المرتزقة وبنو سعود .. من يهن يسهل الهوان عليه
حسن الوريث
* بناء على نصيحة حميمية من الأمريكان اعترفت السعودية بجريمة استهداف القاعة الكبرى لتجنب نفسها عواقب تشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق والتي نتائجها ستكون كارثية على نظام بني سعود وكان جزءاً من النصيحة أن يتم إلقاء اللوم على المرتزقة الموجودين في الرياض وتحمليهم المسئولية الكاملة عن هذه الجريمة الكبرى.
وبالتأكيد أن هذه النصيحة من أمريكا ليست مجانية، فأمريكا نفسها كانت ستدخل في المحاكمة والمسؤولية نظراً لأنها مشاركة بشكل مباشر وغير مباشر في العدوان ولأن الأسلحة التي تستخدم في هذا العدوان هي أمريكية وبالتالي تحرج الأمريكان من المسؤولية القانونية ومن السخط الشعبي فقدموا النظام السعودي ككبش فداء والقى بالمسؤولية عليه والنظام السعودي بدوره أخرج نفسه من المسؤولية وقدم الخونة ومن كان يسميهم بالشرعية ككبش فداء عنه لينتهي بهم المطاف مقابل خدماتهم الى المحاكم المحلية والدولية .
ومهما كان من وجود ثغرات في تقرير الاعتراف بتنفيذ الجريمة لم يكن بالإمكان تلافيها رغم أن الذين قاموا بإعداد التقرير هم خبراء أمريكان وقانونيون وعسكريون من بعض الدول فإننا سنتحدث عن هذه الثغرات لاحقا وفي موضوع مستقل وربما أن القانونيين هم من سيتحدث عنها بشكل مفصل لكن الذي يهمنا الآن هو هروب النظام السعودي من المسؤولية وإلقائها على المرتزقة على اعتبار أنهم الحمار القصير الذي يمكن أن يتم تحميله كل الأخطاء مثلما سبق في بعض الجرائم التي كانت ترتكبها طائرات تحالف العدوان ويقال ان هم الذين حددوا الأهداف بينما كان دور طيران التحالف هو القيام بعملية التنفيذ للضربات بناء على تلك المعلومات والإحداثيات .
بالتأكيد أن العدوان السعودي ارتكب أبشع الجرائم والمجازر في حق الشعب اليمني منذ بداية العدوان ومازال يواصل جرائمه، لكن جريمة القاعة الكبرى كانت أشدها وأبشعها لذلك سارع إلى إنكارها ونفى التهمة عن نفسه منذ اللحظات الأولى لارتكابها وتحشيد الأبواق والمرتزقة الذين دافعوا باستماتة غير عادية عن العدوان وأكدوا انه لم ينفذ أي عملية استهداف للقاعة اطلاقاً بل أن البعض أكد أنه تواصل مع أصدقائه الذين يثق بهم في صنعاء واخبروه جازمين أنهم لم يسمعوا صوت طائرات في صنعاء في ذلك الوقت الذي تم فيه استهداف القاعة، فيما ذهب البعض من هؤلاء المرتزقة ممن يحملون رتبة شيخ دين إلى أن ما حدث في القاعة هو عقاب إلهي على أصحاب خولان لعدم وقوفهم إلى جانب الشرعية إلى غير ذلك من الأبواق الذين اجتهدوا كثيراً في نفي التهمة عن أسيادهم.
وحين تبين أن هذه الجريمة مشهودة باعتراف الامم المتحدة وأمريكا والكثير من الدول التي أكدت أن هذه القاعة تعرضت لغارة جوية سعودية وأن تلك الجريمة لن تمر مرور الكرام وستكون محل تحقيق دولي وإحالة مرتكبيها إلى المحاكم الدولية ومحاسبتهم عليها، فقد تدارست السعودية مع أمريكا وبعض الدول الحليفة معها الذين نصحوها بأن تعترف بالجريمة ولكن لا بد من البحث عن مطية تتحمل وزر هذه الجريمة ولم يجدوا سوى المرتزقة الذين لن يتمكنوا من مخالفة أسيادهم على اعتبار أنهم يعيشون على فضلاتهم في الرياض ولن يجرؤوا على المخالفة لما يريده نظام بني سعود مثلما ان بني سعود لا يمكن أن يجرؤوا على مخالفة الأمريكان فنقول إن الذي رضي لنفسه بالمهانة فإنه لا يمكن أن يعيش حراً أبداً وكلاهما يعيش على الهوان كما قال الشاعر العربي ” من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام ” .