وأسس شركة تحمل نفس الاسم في عام 2009م) تهدف إلى إنشاء الخرائط التي تمثل جميع الكتل الأرضية والبحار بأكبر قدر ممكن الدقة، وقد أشار (ناروكاوا) إلى أن خرائطه ربما لم تكن في الماضي بذات الدقة، حيث أن جزءً كبيراً من تصور العالم في القرن الـ20 كان يتركز على العلاقات بين الشرق والغرب، ولكن مع ظهور قضايا مثل تغير المناخ، وذوبان الأنهار الجليدية في غرينلاند والمطالبات البحرية الإقليمية، فقد حان الوقت لتكوين وجهة نظر جديدة عن العالم، واحدة تمثل كل مصالح كوكبنا بالتساوي..
لا تقوم تقنية AuthaGraph)) بتمثيل جميع المحيطات والقارات بأمانة فقط، ولكن الخريطة مرسومة تماماً كلوحات ايشر، أي أنه يمكننا أن نتجول عبرها دون أن نرى نهاية لها أو بداية، وبمعنى آخر، فإن خريطة العالم المقدمة بطريقة (AuthaGraphic) تقدم وجهة نظر دقيقة متقدمة عن كوكبنا.
Prev Post