> 200 مليون أمريكي ينتخبون اليوم الرئيس الـ 45 للولايات المتحدة
الثورة نت /متابعة / قاسم الشاوش
تتجه أنظار العالم اليوم إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي تشهد انتخابات رئاسية وسباقاً محموماً إلى البيت الأبيض بين الحزب الديمقراطي الذي تمثله هيلاري كلينتون والتي ستكون أول امرأة تتربع على عرش أمريكا وهي الأوفر حظا في هدا السباق بحسب ما أظهرته استطلاعات الرأي الأخيرة وبين الحزب الجمهوري الذي يسعى إلى استعادة مجدة عبر ممثله دونالد ترامب.
وتأتي انتخابات اختيار الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة في أكثر الحقب صعوبة على هذا البلد،بما تلقاه من تحديات دولية حيث يعيش العالم بأسره صراعات وأزمات وحروباً خاصة منطقة الشرق الوسط وأيضا داخلية من وضع اقتصادي يحتاج حلولاً ناجعة, واضطرابات اجتماعية ناجمة عن التمييز ضد السود. أما البديل المطروح فهو أسوأ ما يمكن أن تفرزه تلك الأمة. كما أن الغموض الذى يكتنف العملية الانتخابية والاتهامات المسبقة بالتزوير والتهديد برفض النتائج، يضع زعامة واشنطن للعالم فى مهب الريح.. و حال هذا البلد وهو يستعد لهذا اليوم الذي تواجه فيه الديمقراطية الأمريكية الامتحان العسير.
ويحبس الناخبون الأمريكيون البالغ عددهم200 مليون ناخب وناخبة يحق لهم المشاركة في هذه الانتخابات أنفاسهم حين يسدل الستار على أغرب انتخابات شهدتها بلادهم في تاريخها، لم ير مواطنو هذا البلد، صاحب الديمقراطية العريقة انحطاطا فى التنافس الانتخابي وفي لغة الخطاب السياسي كما رأوا في هذه الانتخابات.
ولم يكن الاختيار المتاح أمامهم أسوأ مما أتاحته لهم الظروف هذه المرة، إذ عليهم الاختيار بين مرشحة مستهلكة سياسياً ومرشح يفتقد أي تجربة سياسية بلغت به بذاءة اللسان وغرابة الأفكار وعنصرية الأطروحات ما بلغت.
وتخطى حجم الإنفاقات على الحملات الانتخابية الرئاسية الأمريكية وانتخابات الكونجرس السبعة مليارات دولار، وفقا لإحصائيات لجنة الانتخابات الفيدرالية (إف آي سي) الرسمية، بالمقارنة مع آخر انتخابات رئاسية وانتخابات الكونجرس في 2012، التي كلفت حوالي 6.3 مليار دولار.
وتبين أرقام لجنة الانتخابات الفيدرالية، أن المرشحة الديمقراطية الرئاسية هيلارى كلينتون جمعت حوالي 516 مليون دولار، وستحصل على مبلغ مماثل فيدرالي، أي أنها ستنفق أكثر من مليار و32 مليون دولار.
بينما جمع منافسها الجمهورى دونالد ترامب حوالي 220 مليون دولار وسيحصل على مبلغ مماثل فيدرالي، أي أنه سينفق حوالي نصف مليار دولار.
ووصل الانقسام الأمريكي في هدا السباق لدرجة من الحدة لم تصل إليها انتخابات رئاسية من قبل. فمرشحا الانتخابات يمثلان أقصى درجة من التناقض تشهدها الانتخابات.
وكان قد اختتم المرشحان للبيت الأبيض، دونالد ترامب وهيلاري كلينتون، أمس حملة انتخابية شهدت منافسة ضارية، مع تنظيم تسعة مهرجانات انتخابية آخرها قبيل منتصف الليل تماما. وذلك في ظل تقلص الفارق بينهما في استطلاعات الرأي، بالرغم من تقدم طفيف للمرشحة الديمقراطية على منافسها الجمهوري.
