تصدع التحالف..!
عباس غالب
بعد التباين الواضح في العلاقة بين مصر والنظام السعودي ظهر جلياً بأن كل المؤشرات والقرائن تدل على تصدع تحالف هذا العدوان على اليمن ،خاصة بعد أن أستنفد كل مخططاته في تركيع اليمن أو النيل من سيادته وقراره الوطني .
وهذا بالطبع يضاف إلى السجل الحافل بالخلاف والاختلاف بين مشروعي الإمارات والسعودية في إطار تكريس نهج الهيمنة التي برزت جلياً في الصدامات المسلحة التي جرت في عدد غير قليل من المحافظات الجنوبية والشرقية بين هذين الحليفين وذلك في إطار هذا التحالف الذي تشير كل الدلائل إلى أنه يوشك أن يستنفد كامل مشروعيته في مبررات شن هذا العدوان .
وللتدليل على ذلك أكثر فإن القرار المصري في اتجاه سحب تمثيل هادي من القمة العربية المرتقبة ونقل رئاسة القمة إلى دولة أخرى غير التي تمثلها سلطة هادي ..وغيرها من مؤشرات الاختلاف بين القاهرة والرياض والتي تدل وبما لا يدع مجالا للشك على انتهاء عقد المصالح الذي ربط بين العاصمتين في إطار هذا التحالف العدائي لليمن.
وثمة ملاحظة إضافية يمكن رصدها وتتلخص في التحديات الحقيقية إقليمياً ودولياً التي تؤنب تصرفات النظام السعودي وتحديداً في العلاقة الاستراتيجية التي لم تعد كذلك بين الرياض وبين دول التحالف الغربي وفي المقدمة الولايات المتحدة الأمريكية وبخاصة بعد الجريمة البشعة التي ارتكبها تحالف العدوان في استهداف مئات المدنيين أثناء مراسم العزاء في العاصمة صنعاء مؤخراً.
وللتأكيد أكثر على التداعيات التي تصاحب تصدع هذا التحالف تلك الضغوط الأممية بإيقاف الحرب واستكمال العملية السياسية بناءً على معطيات الواقع اليمني الجديد ..وبالتالي الدخول في تسوية سلمية من خلال إطلاق الهدنة التي من المفترض أن تكون قد بدأت اليوم (الخميس) ولمدة ثلاثة أيام قابلة للتمديد.. وذلك في إشارة واضحة الدلالة لا تقبل الشك بأن الأسرة الأممية ماضية في فرض التسوية السلمية بعد أن استنفدت السعودية وحلفاؤها المهلة الممنوحة لفرض صيغتها العقابية على الشعب اليمني.
وفي هذا الإطار ينبغي ألا ننسى بأن تصدع هذا التحالف و فشل مشروع استمرار هيمنة الرياض على القرار الوطني نابع -في الأساس- من صلابة إرادة الداخل اليمني المتمثل في التحلي بالشجاعة وروح الاستبسال والتضحية والصمود التي تجلت خلال قرابة عامين من العدوان وعلى نحو أحبط كل مخططات التحالف والتأمر ،لذلك -ربما – تكون صورة هذا التصدع مقترنة بانهيار منظومة الحكم الأسري في الخليج برمته وليس على النظام السعودي فحسب ..وهي المنظومة التي سقطت أخلاقياً وعسكرياً أمام العالم بفعل جرائمها المشينة طيلة هذه الفترة من العدوان..وستثبت لنا الأيام صدق ما نقول .