الثورة نت/الوقت
الصراع محتدم بين عدة أطراف للسيطرة على مدينة الباب الاستراتيجية الواقعة بالريف الشمالي الشرقي لمدينة حلب، ما دعا الجيش السوري لتنفيذ عملية استباقية يمنع خلالها الحلم التركي في إنشاء منطقة عازلة شمال سوريا.
وتقول مصادر ميدانية ان الجيش السوري يتبع هذه المرة تكتيكاً مختلفاً عن التوجّه المباشر نحو مدينة “الباب” من الجهة الجنوبية حيث تبعد قواته مسافة 10 كيلومترات عنها، بل يعمل الجيش حالياً على توسيع نقاط سيطرته حول المدينة من الجهة الجنوبية، بالتوازي مع تقدمه من الجهة الغربية منطلقاً بعمليته من “مدرسة المشاة” الواقعة شمال مدينة حلب ليتقدم شمالاً ويسيطر على 25 مزرعة وقرية أهمها بلدات (الشيخ كييف – جوبة – النيربية – حليصة) وذلك في عمق مناطق سيطرة تنظيم داعش الإرهابي في الريف الشمالي والشمالي الشرقي لمدينة حلب.
ويأتي التقدم الهام للجيش السوري على هذا المحور أيضاً في سياق تأمين كامل محيط المدينة الصناعية في منطقة “الشيخ نجار” وإبعاد حدود التماس والقتال عنها لاسيما المعارك التي تشهدها الجبهة القريبة من مدينة الباب، وبالتالي تأمين الطوق بشكل أكبر حول المجموعات المسلحة في أحياء حلب الشرقية.
وكالة تسنيم نقلت عن قائد العمليات الميدانية على جبهات القتال في حلب أنه خلال 15يوماً مضت، استطاع الجيش السوري بالتعاون مع القوى الرديفة والصديقة أن يحرر كامل منطقة الأعمال القتالية على اتجاه مدرسة المشاة ويسيطر على 25 قرية ومزرعة بعد أن حررها من تنظيم داعش الإرهابي.
وأضاف قائد العمليات الميدانية “تتصدى قوات الجيش السوري والحلفاء، للمجموعات المسلحة المدعومة من تركيا التي تقدمت باتجاه الباب وذلك لمنعها من السيطرة على المنطقة” لافتاً أن “القوات المدعومة من تركيا التي تدّعي قتال “داعش” لم تستطيع خلال 3 أشهر من قتالها على الجهة الشمالية الشرقية لمدينة الباب أن تتقدم وتدحر داعش من المدينة “الباب”، بينما استطاع الجيش السوري بالتعاون مع القوات الصديقة أن يدحر داعش من 25 قرية خلال 15 يوماً فقط”.
يبدو أن المشهد الميداني في الشمال السوري وسعيَ الجيش لتطويق مدينة الباب من الجهتين الجنوبية والغربية يربك الجانب التركي الذي يسعى جاهداً عبر التدخل المباشر والدعم اللامحدود لفصائل “درع الفرات” أن يسيطر على مدينة الباب لهدفين الأول إقامة منطقة عازلة في الشمال السوري وثانياً فصل الشمال الشرقي لسوريا عن الشمال الغربي وبالتالي نسف فكرة إنشاء شريط كردي يمتد من مدينة الحسكة في أقصى الشرق حتى عفرين في أقصى الغرب.
وتقول المصادر السورية ان اللافت في العملية العسكرية للجيش السوري وسيطرته على 25 قرية شمال حلب، كان الدعم والمساندة الكبيرين من أبناء العشائر العربية والكردية في تلك المناطق خاصة بلدات “بابنس وتل شعير وخليصة”.
ومن محور آخر شن الجيش السوري هجوما على مواقع المجموعات الارهابية في حي الصاخور واستطاع تطهير منطقة فروج الشرق الواقعة في طريق مدينة الباب عقب تحرير وتثبيت مواقعه في جبل بدرو.
وقد نجحت قوات المقاومة المنتشرة في حي الصاخور في السيطرة كذلك على جسر الصاخور ومشتل الصاخور خلال هجماتها الواسعة على مواقع تنظيمات احرارالشام، جبهه النصرة و نورالدين الزنكي الارهابية.
كما بدأت وحدة من قوات المقاومة عمليات واسعة انطلاقا من المحور الجنوبي لمساكن هنانو، في حي “الارض الحمراء” ونجحت في تطهير نصف الحي المذكور وطرد الارهابيين.