الثورة/متابعات
الــهــجــمــات الــســعــوديــة جـــرائـــم حــــرب ضـــد الإنـــســـانـــيـــة.. ومـــأســـاة الـيـمـنـيـيـن بــلــغــت حـــــدا لا يـطـاق
أدانــت منظمــات دوليــة ووسائــل إعــلام ومراقبــون دوليــون استمرار صمت المجتمع الــدولي عن جرائم العدوان السعودي وحصــاره المتواصلــين على اليمــن، مؤكدة أن هجمــات الحرب السعوديــة جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية قتلت وجرحت عــشرات الآلاف مــن المدنيين وشردت 3 ملايــين ودمرت مقدرات اليمــن الخدميــة والصحيــة والاقتصاديــة وتسببــت في تفاقم تدهــور الأوضــاع الإنسانية وحرمت ثلاثة ملايــين عامل يمني عــلى الأقل مــن مصادر دخولهــم وفرضت مجاعــة تطبق على نحو 6 ملايين وتنذر بكارثة إنسانية.
وانتقــدت صحيفــة “دي سايــت” الألمانيــة بشــدة مــا سمته “صمــت المجتمــع الــدولي إزاء الجرائــم السعوديــة في اليمن” .. وأكــدت في تقريــر موســع لها إن “هــذه الجرائم قــد فاقت في فظاعاتهــا ووحشيتهــا الجرائــم التــي ترتكبهــا الجماعــات الإرهابية في سوريا والعراق”.
وقالت الصحيفــة الألمانية – واسعة الانتشــار- في تقريرها: إن الهجمات المتواصلة التي تشنهــا السعودية على اليمن والتي تسببت حتــى الآن بمقتل وجرح الآلاف مــن اليمنيين ودمرت البنى التحتية للبلد، أدت أيضاً إلى خلق حالة من الذعر وسط الأطفــال وانتشار الفقــر والجوع بــني عموم النــاس. كما أدت إلى انتشــار البطالــة في صفــوف الشباب بسبــب الدمار الكبير الذي لحــق بالمراكز الاقتصاديــة والخدمية ولــم يستنث حتى المستشفيات ومحطات الوقود ومستودعات الأغذية والأدوية.
مسؤولية أممية
وحملــت الصحيفــة المجتمع الــدولي خصوصاً الأمــم المتحدة والمنظمــات الإنسانيــة والحقوقيــة مسؤوليــة استمــرار هــذه الهجمات البربريــة، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن التوجه نحو مناطــق ساخنة أخرى في المنطقــة لاسيما في العــراق وسوريا قــد أدى إلى نسيان أو تجاهل مظلوميــة الشعب اليمني الذي تجــاوزت مأساتــه حــداً لا يطــاق بسبــب تواصــل الهجمــات السعودية بشكل يومي على البلاد.
جرائم حرب
وأضافــت صحيفــة «دي سايــت» إن الهجمات الأخــيرة التي شنتها الطائــرات السعودية والتي استهــدف إحداها مجلس عزاء في العاصمة صنعــاء وأدى إلى مقتل وجرح المئات نموذج صــارخ عــلى انتهــاك القوانــين الدوليــة التــي تعــد مثــل هذه الهجمات جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
تمكين الإرهاب
وأشــار تقريــر الصحيفــة إلى أن الحرب السعوديــة “العدوان” عــلى اليمن الذي بدأ قبل أكرث من عــام ونصف العام لم يحقق أي نتيجــة ســوى قتــل الكثــير مــن الأبريــاء، واصفــة مزاعم الريــاض ضد حركة أنصــار الله بأنها مجــرد أكاذيب ومحاولة بائسة لخداع الرأي العام لتبرير هذا العدوان.
ونوهــت الصحيفــة إلى أن الحــرب السعودية “العــدوان” على اليمن ساهم إلى حد كبير في تهيئة الظروف الملائمة للجماعات الإرهابيــة لاسيما «القاعدة» و»داعش» لارتكاب جرائم بشعة بحــق الشعــب اليمنــي مــا أدى إلى انتشار حالة مــن الفوضى والعنــف في أجــزاء مختلفــة مــن البــلاد خصوصــاً في المناطق الجنوبيــة التــي تسيطــر عليها الجماعــات المواليــة للرئيس السابق «عبد ربه منصور هادي».
