د. يحيى عبدالرحمن حُميدان
في رثاء الوالد العلامة الحجة عز المعالي محمد بن محمد بن اسماعيل المنصور المتوفي فجر الجمعة 7 ذو الحجة 1437هـ الموافق 9/9/2016م رحمه الله.
هذا هو الموت قد وافى به الأجل
فلا مَناصٌ ولا ردٌ ولا حِيَلُ
الله أكبر يا صنعاء قد عظمت
مصيبة اليوم: تاجُ العِلمِ يرتحلُ
محمدٌ من بني المنصور شُهرته
فاحت شيوعاً فهذا فَائِحُ جَلَلُ
بحرٌ مِن العِلمِ كم كانت مَعارفهُ
في كلِّ فَنٍ بما يحوي ويَشتملُ
مِنها الاصولُ ومنها الفقهُ أكملهُ
والنحو والصرف والتوريث والدولُ
وما أتانا به القرآن أجمعه
مِن الأدلةِ في الاحكام يتصلُ
وسنة المصطفى الغراءُ كاملةٌ
بما حوته فلا ضعفٌ ولا عِللُ
حتى غدا مَرجعاً في العلم يقصِده
كلٌ بما يَقتضيهِ الشرعُ والعملُ
عِلمٌ غزيزٌ وأوصافٌ مُبجلةٌ
وسيرةٌ كلها الأخلاق والمثلُ
أمضى الحياة مع التدريس تعرفه
تلك المساجدُ لا وهنٌ ولا مَلَلُ
يُدرس العلم في أعلى مَناهجه
للراغبين هناك الشرح والجُملُ
أضحى كرمز لانواع العلوم غِدا
في كل فن له الترجيح والثقلُ
كم اسهمت في مجال العلم خزنتهُ
في المكتبات بما تحوي وتشتملُ
تقلد العدل والاوقاف مرحلة
وقد احاط به التوفيق يكتملُ
شريعة الله يُجريها وينصرها
فهي الرجاء بها الإنصاف والأملُ
كم أصلح البين بين الناس واعتمدت
أحكامه حالها ردٌ ولا بدل
وكم تبوأ في الإفتاء منزلةً
والناسُ للحق تسترضي وتمتثلُ
قد عاش في العمر قرناً أو يزيد له
أعوام والعقل لا ضعف ولا كللُ
وها هي اليوم للأجيال سيرته
فهي المثال الذي ما شابه خللُ
مضى إلى الله في الأبرار منهجه
نِعم المصير إلى مولاه ينتقلُ
وياسعادة من أوفى بواجبه
في طاعة الله طاب العِز والنزلُ
الله يرفع في الجنات منزله
في موقع يعتليه السادة الرسلُ
وخيرة الآلِ من تعلو مكانتهم
في كل عصرٍ بما يحوي ويشتملُ