وكشف متوسط نتائج استطلاعات الرأي، في فلوريدا، وفق موقع “ريل كلير بوليتكس” تفوق كلينتون بفارق نقطة مئوية واحدة، ما يشير إلى أن السباق محتدم في هذه الولاية.وكذلك، على مستوى الولايات الأمريكية عموما، أظهر استطلاع آخر أجراه معهد “ماريست” ونشرت نتائجه يوم السبت، تقدم المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بنقطة مئوية واحدة أيضا على منافسها الجمهوري دونالد ترامب.
وضاق الفارق بين المرشحين، وخاصة في ولايات قد تكون حاسمة في تحديد الفائز في السباق الانتخابي الرئاسي، بعد الإعلان عن أن مكتب التحقيقات الفدرالي بوقف تفحص مجموعة جديدة من رسائل البريد الإلكتروني في إطار تحقيقه.
طريقة انتخاب الرئيس
تُجرى الانتخابات الرئاسية الأمريكية كل أربع سنوات بنظام الانتخاب غير المباشر، فالمواطنون في حقيقة الأمر لا يختارون الرئيس الأمريكي مباشرة بل يختارون الممثلين أو المندوبين الذين سيشكلون المجمعات (الكليات) الانتخابية التي تقوم بانتخاب الرئيس. تمر عملية انتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة بعدة مراحل حيث يجب على كل حزب أن يختار مرشحه الرئاسي ثم يتنافس مرشحو الأحزاب في الانتخابات العامة ليحتل الفائز بأكبر عدد من الأصوات المكتب البيضاوي في البيت الأبيض.
فيما يلي نستعرض مراحل الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
المؤتمرات الحزبية والانتخابات الأولية
هذه هي المرحلة الأولى في سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية والهدف منها تحديد مرشح كل من الحزبين الكبيرين في الولايات المتحدة الأمريكية، الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري. المرشح الرئاسي لكل حزب يختاره مندوبو الحزب في مؤتمر وطني عام.
طريقة اختيار هؤلاء المندوبين تختلف بين الحزبين الكبيرين وبين الولايات الخمسين نفسها. فيتبع كل من الحزبين صيغة معينة لعدد المندوبين الذين توفدهم كل ولاية للمؤتمر العام.
وهناك وسيلتان رئيسيتان لاختيار المندوبين وهما:
أ. الانتخابات الأولية التمهيدية
ب. المؤتمرات الحزبية الانتخابية التفضيلية
من هي هيلاري كلينتون
سياسية أمريكية، شغلت منصب وزيرة خارجية الولايات المتحدة منذ 20 يناير لعام 2009م، وهي بذلك الوزيرة رقم 67 في تاريخ وزارة الخارجية الأمريكية من مواليد 26 أكتوبر 1947م في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي.
نالت درجة الدكتوراه في القانون من جامعة يايل عام 1973م، متزوجة منذ عام 1975م من الرئيس الأمريكي السابق “بيل كلينتون” ولديهما ابنة تُدعى “تشيلسى فيكتوريا”.
بدأت “هيلاري كلينتون” مزاولة النشاط السياسي وهي لا تزال في الثالثة عشر من عمرها حيث شاركت في الحملة الانتخابية للجمهوريين عام 1960م، كما قادت النشاط الطلابي خلال دراستها الجامعية كجمهورية، إلا أنها تحولت تدريجياً إلى الليبرالية بعد لقائها بمارتن لوثر كينغ عام 1962م، فتركت الجمهوريين وشاركت في الدعاية للمرشح الرئاسي الديمقراطي “جور ماكجوفيرن” عام 1971م.كما بدأت “كلينتون” حياتها المهنية عام 1971م كمحامية بمكتب المحامين والكر تروهافت وبورنشتاين المشهورين بالدفاع عن النشطاء الشيوعيين.
تولت “هيلاري كلينتون” عدة مهام أخرى أبرزها التدريس بكلية الحقوق بأركانساس وتقديم الاستشارة لصندوق للدفاع عن الأطفال في كامبريدج وعضوية مجلس مؤسسة الاستشارات القانونية في عهد الرئيس جيمي كارتر، كما عملت لفترة كمستشار قانوني بالكونجرس، وجاءت مرتين ضمن قائمة 100 محام الأكثر نفوذا في الولايات المتحدة.
