انتصارات هادي

نبض

ضرار الطيب

على مدى أكثر من عام ونصف ، كانت انتصارات هادي وشرعيته وجيشه ومرتزقته وحلفه الدولي ، متمثلة في قتل الأبرياء وتهجيرهم من منازلهم ومحاربتهم في لقمة عيشهم ، وهو يحتفل بهذه الإنتصارات ويفرح بها مع آل سعود سواء أظهروا ذلك أم أخفوه.
صحيح أن السعودية اعترفت بمجزرة الصالة الكبرى ، مع انه اعتراف لا معنى له ، وفوق ذلك هي ألقت بثلاثة أرباع الجريمة  على المرتزقة ، ولكن على أية حال ، فهي ليست الجريمة الأولى ولا الأخيرة ، والقتل الجماعي للمدنيين هو أحد استراتيجيات عدوان آل سعود المهمة .. ما يعني في نهاية الأمر أنهم – آل سعود- ومرتزقتهم أيضاً في الحقيقة  يعتبرون تلك الجريمة انتصاراً ، وانتصاراً عظيماً .. وهذا ما وشى به تعاطيهم الإعلامي معها منذ اليوم الأول.
هادي أيضاً ، رغم غبائه ، إلا أنه يفرح بهذه الأشياء ، وهو ليس مخيراً بين أن يفرح أو يحزن ، وعلى أية حال هو لا يهمه شيء ، فهو أقل اكتراثاً من آل سعود نفسهم ، بشأن ما يحدث .. ولذلك فما تقوله السعودية ، وما تأمر به ، وما تفرح له ، هو انتصار بالنسبة له ولا يهم أية تفاصيل ، ولذلك فنحن نشك أنه حتى لم يسأل من أمروه بنقل البنك ، ولم يستفسرهم عن جدوى هذا الأمر .. فقط قيل له أن ذلك سيكون انتصاراً ففعل .
يستمتع اليوم آل سعود بمنظر انقطاع الرواتب عن الشعب اليمني ، بسبب حقدهم المعروف والواضح علينا ، فهم يحسبون انتصاراتهم بمعاناة الشعب اليمني ، أما هادي ، فيرى انه حاصر الإنقلابيين فقط ووضعهم في زاوية حرجة ، بمعنى آخر هو يرى ان “شرعيته” ستنتصر، وأن الناس سيخرجون يوماً ما ويقولون له : عد الى الحكم ولكن لا تقطع رواتبنا.
ليس هناك ماهو مثير للشفقة والسخرية من موقف النذل الغبي وهو يظن نفسه حاذقاً .. كان هادي يتوقع ان تثور مسألة الرواتب الى الحد الذي يشعل الفوضى في صنعاء في أيام قليلة ، ومازال يحاول ذلك معتمداً على بعض الكتاب ووسائل الإعلام ، ولكنه لا يحسب حساب العواقب ، ولا يرى فعلاً انه  يحفر لنفسه حفرة أخرى ، فقرار نقل البنك في أحسن الأحوال سيضع الناس بين خياري : الإستسلام لفوضى عارمة تتمثل باجتياح صنعاء من قبل الغزاة  ، أو الموت جوعاً .. والخيار الثاني أهون ، وهناك ما سيتكفل بجعله أكثر سلامة .
ليفرح هادي بانتصاره على أقوات الموظفين ودمائهم  وليحتفلوا ، ولكن عليهم أن يلقوا نظرة على صنعاء (من التلفاز طبعاً) ثم يصغوا جيداً إلى عيسى الليث وهو ينشد “صنعا بعيدة” .. بعيدة حتى لو قطعوا الأكسجين وليس الراتب فقط.

قد يعجبك ايضا