تشريد الملايين
وأشــارت صحيفــة «دي سايــت» إلى أن الحــرب السعوديــة “العدوان” المتواصلة على اليمن قد أدت أيضاً إلى تشريد حوالي ثلاثة ملايين إنسان بسبب الدمار الكبير الذي لحق بمناطقهم نتيجــة الضربــات الجويــة التــي شنتهــا الطائــرات الحربية السعودية والدول الحليفة لها في هذا العدوان.
وأكــدت الصحيفــة بحسب ترجمــة موقع “الوقــت” التحليلي الإخبــاري أن هــؤلاء المشرديــن وأكرثهــم من الأطفــال والنساء يعيشون الآن في أماكن تفتقد إلى أبسط مقومات الحياة بسبب الحصار الاقتصــادي الشامل المفروض عــلى اليمن منذ بداية الحرب “العدوان” وحتى الآن.
تدخل مدمر
في هــذه الأثناء أعرب الخبير الغربــي في شؤون الشرق الأوسط «مارایــك ترانسفلــد» عن اعتقاده بأن ما يحصــل في اليمن لم ينجــم في الأســاس عن الخلافــات الطائفيــة أو الأيديولوجية؛ بــل هو نتيجة للتدخــل الخارجي لاسيما مــن قبل السعودية التــي تسعى للاستحواذ على مقدرات البلــد بمساعدة أمريكا وحلفائها الغربيين. في حــني أكــد «فولــف برانجــول» رئيــس إحــدى المنظمــات الإنسانيــة الألمانيــة أن معالجــة الآثار النفسيــة والاقتصادية والاجتماعيــة التي سببتها الحــرب السعودية “العدوان” على اليمن تتطلب إمكانات هائلة لإنقاذ الكثير من الناس من الفقر وســوء التغذيــة وتوفــير المستلزمــات الضرورية لاسيمــا الماء الصالح للشرب والوقود والملابس والأدوية.
وذكــرت العديــد مــن الإحصائيــات الدولية بأن سبعــة ملايين إنســان في اليمــن يعانــون حاليــاً مــن الفقــر والجــوع وســوء التغذية، وإن الكثير من هؤلاء هم من الأطفال والنساء.
تجويع ممنهج
وحذر أحد مسؤولي برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة “توم روئــه” من خطورة استمرار هذا الوضع على حياة الملايين من الشعب اليمني، وطالب المجتمع الدولي بتقديم المساعدات اللازمــة لإنقاذهم مــن خطر المجاعة والتحــرك العاجل لوضع حد لهذه المأساة الإنسانية.
مــن جانبها أعلنــت منظمة «أوكسفــام» الإغاثيــة إن ما يزيد عــلى 6 ملايــين شخص في اليمــن على شفا المجاعــة، موضحة أن الحــرب وحصــار الموانئ تضيــف كل يــوم 25 ألف شخص لقائمة الجوعى، فيما أكد الصليب الأحمر الدولي إن الشهرين الماضي شهدا زيادة في عدد الهجمات ضد موظفي الإسعاف وعمال الإغاثة في هذا البلد.
إبادة متواصلة
وفي وقــت سابــق ذكــرت منظمــة الأمــم المتحــدة للطفولــة (يونيســف) أن مئــات الآلاف مــن أطفــال اليمــن يعانون من سوء التغذية، كما يفتقر الملايين للرعاية الصحية ومياه الشرب النظيفة، مضيفة: إن الخدمــات الأساسية والبنية التحتية في اليمن على شفا انهيار كامل.
وأشــار تقريــر اليونيسف إلى مقتــل 934 طفــلا وإصابة 1356 لكنه أكد في الوقت نفسه أن هذا مجرد غيض من فيض.. مشيراً إلى أن الكثــير من الأطفــال قتلوا وهم في الطريــق إلى مدارسهم أو أثنــاء الدوام المــدرسي. وحسب اليونيسف فــإن نحو 2200 مدرسة دمــرت أو لحقت بهــا أضرار جراء العــدوان السعودي على اليمن.
مــن جانبه قــد ّ ر اتحــاد عمــال اليمــن أن العــدوان السعودي المتواصل على البلاد تسبب أيضاً بفقدان ما يزيد على 3 ملايين عامل لمصادر دخلهم مــا أدى إلى تدهور القوة الشرائية لعموم السكان.