حكومة الصمود وتحديد المصير
علي محمد قايد
ولأنهم لا يريدون لهذا الوطن الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني فمن الطبيعي أن يعترضوا على تشكيل الحكومة، كما اعترضوا على تشكيل المجلس السياسي الأعلى، ووسعوا من عدوانهم بعد تشكيله.. لسنا محتلين لهذا الوطن ولسنا غرباء عنه حتى يعترضوا على وجودنا فيه ويعترضوا على أن يكون وطن يحمل اسم (الجمهورية اليمنية)، ويعترضون على أن تكون دولة ذات سيادة ونظام وقانون لها رئيس وحكومة وجيش ونظام وقانون وسيادة.
ولأنهم لا يريدون كل ذلك فهم يشنون ضدنا حرباً عسكرية وسياسية واقتصادية ويعتبرونا انقلابين ومليشيات مسلحة، ويعتبرون الفارين والبائعين للوطن شرعيين ويريدون رجوعهم للسلطة حتى يعلنوا احتلالهم الحقيقي لليمن .
نحن شعب حر يعيش على وطنه، ومن حقنا تحديد مصيرنا بأيدينا، وتشكيل حكومة تقوم بتسيير شؤون البلاد التي تعاني من فراغ دستوري، ولا نريد أن نعيش هكذا مهمشين بلا دولة ذات نظام وقانون ودستور يحكمها .
تم تشكيل الحكومة وهذا أمر طبيعي ومن حقنا، فنحن ننتظر تشكيلها بفارغ الصبر حتى تقوم بدورها في مواجهة التحديات العسكرية والاقتصادية والسياسية وإدارة شؤون البلاد، فهل يعتبر تشكيل الحكومة جريمة في نظرهم وما علاقتهم بنا حتى يعترضوا على ذلك. نحن شعب عظيم من حقه أن يحدد مصيره بنفسه ويرفض الاحتلال، والوصاية والتدخلات الخارجية، لن تكون اليمن لقمة سائغة لأي محتل لأنها لم تكن لقمة سائغة للأتراك والبريطانيين ونحن نعيش ذكرى الاستقلال من الاحتلال البريطاني، يجب علينا أن نتذكر النضال والكفاح الذي قام به المخلصون والشرفاء من أبناء هذا الوطن حتى تم تحرير اليمن من الاستعمار البريطاني وخروج آخر جندي محتل في الثلاثين من نوفمبر، ويجب علينا أن نتحلى بتلك الروح الوطنية التي تحلوا بها .
وانطلاقا من الاسم الذي أطلق على الحكومة المشكلة(حكومة الإنقاذ الوطني )فيجب عليها أن تقوم بدورها في إنقاذ اليمن من مرحلته الحالية ومواجهة العدوان وملء الفراغ الذي تعانيه مؤسسات الدولة، وكذا مواجهة التحديات الاقتصادية والمعيشية، والعمل على تفعيل موارد البلاد وتسليم مرتبات الموظفين .
إن المرحلة الراهنة التي تم فيها تشكيل الحكومة مرحلة حرجة وقاسية ويجب أن يتعاون الجميع على تجاوز هذه المرحلة حتى نكسب الرهان.