السعودية .. هي الأخطر..!
د.صادق القاضي.
السعودية – لا إيران -هي التي حاربت الجمهورية، ثم نخرت النظام الجمهوري، وظلت تضعف الدولة، وتقوي نفوذ القبائل، وتحكم وتتحكم باليمن بواسطة “اللجنة الخاصة”، طوال العقود الماضية!.
السعودية – لا إيران -هي التي أطاحت بالرئيس السلال، وانقلبت على الرئيس الإرياني، ثم قتلت الرئيس الحمدي.. وكانت وراء الحروب الأهلية اليمنية: “حروب الثورة في الستينيات”، و”حرب الانفصال 1994م”، والحرب الأهلية الكبرى “2015م”!.
السعودية – لا إيران -هي التي فرضت حربا باردة على اليمن من عام 1990م حتى الآن، وطردت معظم العمالة اليمنية فيها، وضيقت على بقيتهم، ودمرت الاقتصاد اليمني، وأغلقت الحدود، وبنت جدار الفصل العنصري.!
السعودية- لا إيران -هي التي أعلنت الحرب على اليمن، وفرضت الحصار البري والبحري والجوي على الشعب، في وقت كان فيه الفرقاء اليمنيون على وشك التوصل لحل نهائي للأزمة، حسب تعبير المبعوث الأممي السابق.!
الطائرات السعودية- لا الإيرانية-هي التي قصفت وتقصف الجيش والأمن والمدارس والجوامع والجامعات والمصانع والمزارع.. ودمرت وتدمر البنية التحتية والفوقية، وتهلك الحرث والنسل في اليمن!.
القذائف السعودية- لا الإيرانية- هي التي تستهدف المدن والمدنيين، والشوارع والأسواق، وخيم الأفراح وصالات العزاء.. وتعرقل أي مبادرة لتشكيل لجنة دولية محايدة لرصد جرائم الحرب في اليمن!.
ومع ذلك لا ترى العيون الحولاء، سوى الخطر الإيراني على اليمن، أفضلهم، في أفضل الحالات يساوي بين الخطرين، بما يتضمن بالضرورة، ولغرض مفهوم، تهويل الخطر الإيراني الممكن، وتهوين الخطر السعودي الكائن!
أكبر ما قد تفعله إيران أن تدعم جماعة “الحوثيين، سرا، وهذا -إن صح، وأمكن اعتباره خطأ في مثل هذه الظروف- فهو معادل واحد لإحدى خطايا السعودية، التي فوق كل شيء، تتبنى وتدعم كل الجماعات المسلحة الدينية وغير الدينية، بالسر والعلن، ماليا وماديا وسياسيا وعسكريا وإعلاميا ولوجستيا.!.
دعونا لا نبحث لليمن عن سيّد بل عن سيادة، ومبدئيا، قد تكون إيران أخطر من السعودية، على أيّ مكان في العالم، إلا على اليمن، وفي أيّ زمن من التاريخ، إلا هذا الزمن الراهن، حيث نرى ونسمع الطيران السعودي – لا الإيراني- يعربد على حطام كل شيء مهم وجميل وواعد في بلدنا، ونلعن إيران، ضمن سياقات محلية وإقليمية ودولية وقحة تطلب من الضحية أن يُكذّب نفسه وجروحه وحواسه، ويجمد عقله وضميره، ويبرئ الجناة من مسؤولية ما ارتكبوه من أخطاء وخطايا وجرائم في حقه، وعلى حساب حاضره ومستقبله .!!.