مواقف لن تنسى
عبدالفتاح علي البنوس
* والعالم بأنظمته وكياناته وهيئاته وتكويناته المختلفة المسميات والاختصاصات والمجالات ما بين مشارك ومساند ومؤيد وداعم ومتفرج على حرب عالمية تقودها مملكة الشر ضد اليمن الأرض والإنسان وفي ظل هذا الصمت المطبق والخنوع والخضوع لأمراء النفط والتسليم بولاية آل سعود من قبل عرب اليوم، كان لا بد من ظهور وميض للنخوة العربية القومية المناهضة لثقافة الغطرسة والاستعلاء والهيمنة والوصاية السعودية والمنددة بالإجرام والإرهاب السعودي على مستوى الأنظمة والأفراد والتنظيمات السياسية حيث برزت المواقف الأصيلة للأشقاء في سلطنة عُمان قيادة وحكومة وشعبا ابتداء من رفضهم وإدانتهم للعدوان الأمريكو سعودي على اليمن مرورا بدعمهم ومساندتهم للحل السلمي للأزمة اليمنية ورعايتهم للحوار وتقديمهم لكافة أشكال الدعم للوفد الوطني المفاوض وتكفلهم بنقل وعلاج الجرحى وتقديمهم المساعدات النفطية والعلاجية والإغاثية المختلفة، فكانت عمان بقابوسها وحكومتها وشعبها حاضرة إلى جانب مظلومية الشعب اليمني ، وهو ما أكسبها حب وتقدير وثناء وعرفان كل اليمنيين الشرفاء ، فشكراً لعُمان، شكراً جلالة السلطان قابوس بن سعيد، شكراً للحكومة والشعب العماني الشقيق .
كما برزت المواقف النبيلة الصادقة لحزب الله اللبناني ممثلا بسماحة السيد حسن نصر الله أمينه العام، هذا القائد العربي المقاوم الأصيل الذي وقف منذ اليوم الأول للعدوان الأمريكو سعودي على بلادنا منددا ورافضا وجسد في تصريحاته وخطاباته ومواقفه الامتداد الطبيعي للروح الإيمانية الرافضة للظلم والجبروت والإجرام، حيث فضح وعرى آل سعود وشرح خيوط وأبعاد مؤامرتهم على اليمن الإنسان والأرض والتاريخ والحضارة وظل وما يزال منافحا عن اليمن ومظلومية شعبه، معتبراً ذلك من أشرف وأجل الأعمال والمواقف التي قام بها طيلة حياته ، فشكراً لسماحة السيد حسن نصر الله وشكراً لقيادات وكوادر حزب الله وشكراً لكل أحرار لبنان العروبة والمقاومة .
وبرزت ولو بصورة نسبية مواقف مشكورة لحكومات روسيا والصين وسوريا الأسد والعراق وإيران والجزائر وفنزويلا والبرازيل وغيرها من الدول التي لم تسعفني الذاكرة للإشارة إليها والتي كانت لها مواقف إيجابية مشكورة ومحمودة مناصرة لعدالة القضية اليمنية ومناهضة للعدوان الأمريكو سعودي وداعمة للخيارات والحلول السلمية وهي مواقف مشكورة سيسجلها التاريخ لهذه الأنظمة التي لم تغرها أموال وثروات الكيان السعودي القاتل السفاح ولم تخيفها العصا الأمريكية الغليظة التي يتكئ عليها آل سعود في عدوانهم على بلادنا .
كما برزت أيضاً مواقف تشرئب لها الأعناق لشخصيات عربية قومية عديدة عملت على تسليط الضوء على الهمجية السعودية والمظلومية اليمنية ، وقفت هكذا لله وفي الله رغم كل الإغراءات التي قدمها لها الكيان السعودي للانضمام إلى طابور المرتزقة والمأجورين الذين اشتراهم بريالاته ونخص بالشكر هنا المفكر والمحلل السياسي القدير والعربي الأصيل الراحل الأستاذ محمد حسنين هيكل طيب الله ثراه ، والكاتب الصحفي والمفكر والمحلل السياسي الأصيل الأستاذ عبدالباري عطوان ، والكاتب الصحفي المخضرم الأصيل الأستاذ ناصر قنديل ، والمفكر والمحلل السياسي العربي الأصيل الأستاذ أنيس النقاش، والإعلامي القدير الأستاذ إبراهيم عيسى وكل من لم تسعفني الذاكرة لذكرهم.
شكراً لكل صوت صدح بالحق ، شكرا لكل قلم كشف الحقائق وأزال اللبس والغموض ووضع النقاط على الحروف ، شكراً لكل أصحاب الضمائر الحية من أحرار العالم الذين خرجوا للتنديد بالمجازر والجرائم السعودية في حق أبناء شعبنا رجالا ونساء وأطفالا ، شكراً لكل فرد في هذا العالم وقف مساندا لمظلوميتنا ومدافعا عن عدالة قضيتنا ومناصرا لحقنا في الدفاع عن أرضنا وعرضنا وكرامتنا وعزتنا وسيادتنا ، مواقفكم هذه لن تنسى وستظل محفورة في ذاكرة اليمنيين غير القابلة للفرمتة والإزالة، لن ننسى لكم نبل أخلاقكم وسمو وعزة وشموخ نفوسكم ورقي مشاعركم الإسلامية والإنسانية ، لن ننسى بأنكم كنتم شركاء لنا في المعاناة والآلام والأوجاع وشركاء في الصمود والثبات والنصر المؤزر بإذن الله ، ستظل مواقفكم خالدة في قلوبنا وستظلون تلكم البقعة المتوهجة المضيئة في وسط الظلام الحالك الذي يخيم على العالم .
ستتذكركم الأجيال المتعاقبة وسينصفكم المؤرخون وسيحكي عنكم التاريخ بأنكم رفضتم بيع ذممكم وقيمكم وضمائركم وإنسانيتكم للبترو دولار وأنتصرتم للحق على الباطل وللضحية على الجلاد وكنتم مضربا للمثل في الوفاء والمصداقية ومناصرة الحق ومناهضة الظلم والتسلط .
شكراً لكم باسم كل أهالي وذوي الشهداء والجرحى، شكراً لكم باسم كل يمني شريف غيور على وطنه وأرضه وعرضه ، شكراً لكم باسم كل يمني ينبض قلبه بحب اليمن.. ولا عزاء للخونة والمأجورين والنفعيين والمرتزقة عبيد الريال والنفط السعودي وخدام أمريكا وإسرائيل .
وحتى الملتقى ……… دمتم سالمين .