استيقظوا أيها الحراكيون
أحمد العليي
علينا التسليم بأن الوحدة اليمنية هي قضيتنا الأساسية التي ناضلنا جميعا من أجلها في جنوب الوطن قبل شماله.
ظروف اللحظة التي أعيد فيها تحقيق الوحدة وما بعدها ربما لم تساعد على توفير أعلى درجات البقاء وديمومة الفرحة العارمة لكافة أبناء الوطن .
في 1994م أصيب أبناء المحافظات الجنوبية بخيبة أمل تجاه ما حدث من اكتساح لبعض محافظاتنا الجنوبية عسكريا بحجة الحفاظ على الوحدة .
لكن علينا إدراك أن من اكتسح المحافظات الجنوبية قبل عام وبنفس الطريقة مع تغيير طفيف في الأهداف هي نفس الوجوه السابقة .
ألم تكن مليشيات الإصلاح مشاركة بفاعلية في حرب 94م؟
ألم يكن عبدربه منصور هادي قائدا ميدانيا لكافة الألوية العسكرية التي دخلت عدن والمكلا في 7 يوليو 94م؟
ألم يكن علي محسن الأحمر قائدا ميدانيا عسكريا خاض مع عبدربه كافة معارك اكتساح عدن والمكلا في 7 يوليو 94م أيضا ؟
ألم يكن الشيخ الزنداني على رأس ما سمي وقتها باللجنة الشعبية لدعم قوات الشرعية ؟
كما قلت اكتسحوا الجنوب باسم مواجهة مشروع الانفصال .. طيب اليوم نفس الوجوه ونفس المليشيات ونفس الحزب إضافة إلى قوات أجنبية غازية دخلت محافظاتنا الجنوبية باسم إعادة الشرعية ..تحولت كل محافظاتنا إلى مأوى لمجاميع القتل والإرهاب تمارس فيها كل أشكال القتل والإرهاب ضد مواطنينا، يعني كذبة جديدة تضاف إلى الكذبة السابقة الفارق أن البعض منا صدق الكذبة الجديدة مع أن اللاعبين لم يتغيروا اطلاقا ..
السؤال الكبير الذي يفرض نفسه اليوم هو :
ماذا جرى .. هل تغيرت قناعاتنا وثوابتنا الوطنية ..هل تراجع مستوى الوعي والولاء الوطني لدينا ؟
نعم مشروع 94م زرع بيننا الكراهية وغيب عنا المساواة وهو فخ إراده لنا العدو ونفذ بأيد محلية معروفة .. هي نفسها التي تنفذ مشروع اليوم التدميري والتقسيمي نتيجة لـ94 وآثاره السيئة تدافعنا في حراك سلمي لمواجهة تلك الآثار .. وكانت قضية عادلة بامتياز لكننا لم نكن نعي ماذا نريد وذهبنا نصب جام غضبنا ضد الوحدة دون إدراك أننا نقدم وعلى طبق من ذهب ما تمناه آل سعود وعملوا من أجله لعقود من الزمن .
سنوات ونحن نناضل ونحشد المليونيات للاستعراض في ساحة العروض بمدينة عدن في 30 من نوفمبر ذكرى الاستقلال المجيد .
المضحك والمبكى في آن واحد أننا قبل عام وفي نفس الذكرى ونفس المكان احتشدنا تضللنا رايات وصور زعماء دول العدوان والاحتلال وتحرسنا قواتها المحتلة لعاصمتنا الاقتصادية عدن .
اليوم وحراكنا قد تحول إلى حراكات بألوان وأشكال وولاءات متعددة أبعد ما يكون عن هموم الوطن كما وصفها زميلي الأستاذ / احمد القنع … بدأنا نسمع عن مليونية .. ذاهبون لصب كل غضبنا على الوحدة مطالبين بالاستقلال دون إدراك منا أننا نعيش في ظل الاحتلال .
واقع اليوم يفرض علينا إعادة توجيه البوصلة نحو مناهضة الغزو والاحتلال .. بعدها اجزم أننا سنجد في قيادة الثورة كل أنصاف .
* مقرر الجبهة الوطنية الجنوبية لمناهضة الغزو والاحتلال .