بالمختصر المفيد.. التربية الوطنية
عبدالفتاح علي البنوس
اليمن أغلى من الأحزاب والجماعات والأفراد هذه نتيجة حتمية يجب أن تترسخ في نفوسنا جميعا ويجب أن تكون نفسياتنا جميعا مشبعة بهذه الثقافة الوطنية التي يجب أن تدرس للأجيال في المدارس منذ الصغر ، ولا سامح الله من ألغى التربية الوطنية من المنهج الدراسي ، ولا بارك الله في القائمين على وزارة التربية والتعليم إن هم لم يعملوا على إعادة مادة التربية الوطنية للمناهج الدراسية ، وإن لم يعملوا على إعادة صياغة مضامين هذه المادة كي تسهم في تعزيز وترسيخ قيم ومفاهيم الولاء والانتماء الوطني وتنشئة الأجيال على حب الوطن وغرس ثقافة اليمن أولا في قلوبهم ونفوسهم ، وأعتقد جازما بأن غياب هذه الثقافة عن مدارسنا وجامعاتنا ومعاهدنا ومساجدنا ومراكزنا وحلقاتنا العلمية كان من أحد الأسباب التي أسهمت في غياب الروح الوطنية لدى الكثير من الناشئة و الشباب الذين نشاهدهم اليوم يصطفون مع تحالف العدوان ويقاتلون إلى صفهم ضد وطنهم وأبناء شعبهم ويدفعون بأنفسهم إلى المهلكة تحت إغراء ريالات المملكة التي لا وطن ولا وطنية في أجندة اهتمامات ملوكها وامرائها الذين إلى أنفسهم بأنهم الوطن والوطنية وأن ما دونهم مجرد عبيد وأجراء يسهرون على خدمتهم وتلبية حاجياتهم وإعلان السمع والطاعة لهم .
التربية الوطنية يجب تنفيذها وتحقيقها وفق برامج عملية وواقعية ملموسة يتم تطبيقها على أرض الواقع وتنعكس على سلوكيات وتعاملات الأفراد والجماعات، وأن لا تقتصر على النظريات والشعارات والدعاية الانتخابية ودغدغة العواطف والضحك على البسطاء، التربية الوطنية هي تلك التي تجمع بين الجانبين النظري والعملي وتتطابق فيها الأقوال مع الأفعال ، فلا تحدثني عن وطنية وأنت تتحالف مع الغزاة والمحتلين لقتل إخوانك وتدمير وطنك، ولا تزايد على الوطن وأنت أول من ينخر في جسده ويتآمر عليه ويقاتل ضده ويسعى لتمزيقه وتفكيك أوصاله ونسيجه الاجتماعي وتحويله إلى مستنقع للإرهاب والإجرام والصراع ذات الأبعاد المناطقية والمذهبية والطائفية والسلالية والفئوية .
بالمختصر المفيد الوطنية قيم ومبادئ محسوسة وملموسة ، (مش ) مجرد ( هدره ) و( صرف كلام )في الصحف والمجلات والمواقع والشبكات والفضائيات ، إما أن تكون وطنيا أو تكون خائنا فلا منزلة بين المنزلتين هنا ولا نسبية ولا مزاجية ولا( شور وقول ) والذي ما يعجبه يبحث له عن وطن (تفصول ) على مقاسه (أخرج ) لنا وله .
وعاشق النبي يصلي عليه وآله .
