لأجلهم.. فاخجلوا ..

د.أسماء الشهاري

لا يخفى على أحد الكائدين و المتكالبين و المتربصين بنا و ببلدنا الحبيب من الداخل والخارج و كلٌ قد أعدَّ عُدته و سعى سعيه لكي يرانا أذلاء صاغرين و يرى بلدنا محتلة من عدة دول..
لكننا كيمنيين نرضى بالموت و نقبل بالجوع و لا نقدر أن نعيش للحظة واحدة أذلاء بدون كرامة..
لا نرضى أن نعيش عيش الهوان والصغار على أرضنا..
ها نحن بعون الله وفضله وبطولات الرجال وتضحياتهم قد صمدنا صموداً اسطورياً أمام تحالف عالمي لإخضاعنا و إركاعنا بكل ما يمتلك من إمكانيات و مُقدرات و أمام تواطؤ و صمت أممي ينتظر أن يرانا قد كُسِّرنا لكي ينطق بعدها بأن يرسل قواته المحتلة إلى جانب أخواتها لكي يحفظ السلام، هذا ما ينتظرونه أن يكون لهم نصيب و هذه الحالة الوحيدة التي سيتحركون فيها..
إن ما أحب قوله هو أن نكون على مستوى المسؤولية الحقيقية تجاه الوطن الذي هو أغلى من أرواحنا وأنفسنا والتفريط فيه محال.. تجاه دماء النساء والأطفال.. و تجاه تضحيات رجال الرجال..
يقول تعالى : ” و الفتنةُ أشدُّ من القتل”
إن العدو الذي لم يقدر أن يركعنا رغم الدماء و الحصار.. رغم القتل و الدمار..

و بعد كل ما قدمنا من تضحيات و صمود، قد نتسبب في ضرب أنفسنا بأنفسنا دون أن نشعر و ذلك إذا فتحنا المجال للمناكفات السياسية و الخلافات و التي بدورها تفتح المجال لإعلام عملاء العدوان بل و لأبواق العدوان و كلامهم لأن ينتقل و ينتشر بيننا بسهولة..
إن مجرد نقلك لكلام عدوك يعني أنه أثر فيك و تريده أن يُؤثِّر في غيرك..
قد تتعامل مع الأمر بتساهل و دون وعي لتكتشف في النهاية أنها كارثة حقيقية أدّت إلى شقِّ الصف أو ضعفه، و ينتهي الأمر إلى التنازع و الفشل لا قدر الله..
جميعنا نعرف أنه من بداية العدوان انطلق الأحرار و الشرفاء من رجال الرجال من أبناء الجيش و اللجان الشعبية كتفا إلى كتف وجنباً إلى جنب كأنهم بنيان مرصوص في الدفاع عن حياض الوطن وأبنائه بمختلف انتماءاتهم يسارعون إلى الشهادة لنحيا بكرامة وعزة.. يتقاسمون حرارة الشمس و برد الشتاء و يتسابقون إلى التضحية و العطاء.. يتشاركون الجراح و المعاناة بكل حب و بكل صمت دون أن يسمع صدى تضحياتهم أحد.. لكن غيرهم قد ملأوا الدنيا ضجيجاً و هم يتقاسمون ثلة مهام و مناصب أوكلها لهم الشعب بعد أن أعطاهم البيعة و الثقة علناً أمام العالم..
إن المجاهدين في كل الجبهات ينتمون إلى و يمثلون جميع الأحرار و الشرفاء من أبناء هذا الشعب العزيز المظلوم.. لو كانوا مختلفين لكانت قد دُخِلت علينا من أقطارها منذ زمن..!
ألا فاخجلوا منهم و من تضحياتهم و سارعوا في وضع الحلول وإيجاد المخارج..

إن كان هناك تعظيم و تمجيد بعد الله فهو لرجال الرجال الذين لا نقدر أن نجازيهم من حقهم شيئاً المضحون براحتهم و أرواحهم لأجلنا و لأجل مستقبل بلدنا.
أما غيرهم فكلنا جنود مجندة لأجل الوطن و كلاً يقوم بدوره وسعيه كان مشكوراً وسيذكره التاريخ له..
كل ما نرجوه في هذه المرحلة الحرجة و الخطيرة أن يكون الولاء لله ثم للوطن و ألا يكون لشخص و لا لحزب و لا لأي فئة ..
والله من وراء القصد،،

قد يعجبك ايضا