أوباما أو ترامب ..اليهودة في القلوب
عبدالفتاح علي البنوس
ما تزال تداعيات فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية على المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون على أشدها وخصوصا في المظاهرات والاضطرابات التي تشهدها بعض الولايات الأمريكية احتجاجا على فوز ترامب والذي شكل فوزه صدمة وصفعة قوية للحزب الديمقراطي وللإدارة الأمريكية الحالية التي عملت على تهيئة الأجواء وتوفير الظروف التي تسهل من فوز كلينتون بالسباق الرئاسي ولحلفاء البيت الأبيض في الشرق الأوسط وفي مقدمتهم آل سعود وتنظيم الإخوان المسلمين الذين كانوا على ثقة مطلقة بفوز كلينتون قياسا على استطلاعات الرأي والأموال التي تم ضخها لتغيير قناعات الناخبين والتأثير على توجهاتهم، حيث تبخرت كل تلكم الخطوات في الهواء وجاءت النتائج بخلاف ما كان يرغب هؤلاء الحمقى فعمدوا إلى الدفع ببعض النفعيين للتظاهر ضد ترامب كونه صاحب توجهات مناهضة لسياستهم في المنطقة وناقمة على ممارساتهم ومواقفهم التي لا تخدم المصالح الأمريكية بالشكل المطلوب .
فوز ترامب وإن لقي حالة من الإرتياح والقبول النسبي في بلادنا وبعض الدول العربية فإن ذلك ليس حبا فيه ولا في حزبه ولكنه من باب النكاية بآل سعود وتنظيم الإخوان الذين بالغوا في التغني بهيلاري كلينتون ودعموا حملتها الانتخابية وتسابق ساستهم ودعاتهم وكتابهم على دعوة الناخبين العرب في أمريكا للتصويت لصالحها ودعم فرص فوزها، وإلا فإننا على قناعة تامة ومطلقة بأن ترامب لن يكون إلا نسخة طبق الأصل من أوباما والحال ذاته كان سيكون لو فازت هيلاري ، فالسياسة الأمريكية لا تتغير بتغير رئيس البيت الأبيض فالمنافسة تكون على من يتقدم ببرنامج يخدم أمريكا ويصب في تعزيز مصالحها والحفاظ عليها وبما يعود بالنفع على المواطن الأمريكي ودائما ما تكون هذه البرامج معززة للنزعة الاستعمارية والهيمنة الأمريكية وداعمة ومساندة للكيان الصهيوني ومشاريعه التوسعية والإجرامية على حساب قضايا ومصالح العرب والمسلمين وفي مقدمتها قضية العرب المفصلية القضية الفلسطينية.
لذا ما (فيش داعي ) (نطبل ونزمر ) للوافد الجديد للبيت الأبيض دونالد ترامب ونصنع منه ما صنعنا لسلفه أوباما الذي خدع وغرر على العرب والمسلمين بخطابه المعسول في القاهرة وبتصريحاته الخادعة الماكرة والتي تغنى فيها بجذوره الإسلامية وما إن باشر مهامه الرئاسية حتى ظهر على حقيقته فكان أكثر يهودة وزندقة من اليهود أنفسهم وكانت فترته الرئاسية مشبعة بالحقد والكراهية والعدائية والإجرام ضد العرب والمسلمين وما العدوان على اليمن وقبلها الحرب على سوريا وما هو حاصل في العراق وليبيا وتونس ومصر إلا نتاج طبيعي لسياسة ذلكم الأفاك، ونتوقع من خلفه ترامب ما هو أكثر إجراما ووساخة وتآمرا على بلادنا خاصة وعلى دول المنطقة عامة وسنشهد في الأيام القادمة إرتماء آل سعود في أحضانه ورضوخهم لشروطه الابتزازية والاستغلالية تماما كما عمل سلفه ، فهذه هي أمريكا وهذه هي سياستها فمصلحتها وشعبها ومن ثم مصلحة ربيبتها إسرائيل مقدمة على ما دونها على المصالح وعندما تحصل على مصلحتها أو كما نقول في لهجتنا العامية ( تقضي حاجتها ) سرعان ما تتبرأ من حلفائها وعملائها تماما كما سيفعل إبليس الرجيم يوم (حره جره ) وما أكثر العبر وأقل المعتبرين في هذا الجانب .
التعويل على تغيير مواقف الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه القضايا والملفات العربية والإسلامية حماقة عربية بامتياز ، فأمريكا بوش الابن هي أمريكا أوباما و هي أمريكا ترامب وهيلاري كلينتون ولن يكون هناك أي تغيير يصب في مصلحتنا كيمنيين خاصة وكعرب ومسلمين عامة سواء طبلنا لها ام لم نطبل فجد الكلاب واحدو واليهودة في القلوب .
وحتى الملتقى …….. دمتم سالمين .