البحرين/شكري حسين – بندر الأحمدي
ودع منتخبنا الوطني للشباب بطولة كأس آسيا في نسختها الـ19 اثر خسارته في المباراة الثانية التي جمعته مع نظيره القطري بهدف دون رد، برسم منافسات المجموعة الثالثة التي تضم إلى جانبه منتخبات “قطر وإيران واليابان” والتي تقام منافساتها حالياً في العاصمة البحرينية المنامة.
ويتصدر المنتخب الياباني المجموعة بـ”4″ نقاط يليه قطر بذات الرصيد وبفارق الأهداف، ثم إيران بـ”2″ ومنتخبنا في المركز الرابع بدون نقاط.
وعلى الرغم من تذيل منتخبنا لفرق المجموعة وخسارته لنقاط مباراتيه أمام “اليابان وقطر” تواليا، إلا أنه قدم مباراة طيبة في الأولى، خاصة في الشوط الأول قبل أن ينهار ويستقبل 3 أهداف متتالية في الشوط الثاني بأخطاء فردية ألقت بظلالها على المعنويات رغم الجهود التي بذلها الجهاز الفني والإداري للخروج من تلك الحالة.
الواقع يفرض نفسه
فرض الواقع نفسه في مباراة المنتخب الأولى أمام اليابان، وأكد الأخير علو كعبه وجاهزيته رغم معاناته الشديدة خاصة في الحصة الأولى التي اظهر فيها شباب منتخبنا مقاومة كبيرة خاصة في الدفاع وتعطلت آلة المنتخب الياباني المتجددة من اختراق الحصون الدفاعية للرباعي “رامي الوسماني ومجاهد الحجري وميلاد العميسي وعصام نعمان”، ومن خلفهم الحارس المتألق “سالم الهارش”، إلا أن الهدف المبكر الذي سجله المنتخب الياباني مطلع الشوط الثاني عبر عرضية من كرة ثابتة كان له مفعول السحر في اهتزاز معنويات المنتخب واستقباله لهدفين آخرين في الدقائق الـ”10” الأخيرة، صاحبها حالة توهان شديدة، ساهمت في زيادة الغلة اليابانية، ومع أن المنطق فرض نفسه في المحصلة النهائية للقاء، وأنتصر صاحب الإمكانيات الفنية والفردية والخبرة الكبيرة “36” مشاركة آسيوية، ووصيف البطل في “6” نسخ سابقة، إلا أن النتيجة ثبطت معنويات شبابنا بشكل كبير، وساهمت في تقليص مستوى الطموح لخطف إحدى بطاقتي التأهل رغم بقاء حظوظه كاملة إلى ما قبل لقاء مباراته الثانية.
أداء رائع وخسارة غير مستحقة
عمد الجهاز الإداري والفني للمنتخب في اليومين التي أعقبت لقاء اليابان إخراج اللاعبين من حالة الحزن ومترتبات الخسارة المُرة، من خلال عدد من المحاضرات واللقاءات والتمارين الترفيهية، وتحفيزهم ماديا ومعنويا، وكان لذلك أثر بالغ في شحذ همم عناصر المنتخب، ليتجلى ذلك في ارض الملعب أثناء مواجهة قطر، والتي خسرها منتخبنا بصعوبة كبيرة وفي اللحظات الأخيرة حين ابتسم الحظ للاعب المنتخب القطري المجنس “عبدالله راشد” بمغالطة حارس مرمى منتخبنا “سالم الهارش” بكرة زاحفة في الدقيقة 82، وتسجيله هدف النجاة لبطل النسخة الماضية.
وأجمالا قدم نجوم المنتخب مباراة متكافئة في لشوط الأول رغم التفوق النسبي لقطر، خاصة في العشر الدقائق الأولى والتي اعتمد فيها الفريق المنافس على إرسال الكرات العالية خلف المدافعين مستغلا في ذلك سرعة مهاجميه، قبل أن يخرج منتخبنا من تقوقعه في الدفاع، ومبادلة المنافس الهجمات تارة عبر الأطراف حيث يتواجد الرائعان الأحمدين (جوبح والسروري)، أو التناقل الجميل في منتصف الملعب للثلاثي (محمد المداري وحكيم سيف وعلي حفيظ) ومشاكسات لاعب المقدمة “زكريا طواف”، ليتحصل المنتخب على عدة فرص وركنيات لم يكتب لها النجاح حتى انتهى الشوط بالتعادل السلبي.
ومع انطلاق الحصة الثانية أنتفض منتخبنا الشاب، وحاصر المنتخب القطري عدة مرات، وتحصل لاعبو منتخبنا على فرص سهلة للتسجيل، بالذات مواجهة السروري للمرمى من وضع انفراد تام، تعامل معها الحارس القطري بإيجابية كبيرة، وبداء الفريق المنافس فاقدا للحيلة إلا في حالات قليلة، أمام التناغم الجميل للاعبي الوسط “المداري وحكيم وحفيظ” ولاعبا الأطراف “جوبح والسروي” ومشاكسات طواف في المقدمة، فضلا عن الجدار الدفاعي الحصين الذي نصبه “الوسماني والحجري والعميسي وعصام”، ودفع المدرب القطري “اسباني” الجنسية للصراخ والغضب من على دكة الاحتياط، ومع الشعور الكبير باقتراب منتخبنا من خدش شباك العنابي القطري فاجأ البديل القطري “عبدالله راشد” منتخبنا بتسجيل هدف الفوز، اثر توغله من الجهة اليسرى لحارس منتخبنا “سالم الهارش”، وسط فرحة هستيرية للاعبي قطر وجهازهم الفني والإداري، امتدت حتى النهاية وحتى في غرف تبديل الملابس حيث ظل الجميع يغني ويصرخ بأصوات غير مفهومة، مؤكدين في ذلك تعدد جنسياتهم واختلاف مشاربهم، رغم رفعهم لشعار المنتخب القطري.