تألقت هيلاري في عالم السياسة وأصبحت نجماً سياسياً صاعداً قبل وصولها إلى البيت الأبيض عام 1993م كسيدة أولى للولايات المتحدة بوصول زوجها بيل كلينتون إلى الرئاسة، وهو ما أكده “كلينتون” الذي اعتبر أن أميركا عندما اختارته رئيساً لها اختارت معه رئيسة ثانية هي “هيلاري” التي تصفها الأوساط الإعلامية بأنها تلعب دوراً مؤثراً في السياسة الأميركية.
من أبرز المواقف السياسية لوزيرة الخارجية الأمريكية هو معارضتها لحرب فيتنام ورفضها للتدخل الأمريكي في أفغانستان، كما رفضت غزو العراق وخلال ولايتها الثانية في مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك دعمت حملة إجبار الرئيس بوش على إعلان خطط للانسحاب من العراق.في عام 2008م كانت “هيلاري كلينتون” أحد أبرز المرشحين الديمقراطيين لانتخابات الرئاسة الأمريكية، لكنها أعلنت انسحابها أمام “باراك أوباما” عقب منافسات حامية إلا أن الرئيس الأمريكي المنتخب عينها وزيرة للخارجية في الإدارة الأمريكية الجديدة منذ 20 يناير 2009م.
من هو دونالد ترامب
دونالد ترامب هو رجل أعمال وتاجر عقارات، ولد عام 1946 وهو الابن الرابع لواحد من أشهر أقطاب تجارة العقارات الأمريكيين فريد ترامب
ولد ترامب لأم تنحدر أصولها من جزيرة ليوس شمال إسكتلندا، وهاجرت إلى الولايات المتحدة في نهاية الثلاثينيات أرسله والده إلى المدرسة العسكرية ولم يتعد سنه الثالثة عشرة، بعدما أظهر سلوكا مشاغبا في المدرسة.
درس وتخرج في كلية وارلتون (جامعة بنسلفينيا) والتي تعتبر من أرقى المدارس التي تخرج منها رجال أعمال معروفون.
أصبح ترامب المرشح لخلافة والده في إدارة شركاته، بعد أن اختار شقيقه الأكبر أن يكون طيارا.
تزوج ترامب ثلاث مرات ، وكانت العداءة وعارضة الأزياء التشيكية إيفانا تزيلينيكوفا أشهر زوجاته.
تزوج بعدها بالممثلة السينمائية مارلا مابليس عام 1993، لكنهما انفصلا عام 1999.
تزوج مرة ثالثة من زوجته الحالية عارضة الأزياء ميلانيا كونس، وهي من أصول سلوفاكية، وأنجب منها ولدا اسمه بارون ويليام.
ابدى ترامب طموحه السياسي في الوصول إلى كرسي الرئاسة الامريكية منذ عام 1987، ودخل السباق الرئاسي لأول مرة عام 2000 مرشحا عن حزب صغير.
بعد 2008 أصبح ترامب أشهر المتحدثين في حركة”بيرثر” التي جادلت في ذلك الوقت حول مكان ولادة الرئيس الحالي باراك أوباما، وتساءلت ما إن كان أوباما ولد في الولايات المتحدة أم في الخارج.
تخصص ترامب في بناء ناطحات السحاب والبنايات الكبرى والفنادق الفخمة ونوادي القمار، وأشهر منجزاته ناطحة السحاب في منهاتن والمؤلفة من 68 طابقا.
نجح ترامب ما بين عامي 1996 و2015 في بناء امبراطورية جديدة في عالم برامج الترفيه التلفزيوني وأشهر البرامج الناجحة لترامب هو برنامج “أبرانتيس” (المتدرب) على شبكة ان بي سي، وبرنامج مسابقة “ملكة جمال الكون” ومسابقة “ملكة جمال فتيات أمريكا” كما يمتلك سلسلة متاجر ترامب التي تبيع مختلف أنواع السلع.
تقدر مجلة فوربيس المتخصصة في أخبارالمشاهير ثروة ترامب بنحو 4.5 مليار دولار.