مواسم رعاية الفوضى والعبث ..!!
عبدالله الصعفاني
عندنا إعلام للحرب وكشف جرائم العدوان .. وعندنا إعلام لتبرير العدوان وإعلام للدفاع عن شذاذ الآفاق ممن يزينون الفساد والعبث والترهل والفرجة على خلق الله وهم يصرخون من الوجع ، فلا يسمعهم أحد وسط الجلبة والضجيج العام المغطي حتى على روائح الدماء والدخان !
وكما دعوت تحت هذا الحال المخاتل إلى سماع صرخات المتألمين في بيوت الإيجار في زمن ضاع فيه المعاش ليس بين حانا ومانا وإنما بين سلطة عبدربه وسلطة صالح الصماد الافتراضيتين .. أتوقف اليوم أمام هذه الرعاية لكل ما يتصل بالفوضى والعجز وكل مظاهر قهر الرجال.
و” بالمفتشر أو الدوغري ” فإنه لا ما تبقى من مؤسسات الضبط والربط الحكومي اشتغلت وغادرت النوم مع أهل الكهف، ولا من بيدهم أقلام صحافة وفيس وميكروفونات وكاميرات الإعلام المسموع والمرئي كشفوا الترهل أو حتى لفتوا الأنظار إليه رغم أن مسؤولية الضمير الإعلامي أن يسلط أسواط الحق حتى يصرخ كل باطل من الوجع .
بالله عليكم كيف نعيش هذه الأوضاع الاقتصادية التي تصعب حتى على الزنديق فيما لايزال من جيراننا وجيرانكم من يحرق السماء بضجيج رصاص ومفرقعات الفرح المتفاخر خصمًا من مشاعر الفقير والمسكين .. ومن كان من القراء في زمرة غير المتأثرين فليتفضل ويرفع يديه فقط حتى نقول يا رب تزيده .
مسألة أخرى .. في بلاد الجن والأنس وبلاد يركب أصحابها الأفيال يتحدد سعر السلع وفقاً لنظرية العرض والطلب فيما يمارس السوق اليمني توحشه الغريب حيث لا الريال ولا الدولار متواجدان في الأيدي ولا الأسعار أقفلت أغنية ” نار يا عدوي نار ” .. فهل من مسؤولين حقيقيين أو افتراضيين يضبطون السوق بما يرضي الله ويمنع تعزيز الجرب بالدمامل، والموت البطيء على قارعة البحث عن أبسط سلع العيش.
أمر ثالث .. ما علاقة الحرب والاحتراب بهذه الرعاية لحركة السيارات على عكس اتجاه كل الشوارع وبلا استثناء ؟!! وكيف نفهم الحكمة من تشجيع الدرجات النارية على أن تداهم المارة من الأمام والخلف ومن اليسار واليمين ومن الرصيف والجزيرة حتى أن سائق إحدى الدراجات نسي نفسه وقاد دراجته بسرعة وسط كراسي وطاولات ما يسمى شارع المطاعم في ميدان التحرير، وكأنه في مهمة استهتار يصعب مشاهدتها في العالم ولو حتى كل ثلاثة آلاف سنة.
المسألة الرابعة .. هل من أحد يتطوع ويقول لنا كيف يمكن أن تجتمع الأسعار اللاهبة مع إغلاق الشوارع الخلفية لدوافع ربما أمنية وفي نفس الوقت سد منافذ الانتقال من شارع الذهاب إلى شارع العودة كما هو حال شارع الستين الغربي حيث ليس للراغب في الهابط من حي السنينة إلا التوجه الاضطراري إلى عصر إن هو أراد التوجه نحو جولة عمران بما في ذلك من الاستنزاف لقطرات البترول العالقة في أسفل الخزان خاصة بعد الذي كان ويكون من تحول نفق جولة مذبح التاريخي إلى فضيحة بالمعنى الحرفي للوصف .
بجد .. ثمة رعاية للفوضى، ولا أقول صعوبة في أداء مثل هذه الواجبات .. ولذلك لم يعد عندي رغبة في البكاء بل أن الرغبة قد تحققت ولا حول ولا قوة إلا بالله .. والله المستعان .