… والإبادة التجويعية ..!!
عبدالله الصعفاني
إذا صح القول بأن وزارة الكهرباء “سابقاً ” صرفت لموظفيها معاشاتهم بالدولار بسبب اختفاء معظم العملة بالريال اليمني بأيدي خارجية ومحلية ، فليس أقل من أخذ كتاب الله الكريم واستدعاء قول الرب الكريم ( ويل لكل همزة لمزة الذي جمع مالاً وعدده) صدق الله العظيم .
وفي تفسير الإمام محمد متولي الشعراوي لهذه السورة ما يدعو كل ” همزة لمزة ” لأن يرعوي عن فرض كل هذه الاختلالات وكل هذا الاعتلال وهذه الإساءة والاستهانة بالناس ومعيشتهم بل وحياتهم.
هكذا وبطريقة فص الملح عندما يذوب في بركة آسنة يصعب الاستفادة منها تختفي العملة اليمنية من الأيدي بعدة طرق أبرزها عدو خارجي يبيع لليمنيين منتجات مصانعه بالريال اليمني كشرط لصحة البيع .. وأبناء بلد إما مسكونين بأطماع الاكتناز غير المحدود مستغلين حالة الانفلات المؤسسي والرقابي .. وثالثة الأثافي قيام زبانية حكومة الفندق دونما حياء بالحيلولة دون طباعة ما تيسر من العملة اليمنية ليكتمل المشهد المقيت .
العدوان وحصار اليمنيين ومنع إمدادهم بالمواد الغذائية والدوائية وسحب العملة بل ونقل البنك المركزي ومنع استمرار صرف الرواتب رغم تعهد هادي أمام الأمم المتحدة وما إلى ذلك من سوء الإدارة الاقتصادية، ومنع وصول عوائد النفط والجمارك وإغلاق باب المساعدة الإنسانية كلها أوجدت ما يمكن وصفه بالإبادة الإنسانية التجويعية الجماعية ،حتى شاهدنا أساتذة جامعة يعلنون تدشين عملهم بالقات وحمل أحجار البلك بل وصار في عدن من عرضت بيع كليتها على مرأى ومسمع حكومة الفنادق التي حولت عدن ” المحررة ” إلى مهبط لثنائية التفجير بالديناميت والبلاليع .. فهل يستحق الشعب اليمني العظيم والكريم تجرع الجوع على رائحة العدوان والموت ؟
ويا سبحان الله على الظلمة عندما يتعاونون وينفذون عقوداً مكتوبة وغير مكتوبة ليفرضوا على ملايين البشر الموحدين حيرة عدم المعرفة بكيفية العيش في عالم الاستهتار اليمني والعدوان الخارجي والنفاق العالمي بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للفقر، وعدم الخجل من الشد على يد القاتل الغارقة بالدماء .
أما إذا استعرضنا ما أصاب بعض سكان قرى محافظة الحديدة من الجوع حتى صاروا مجرد جلد فوق عظم فإن في المشهد ما يلفت النظر إلى كارثة من نوع آخر تتمثل في غياب دور السلطات المحلية والوجاهات وأصحاب المال ولو بقرع الأجراس، والمخجل أن ذلك لم يتم إلا بعد أن سبق السيف العذل وغرض تحويل العظام البشرية إلى مجال للاستغلال السياسي المشترك كصفعة لما تبقى من شظايا الأخلاق والضمير والإنسانية .
.. للبيوت حرمتها ..!
سواء كانت منازل المواطنين في عدن أو تعز أو صنعاء أو غيرها .. وتحت أي سلطة .. لا يجوز قانوناً ولا عرفاً انتهاكها بأي صورة من الصور مهما كان مسمى القائمين بالإجراء، سواء كانت هذه البيوت مسكونة أو خالية .. باستثناء الاحتراز الأمني الضروري وتحت إشراف القضاء .. ويجب الحفاظ على ممتلكات الناس دونما التفات لأي تصنيف جهوي أو مناطقي .. وغير ذلك ليس إلا اعتداء وظلم وتأسيس لأحقاد ومواقف متبادلة وإخلال بحقوق المواطنة خارج القوانين والأعراف بل وينقلنا إلى شريعة الغاب .. الحفاظ على الأمن شيء وانتهاك الحقوق والحرمات شيء آخر .