كان ذلك الطفل الجميل ينتظر عودة والده من الصالة الكبرى التي ذهب إليها كي يقدم وأجب العزاء لآل الرويشان، ولكن أعداء الحياة كانوا لذلك الأب الطيب وأمثاله، من شرفاء الوطن بالمرصاد، فقاموا بإرسال طائراتهم الحاقدة التي قامت بقصف الصالة الكبرى بصنعاء مخلفة خلفها مذبحة مروعة وجريمة بشعة هزت ضمائر وأعماق ومشاعر العالم وأبرزت مدى بشاعة وفظاعة جرائم العدوان الأمريكي والسعودي على الشعب اليمني الصامد في وجه ذلك العدوان البربري الغاشم..
وفي مساء ذلك اليوم لم يعد الأب الحنون إلى ولده الطفل البرئ ” سعد” الذي كان ينتظره وينتظر حنان الأب، وإنما جاء خبر استشهاد الأب أثر القصف الوحشي للعدوان، وكان لذلك الخبر وقعه المؤلم على الطفل الذي فقد والده، وفقد حنانه الأبوي إلى الأبد..
ولكن ذلك الألم تحول إلى حافز لمواصلة الحياة ومواجهة مواجعها بكل صلابة وصمود وصبر .
وحين ذهب “سعد” مع أقاربه إلى الفعالية التي أقيمت يوم أمس الأول بمناسبة مرور أربعين يوماً على وقوع تلك المذبحة المروعة، وجد أن والده لم يمت، فهو في قلوب وأعماق أولئك الجمع الغفير الذين توافدوا إلى مكان الصالة ليقولوا للعالم أن أرواح الشهداء ودماء الجرحى لن تذهب هدراً .. وأنها كانت من أجل الوطن ومن أجل حرية واستقلال الوطن الغالي..
وتلك اللوحات التشكيلية أبدعتها أنامل مجموعة من الفنانين الذين شاركوا بأعمالهم في هذه الفعالية حيث كانت لوحاتهم معبرة بمواجعها عن تلك المذبحة المروعة وعن إرادة الحياة وعن التصدي البطولي والثبات الشامخ ضد قوى العدوان.
تصوير/حامد فؤاد