إشادة كبيرة
المستوى الجميل والراقي الذي قدمه عناصر المنتخب دفع عدد كبير من الصحفيين من دول عربية وأخرى آسيوية، وقبلهم جميعا الجهاز الفني للمنتخب القطري، للثناء والإشادة بأداء لاعبي منتخبنا وروحهم القتالية، وتفوقهم في لحظات متفاوتة على خصومهم رغم فارق الإمكانيات وفترات الإعداد، إذ يكفي اعتراف المدرب القطري عقب اللقاء بأفضلية اليمن في المباراة وإشادته الكبيرة على الأداء القوي والمتوازن لعناصر منتخبنا، وأن لم يكن الحظ في صفهم.
على الماشي
– انغمس عدد من لاعبي المنتخب في نوبة بكاء شديدة، داخل غرف تبديل الملابس حزنا على نتيجة المباراة خاصة وقد كانت في المتناول في لحظات متفاوتة من اللقاء، قوبلت بكلمات تحفيز وثناء من قبل الكابتن “محمد النفيعي” ومساعده “خالد بن بريك”، مفادها: (ارفعوا رؤوسكم)، ولا يستطيع أحد أن يلمكم، لأن أحكام كرة القدم تكون قاسية أحيانا، كما أنها فوز وخسارة.
– قبيل تسجيل منتخب قطر لهدفه الوحيد كانت صيحات المدرب النفيعي ومساعده بن بريك تتعالى، من على دكة الاحتياط، على لاعب الظهير “عصام نعمان” الذي كان ابرز لاعبي المنتخب، كي يلزم مكانه ولا يتقدم أكثر، حتى لا يتيح الفرصة للاعب القطري البديل “عبدالله الراشد” مسجل الهدف من تشكيل الخطورة على مرمى منتخبنا، إلا أن لحظة توهان بسيطة كلفت منتخبنا الخروج وتوديع البطولة.
– على رغم من الفوارق الشاسعة والمسافات المتباعدة التي تفصلنا عن فرق مجموعتنا، من حيث الإمكانيات والإعداد والتهيئة، فضلا عن الظروف المحيطة بالبلد عموما، إلا أن المنتخب قدم حتى الآن مباراتين وفق إمكانياته الخاصة، قبل مباراته الأخيرة أمام “إيران”، ومجرد وجوده في مثل هكذا محفل آسيوي ومن بين أفضل فرق قارة آسيا يعتبر إنجازاً بحد ذاته.
– اليابان، أعتى فريق آسيا وأحد أقطاب الكرة فيها، فاز قبل وصوله للبحرين على فرنسا البلد الكبير كرويا بثلاثية نظيفة في مباراة ودية، أتصور انه لم ينل من النقد والعتاب والسخرية، ما ناله منتخبنا الشاب، فيا أيها المفسبكون ” أربعوا على أنفسكم”، والتمسوا العذر لشباب وطنكم، حتى لا نقول عنكم (تهرفون بما لا تعرفون، وتقولون ما ليس تعلمون).
– المنتخب سيخوض “غداً الخميس” مواجهته الأخيرة أمام إيران، وليس لديه ما يخسره، بعد أن انتهت حظوظه في التأهل، لكنه سيبحث عن انتصار يؤكد فيه تطوره من مباراة لأخرى.
– اللاعب الرائع والجميل أحمد السروري، يتابع في الوقت الحالي إجراءات سفره إلى “لندن” عاصمة الضباب البريطانية، للالتحاق بأكاديمية “ويستهام يونايتد” للخضوع هناك لتجربة احترافية، حسب إفادته أمس للمنسق الإعلامي للمنتخب، مؤكدا أنه سيتوجه عقب مباراة إيران إلى لندن في أول تجربة احترافية للاعب يمني في الملاعب الانجليزية.
التدرب لمباراة إيران
وأجرى المنتخب عصر أمس الثلاثاء حصة تمرينية على ملعب مدينة عيسى الخارجي استعدادا للقائه الثالث والأخير في مجموعته الثالثة والذي سيقام عصر غد الخميس أمام إيران، التمرين تم تقسيمه على مجموعتين مجموعة مع المدرب الكابتن محمد النفيعي وهي التشكيلة الأساسية التي لعبت أمام قطر والتي أجرت تمارين استرجاعية خفيفة والمجموعة الأخرى مع المساعد الكابتن خالد بن بريك وهي خاصة باللاعبين الذين لم يشاركوا في مباراة قطر وأجرت تمرينا تكتيكيا ولياقياً.
تصوير/وجدي البعداني