الوسيط الغريم

نبض

عبدالفتاح علي البنوس
لم نعد نحتاج إلى أدلة وشواهد تؤكد على أن إسماعيل ولد الشيخ أحمد الموريتاني الجنسية أصبح بالنسبة لنا كيمنيين غريما وخصما لا يقل في ذلك عن أسياده آل سعود ، مع تفوقه عليهم في كثير من الأحيان ومن يستمع إلى الإحاطات التي يقدمها إلى مجلس الأمن بشأن الأوضاع في بلادنا يظن بأن هذا الرجل هو المندوب السعودي في الأمم المتحدة لا البمعوث الأممي لتقريب وجهات النظر بين القوى الوطنية وتحالف آل سعود ومرتزقتهم، فدائما ما يتجنب ذكر الكيان السعودي أو التطرق للعدوان الإجرامي الذي يشن على بلادنا منذ أكثر من عام ونصف ويحاول توصيف ما يحصل على أنه صراع بين من يسميهم الحكومة الشرعية وقوات صالح والحوثيين وبات جليا من خلال تحركاته وتصريحاته بأنه يتلقى التوجيهات والأوامر من محمد بن سلمان الذي يدين له ولد الشيخ بالولاء والطاعة  .
أسهم ولد الشيخ في إفشال مفاوضات السلام بجنيف في جولتيها الأولى والثانية بانحيازه إلى صف العدوان وكان سعوديا أكثر من السعوديين أنفسهم، وفي مشاورات السلام بالكويت بجولتيها الأولى والثانية  كان السبب وراء فشلها بتبنيه رؤية آل سعود وشروطهم التعجيزية التي سعوا إلى فرضها تحت غطاء الأمم المتحدة ، وفي كل مرة يلقي هذا الكائن الغريب باللوم والعتب والمسؤولية بشأن تعثر المشاورات على الطرف الوطني ، لزم الصمت تجاه جريمة الصالة الكبرى بصنعاء ومن ثم جريمة سجن الزيدية بالحديدة  ، وأتى بخارطة طريق لحل الأزمة اليمنية عبارة عن نقاط إذلال وتركيع واستسلام أبناء الشعب اليمني وتسليم رقابهم لداعش الكبرى والصغرى ، خارطة ممجوجة وفجة المضمون والمحتوى هي أقرب للاستسلام منها إلى السلام  لا يقبل بها إلا عميل وخائن لوطنه وشعبه وبكل وقاحة يتبجح بها ناسفا كل التفاهمات والنقاشات التي تمت خلال مشاورات السلام الماضية. ليأتي في إحاطته الأخيرة لمجلس الأمن متحدثا عن ما أسماه إستهداف مكة المكرمة بصاروخ بالستي رغم أن أسياده تراجعوا عن هذه المسرحية بعد أن اكتشفوا بأن فضيحتهم ستكون بجلاجل عندما يتضح بأن الصاروخ  إستهدف مطار جدة  والكل  يعرف بأن الكعبة المشرفة ليست في جدة إلا إذا كانوا قد ( نقلوها وما كلمونا )فهذا ذنبهم وليس ذنبنا.
المهم وبيت القصيد هنا بأن ولد الشيخ لم يعد محايدا بل لم يكن منذ الوهلة الأولى ، والإبقاء عليه كمبعوث أممي مضيعة للوقت والجهد ففاقد الشيء لا يعطيه وآن الأوان لتغييره كونه لم يعد نزيها ولا موثوقا به فهو يعمل لحساب الكيان السعودي وعلى المجتمع الدولي إذا كان جادا في التوصل لحلول توافقية للأزمة اليمنية استبدال هذا الأفاك بآخر ولو غير عربي لعل وعسى (يطرح الله فيه الخير والبركة  ) أفضل بكثير من (علي عربي ) الذي تتفوق عبريته على عربيته من خلال مواقفه وأطروحاته .

قد يعجبك ايضا